إلأ يستحق العراق كل التكريم والاحترام وحفظ العلاقات معه على نسق التشاور والتنسيق السياسي على أعلى مستوى حول مختلف المستجدات المتعلقة إلإ يستحق شعبة كل التقدير والتبجيل لماقدم من تعاون الذي هو أساس نجاح الأفراد والمجتمعات و من مقومات بناء ونجاح أي مجتمع، فهو يعمل على ازدهارها والنهوض بها، كما في قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (المائدة/ 2)، وتعطف ومحبة ومد بساط خيره لجيرانه العرب ،ان استفزاز مشاعره يعني استفزاز مشاعر الأمّتين العربية والإسلامية، ودفع المنطقة نحو مزيد من التوتّر والاحتقان والعنف، علاوة على تعميق الشعور بالإحباط وانعدام الثقة ، كما تفعلة المملكة الاردنية الهاشمية منذ سقوط النظام الملكي في العراق بعد ثورة الشعب العراقي في عام 1958 ويطبق عليها المثل الشعبي العراقي ( بالوجه امراية وبالكفه سلايه ). وازدادت شراسة بعد سقوط النظام البعثي الذي كانت اليد الطولى له في تقديم مزيد من دماء والضحايا في حرب الثمان سنوات مع جارته ايران واصبحت اكثر شراهة لنهم خيراته والاستحواذ على المليارات من الدولارات وعلى حصة من نفوط العراق المار في اراضيه وقولبة البضاعة الصينية المكتشفة بتسميات اردنية واكثر شراسة لجعل الاردن ملجاءاً لعتاة البعثيين وانحدر منها ابو مصعب الزرقاوي والقاعدة والسعي لتمزيق مهد الحضارات العراق الابي باهله و الذي لا يعرف حجمهم في العمليات التي كانت تستهدف قوات الأمن والجيش في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي، وكذلك احتضان الخونة والمارقين والسراق وجعل عَمان العاصمة مرتعاً خصباً لنشاطاتهم في ظل غياب الدول العراقية ومرتكزاتيها و غياب المؤسّسات التمثيلية القوية الحقيقية والصراعات الداخلية بين مكونات الحكومة .
ما يملأ أجواء الحياة بهجةً هي التفكير بالعلاقات الطيبة التي تتبادلها الدول مع بعضهم، فلو كانوا كلهم صادقين ويفكرون بشكل اصولي ويتعاملون فيما بينهم بالانصاف والمودّة ويتبادلون الحبّ والاحترام، لكانت حياتهم مملوءة بالاستقرار بدل العلاقات السيئة والعلاقات القبيحة وتبادل التهم والأكاذيب والذم والتقريع وشراء الذمم ويصبح من الصعب عليها صيانة التودد والمحبة والتعامل في مثل هذه الأجواء بل إنّ هذه الأجواء تصبح خانقة ومؤلمة وغير مستقرة تشوبها الخيانة والانزلاق الى الهاوية وخلق ذرائع التوترات الخبيثة لهم .
أن العلاقات الدولية يجب ان تبنى بالسلم والموادعة والكف عن الاعتداء والمشاركة في البناء الحضاري العالمي وأن العلاقة الحربية تنصرف وفق ذات الأدلة إلى ذلك و باعتبارها خطاً دفاعياً ضد الغزاة والطامعين والمعتدين.
