22 نوفمبر، 2024 8:42 م
Search
Close this search box.

علاج المجتمع بالصدمة الكهربائية

علاج المجتمع بالصدمة الكهربائية

عند وصول الانسان المريض الى حالة شبه ميئوس منها ينصح الطبيب باعطاءه صدمة كهربائية لعلها تعيد فيه الاحساس الذي غاب نتيجة غلبة المرض على اعضاءه , ولربما تتكرر هذه الصدمات حتى يستفيق , والمجتمع حاله في ذلك حال الانسان يمر بمرحلة من المرض اسمها الخنوع يصاحبها سبات عميق تنهار معه كل القيم المجتمعية ويصبح من السهل ان يتربع الانتهازيين واصحاب المصالح الشخصية على مقود الحياة فيعثوا بالارض فساداً ويتحكموا بمقدرات الناس ومصائرهم وحينئذ يصبح المجتمع عاجز عن القيام باي مبادرة للتغيير ضنا منه ان لاطائل منها ,  الا انه سرعان مايصطدم هذا الامر بحياة الناس ومعتقداتهم ويمسهم مساس مباشر حتى تبدأ الافكار بالانطلاق في فضاء التحرر وتبدأ غمامة هذا المرض تذوب شيئا فشيئا ويستعيد البلد كامل عافيته واكاد اجزم ان جميع الامور التي تغيرت وسوف تتغير هي نابعة من صدمة.
 حيث ان التاريخ يحدثنا بوجود مثل هكذا احداث ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما مرت به مصر مطلع القرن العشرين من سبات عميق في الافكار الدينية حتى امسى الدين عالة على المجتمع انذاك , فانبرى مثقفوا الدين ( حيث ان المتدينين ليس كلهم مثقفون) لطرح بعض الافكار التي من شانها ان تعيد الحياة للدين وومعتنقيه فدفعوا ببعض المفكرين الى بعث افكار دارون من جديد ( نظرية النشوء والارتقاء) فلاقت حينها دعما ثقافيا واسعا من دعاة المادية مما ولد رجة في المجتمع الديني المصري وراحوا يناهضون تلك الافكار ويقارعونها بالحجج حتى رجع مجتمعهم الى الحياة.
من هنا يكون جلي ان كل امة تتعرض الى هذا المرض لابد لها من صدمة تصيبها في صميم حياتها , هذه الصدمة لابد وان تكون قوية اولا, وان تمس حياة المجتمع مباشرة ثانيا , حيث ان القوى الدفينة في الانسان لن تموت بل يصيبها الخمول وهي بحاجة الى من يصدمها حتى تعاود العمل من جديد بشرط ان يدرك المجتمع ذلك الضرر الذي سيلحق به اذا ما استمر على هذا الحال وان يندفع بدوافع ذاتية من غير تاثير خارجي.
 المجتمع العراقي يكاد يختلف بعض الشي عن باقي المجتمعات فقد مرت به كل الصدمات المحتمله كان ابسطها مصادرة حقه بالحياة وكان حري به ان يتنفض الاان الموانع كثيرة واولها ضبابية الافكار الدينية وطغيانها على باقي الافكار كونه مجتمع مسلم وكذلك ابتعاد اصحاب الوعي الحقيقي عن مسرح الحياة واخيرها تقسيم الشعب الى احزاب وشيع , وطبعا اني لااقطع الامل بوجود التغيير بل اقول انه لابد من صدمة تجمع في طياتها مايرفض العوائق المذكورة جميعها وان تعزف على وتر العامل المشترك لكل ابناء الشعب.
[email protected]

أحدث المقالات