19 ديسمبر، 2024 12:06 ص

داعش في زوايا بلدي

داعش في زوايا بلدي

{بسم الله الرحمن الرحيم فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ }
غياب العين الرقابية وضعف العمل الاستخباري ووهن القوة الرادعة وتضائل الانتماء الوطني ,عوامل من شأنها ان تساهم في شرخ جداره وتبدد لحمته الوطنية , فيغزو المرض جسده ويتآكل شيئا فشيئا . ما حدث بعد عام 2003عند دخول المحتل وزرع مؤامراته ونشر آفاته وتسلل عملاؤه بمسميات وماركات , بلباس ديني متطرف كالقاعدة وداعش و شركات ومنظمات لواجهات تخريبية وتجسسيه تحت مظلته وفي حضن حمايته , استقطبت اليها من في قلبه مرض , ومن ضُربت مصالحه , وحامل الفكر المتشدد , فتوسعت قاعدته ونمت أفكاره وطغت مؤامراته لتصبح واقعا معاشا مفروضا مهدت له احتلال المدن وضرب وحدة الشعب . أستطاع ان يحتل ثلث مساحة العراق وآمن مأوى في جبال حمرين ونينوى ووادي حوران والمخيسة شمال شرقي ديالى وجزيرة كنعوص والطارمية ومناطق أخرى كبيرة وواسعة كانت منطلقا لهجماته ومقرا لتدريباته ومخزنا لمعداته , أعلان النصر عليه في نهاية عام 2017بعد أكثر من ثلاث سنوات من المعارك الدامية والتضحيات الجسيمة والمعارك الضارية شيء من العجالة وسوء تفكير وزهو لا مبرر له , أذ سرعان ما عاود نشاطه وفعَل خلاياه لمعارك أكثر شراسة واعمق أذى من خلال حرب الاستنزاف المستمرة التي يقوم بها بين الحين والاخر على قواتنا البطلة , الحقت بقواتنا المسلحة الشيء الكثير من الشهداء والمعدات , الصراحة مؤذية لكنها الحقيقة التي يجب ان نواجهها , هجمات العدو لم تنته واساليبه في المراوغة والتوقيت مستمرة , مع العرض انها لا تمتلك أرض ولاعمق ولاطائرات ولاسفن حربية ولادبابات ولكنها فاعلة ومؤذيه , اعلان النصر يعني نهايته والقضاء عليه وهذا مخالف للحقيقة لأن داعش فكر متشدد يفرخ المئات بين الحين والاخر , هزيمته لا تكمن بالعسكرة فقط بل بأساليب فكريه عقائدية لها رجالها ومعلميها , فثلاث سنوات جاثم على ارض الوطن وفي مختلف المناطق بالتأكيد عمل الكثير من خلال متابعيه والمؤمنين بفكره قسرا , طوعا , النتيجة واحدة , في حين بقيت عقولنا مقيدة بالمعارك والقاء القبض والسجن والابعاد , لم نجد معالجا بالمعنى الحقيقي لهذا الوباء والدليل هجمات وقتل وتشريد وخطف , وجزيرة كنعوص واحدة من ملاذاته التي تعد من أخطر المواقع المهمة والستراتيجة في البعدين العسكري والتعبوي . تقع على بعد نحو 30 إلى 40 كيلومترا شمال قضاء الشرقاط التابع لمحافظ صلاح الدين ويفصلها عن محافظة نينوى نحو 10 كيلومترات شمال القرية , مليئة بالقصب , غير مأهولة بالسكان , يحيطها نهر دجلة من كل جانب , ما جعل السكان يطلقون عليها اسم جزيرة. لم تكن مؤمنة بالكامل لصعوبة الوصول إليها، وفقا لمراسل راديو سوا في صلاح الدين بأن تنظيم داعش يمتلك العديد من المضافات في المنطقة ويستغل طبيعتها الجغرافية وكثافة الأشجار فيها للاختباء وتنفيذ عمليات ضد قوات الأمن العراقية. وتحظى بموقع استراتيجي مهم باعتبارها مفترق طرق يمكن من خلاله الوصول إلى محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار ونينوى، كما أن لديها اتصالا جغرافيا بمناطق قريبة من الحدود العراقية مع سوريا. المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول يقول إن “جزيرة كنعوص كانت من أهم المناطق التي يختبأ بها عناصر تنظيم داعش وكانت بمثابة مأوى آمن لهم لاعتقادهم أن قوات الأمن العراقية لم تكن قادرة على الوصول إليهم”. ويضيف رسول في حديث لموقع “الحرة” أن “المعلومات المتوفرة لدى قوات الأمن العراقية تشير إلى عددا من عناصر القادمين من سوريا كانوا يختبؤون فيها منذ فترة”. ويقول مراسل راديو سوا في صلاح الدين إن معلومات حصل عليها من مصادر موثوقة تؤكد أن أعدادا كبيرة من عناصر تنظيم داعش كانوا يتواجدون فيها. وأوضح متحدث باسم القوات العراقية لمكافحة الإرهاب لـ”فوكس نيوز”، أن الجزيرة كانت بمثابة “فندق” للدواعش المسافرين من سوريا إلى العراق.
ووصف مسؤولون أميركيون الجزيرة بأنها محطة للتوقف “ترانزيت”، لمسلحيهم الذين يدخلون ويغادرون سوريا.

