مع إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يتميز عن النظم السياسية القائمة وحتى الديکتاتورية منها بصفات ملفتة للنظر، لکن حالة التناقضات والتخبط هي من أهم تلك الصفات، فهذا النظام مثلا في وقت يدعي بأنه يدافع عن الامة الاسلامية ويرفع شعار الوحدة الاسلامية فإنه أکثر من أساء للإسلام والمسلمين وشق صفوفهم ولاسيما من حيپ دور المشبوه في نشر الطائفية والحث عليها، کما إنه وفي الوقت الذي يزعم بأنه يدافع عن القضية الفلسطينية ويملأ الدنيا صخبا عن القدس، فإنه ومن خلال دور المشبوه بإحداث أکبر إنقسام في الجسد الفلسطيني وإستخدام القضية الفلسطينية من أجل مآربه الخاصة، قد أثبت کذبه وإزدواجيته وتناقضه الصارخ بهذا الخصوص.
موقف النظام الايراني من منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر أهم وأکبر قوة معارضة ضده، هو موقف أکثر غرابة ولفتا للأنظار من مواقفه الاخرى التي وکما أشرنا إليها آنفا تتسم بالتناقض، ذلك إن هذا النظام قد دأب طوال العقود الاربعة المنصرمة من التأکيد على إن منظمة مجاهدي خلق قد إنتهى أمرها ولم يعد لها من أي دور ووجود على الساحة الايرانية، وحتى إنه قام ومن خلال أساليب ملتوية وعبر أقلام مأجورة أو مواقع مشبوهة بنشر معلومات مشوهة عن المنظمة والحديث عن إنها لم تعد تٶثر على الاوضاع ولادور لها في داخل إيران. لکنه وفي نفس الوقت قام بنفسه بنفي وتکذيب نفسه في کل مرة، إذ إن هذا النظام وعندما کان يحدث أي طارئ في البلاد کان سرعان ما يبادر الى إتهام منظمة مجاهدي خلق بذلك، متناسيا من إنه بنفسه قد زعم بنهايته وعدم تأثيره في الاحداث في إيران.
في الآونة الاخيرة، وبشکل خاص بعد الفترات التي تلت إنتفاضة 15 نوفمبر2019، فإن أکثر شئ يجب الانتباه إليه إن هناك تکرار ملفت للنظر بشأن دور ونشاطات مجاهدي خلق في إيران في تصريحات القادة والمسٶولون في النظام الايراني وکذلك في وسائل الاعلام، بل إن الذي لفت النظر أکثر هو إن المرشد الاعلى للنظام بنفسه قد حذر قبل أسابيع من تزايد دور مجاهدي خلق بين الشباب الايراني، وهو کلام لو بحثنا فيه لوجدناه يحمل الکثير من المعاني ويٶکد بأن النظام يواجه تهديدا کبيرا من جانب المنظمة وإنها وبعد 4 عقود قد تمکنت من سحب البساط من تحت أقدام النظام کسب أهم شريحة في الشعب الايراني والذي يعتبر القوة الانسانية الاهم في أية عملية تغيير الى جانبه، وخلال الايام الاخيرة رکزت وسائل إعلام النظام على المنظمة ودورها ليس على الصعيد الداخلي فقط وإنما على الصعيد الدولي أيضا عندما أکدت بأن المنظمة ساهمت في إفشال قيام وتکوين جبهة دولية مساندة للنظام الايراني في مواجهة العقوبات الامريکية، وخلاصة الامر فإن النظام في هذه الايام تحديدا مهووس بمجاهدي خلق!