إنّ تمسك العراق بأنتمائه العربي والإسلامي المتجذّر ومشهود فيها وبقيم التفتّح والتسامح والإعتدال التي عرف بها على مرّ التاريخ يعتبر جوهر هويته التي جعلت من هذه المبادىء مثلا أعلى أخلاقيّا وسياسيا يوجّه تحرّكاتها الدبلوماسية حيث يحرص على الدّفاع عن القضايا العربية والإسلامية في مختلف المحافل الدولية ويعمل على دفع مسيرة العمل العربي والإسلامي المشترك..وقدم العراق الاف من خيرت رجاله للدفاع عن الممالك العربية خاصة وعلى رأسها القضية الفلسطينية منذ حرب 1948رغم خيانة الاردن الملموسة للجيوش العربية وليس الأسلحة الفاسدة كما أشاعوا في وقتها وعلمونا ذلك وعام 1967( حرب الايام الستة ) بعد ان اتصلت القيادة العربية الموحدة بالعراق وطلبت منه تعزيز القوات الأردنية وعزز سلاح الجو الأردني بـ12 طائرة هوكر هنتر و12 ميك 21 و10 قاذفات تي يو 16 تعمل من قاعدة “أج ثري”،وأرسل قوات صلاح الدين، التي وصلت طلائعها مساء يوم 6 يونيو، و أن سلاح الجو الإسرائيلي أوقع خسائر بهذه القوات للخيانة المشتركة بين الاردن و كان مذيع صوت العرب أحمد سعيد المصري ينقل تحركاتها على طريق بغداد عمان أولا بأول، مسهلا على الإسرائيليين معرفة مواقع القوات العراقية على وجه الدقة و بقى الجيش الاردني خارج الحرب وكانت خسائره قليلة جداً وفي عام 1973 كانت مهمتها لا تتجاوز مشاغلة القوات الصهيونية على امتداد الحدود الأردنية الفلسطينية فقط التي بدأت اليوم الكثير من الدول خيانتها بالتطبيع مع العدو الخاصب وهناك من ينتظر الحسم وهي الخيانة الكبيرة والخنجر المسموم في خاصرة الامة الاسلامية .
تعتبر خيانة الثقة إحدى أنواع الخيانة الشائعة والمشهورة بين الدول العربية ، وهذه الخيانة تختلف في أشكالها باختلاف طبيعة العلاقة بين الأطراف المعنية وخاصة التي تختلف في العقيدة والدين عكس الامة الاسلامية التي تربطهم شهادة لا اله الا الله ومحمدا رسول الله وعلى قمة هذه الصفات هي الثقة ، والدول تعتمد على بعضها البعض وتعطي بعضها الثقة الكاملة على أمل ألّا تخان هذه الثقة، و يدلون بأسرارهم لبعضهم ويشاركون أفكارهم ومشاعرهم، لاهمية الثقة في بناء العلاقات، وتوطيدها بين الدول ودونها لا يمكن للعلاقات العميقة أن تستمر، وتكون خيانة هذه الثقة عن طريق استعلال الظروف ، أو استخدام هذه الأسرار والمعلومات لأغراض تضر بالطرف الآخر، وهو ما يؤدي إلى تدهور العلاقة أو انتهائها، وهو ما يسبب الألم والحزن لشعوبها.
لقد كان للعراق إسهام كبير في رواج الثقافة العربية الإسلامية والحضارة والفنون والعمران من خلال أعلامها ورموزها ن ومناراتها التاريخية منذ عصر التاريخ الذي لعب ومازال يلعب دورا دينيا وعلميّا وثقافيا طلائعيّا أسهم في نشر الدين الإسلامي واللّغة العربية في مناطق الشرق الاوسط والعالم ويبقى العنصر العربي الإسلامي بخصوصيته في هويته من حيث تمظهره في أبسط جزئيّات الحياة اليومية في فاعليته في تحريك كلّ أبعاد الدولة الحديثة التي تعرف نفسها في دستورها بأنّها ” دولة عربية مسلمة” على أساس الإنتماء الروحي والحضاري.
كما تتجسّم قيم التسامح والتعاون التي تعتبر من جوهر ديننا الإسلامي الحنيف وتقاليدنا الإجتماعية في إذكاء روح التضامن المتأصّلة في ثقافتنا وتقاليدنا وجعلها أحد الأركان الأساسيّة للخطّة التنمويّة الشّاملة لإزالة مظاهر الفقر والتهميش والإقصاء من المجتمع االعراقي. هذا إلى جانب الحرص على ترسيخ ثقافة التسامح في مناهجنا التربويّة وإحلال الديمقراطية والتعددية السياسية والإعتراف بالآخر في كنف الإحترام المتبادل وضمان حقّ الإختلاف.