طيب كل هذه المعلومات امامنا , أين كانت قواتنا وجهدنا الاستخباري عنها والعدو يسيطر عليها منذ 6 سنوات من المقصر والمسبب ؟؟؟؟ أسئلة تبحث عن أجابه .

مع العرض ان قواتنا شرعت بعدة هجمات على الجزيرة بمعية الحشد الشعبي وقوات التحالف ولم تفلح في تحريرها أو الوصول اليها ,التحالف أعلن الثلاثاء أن الطائرات الحربية الأميركية أسقطت 36 طنا من القنابل عليها في نهر دجلة، والتي تعج بالمتطرفين.الغارات شنتها طائرات من طراز إف-15 وإف-35، وذكرت تقارير أن هذه الغارات أسفرت عن مقتل نحو 12 داعشيا كانوا مختبئين في الجزيرة، فيما ذكر متحدث باسم القوات العراقية لمكافحة الإرهاب، إن الغارات أدت إلى مقتل 25 شخصا .

العمليات المشتركة أعلنت يوم الاثنين، عن قوات الفرقتين 16 و20 في قيادة عمليات نينوى والقوات الخاصة، من تطهير جزيرة كنعوص بشكل كامل وازالت التهديد عن المناطق المجاورة لها”. ووفق مسؤول محلي في نينوى لـ(المدى) ان “الوثائق التي عثر عليها تكشف عن أسماء متعاونين مع الدواعش المتواجدين في الجزيرة”.‏ويضيف المسؤول المحلي الذي طلب عدم نشر اسمه إن الوثائق “تظهر سجل الزيارات من مناطق مختلفة الى الجزيرة، من بينهم زوجات التنظيم المتواجدين في كنعوص، واسماء ممولين وطرق نقل الاكل والمساعدات”. وكانت القوات العراقية قد استمرت لعدة ايام بإنشاء جسور اصطناعية للوصول اليها لأول مرة منذ عمليات التحرير الى داخل الجزيرة. لكن المسؤول الخفاجي أوضح في تصريح خاص لـ”سبوتنيك”، أن الجزيرة تم تحريرها بالكامل على يد الجيش والقوات الخاصة العراقية التي لازالت مستمرة بعمليات التجريف وأكد ، أن عملية التحرير وتطهيرها بالكامل من سيطرة المجاميع الإرهابية، مهم جدا لتأمين القرى المحيطة بها كونها كانت تتعرض لتهديد مباشر من هذه الجزيرة واستغلال الأهالي وتهديدهم وأخذ الآتاوات منهم. وبين الخفاجي، أن القوات الأمنية من خلال تحريرها أمنت مناطق جنوبي الموصل، وكركوك وصلاح الدين شمالي البلاد. ونوه المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية في ختام حديثه إلى أن عمليات تحرير كنعوص هي أول عملية تتم بنصب جسر وعبوره للجيش والقوات الخاصة العراقية وبإسناد من طيران الجيش وسلاح المدفعية والمقر العام للهندسة العسكرية.

نحيي ونكبر هذه الانتصارات العظيمة التي سطرها ابطال قواتنا المسلحة ومقاتلي الحشد الشعبي على عصابات داعش بالرغم من مرور 6 سنوات على احتلال الجزيرة , زوايا كثيرة لازالت تحت سيطرت داعش , بحاجة لتفعيل الجهد الاستخباري وكشف المتورطين بالعمالة معهم من بعض من يدعي الانتماء للعراق والعراق براء منهم . ليسهل دخولهم وايوائهم تحت مسميات عديدة , الهجوم أسلم طريق لمقاتلة العدو قبل استفحال أمره وانتشار مرضه .زوايا أخرى في بلدي بحاجة لتحرير.