حال أن يعلن المطبخ السياسي من إنتهاء طبخة قانون الانتخابات وبما ترضي جميع الأذواق ويطمئن أرباب البيوت السياسية كلاً على حصته, يبدأ الجميع بإعطاء الضوء الأخضر لمريديه الإعلان عن برنامجه الانتخابي ودعوة الرداحين وذو الاختصاصات العالية في “تفريج الكتوف” ليكشف عما في جعبته من ثقافة “حبذا وفيما أذا ولبرما” ويشهر قلمه الذي أصابه الصدأ في غمده القديم وينفض غبار السكون والسكوت ويعلن قول الباطل و يبدأ بجلي جسد الفاسد ليظهره بصورته الجديدة ويغطى عيوبه بأوراق التوت, ويبدأ الضرب على الخاصرة ويعزف سمفونية معالجة الأوجاع لتساق الأصوات في المناطق الرخوة ثقافيا سوق الابل خلف حاديها المعلن الولاء الأعمى الى من يغدق ويطعم أكثر “وتعود حليمة الى عادتها القديمة”, الجانب الأخر في موسم الارتزاق نشهد الكثير من المطابع ومعامل الحدادة تعيش حالة عمل غير مسبوقة في الفترة التي تسبق الانتخابات من قبل المرشحين المتوافدين عليها “على حساب المال العام والكسب الحرام ام من المال الخاص الله اعلم” استعداداً لتهيئة مستلزمات “حفل التتويج” الذي سوف يحولهم من حال إلى أحوال, المراقبين يعدون هذا المشروع من أسرع المشاريع التي تنجز في العراق منذ عام 2004 ولحد ألان بداً من إعلان الحملة وخلال ال24 ساعة تمتلئ بغداد والمحافظات بالصور واليافطات صور لم يغب أصحابها عن المشهد الإعلامي اليومي مبتسمين تحاط بهم كلمات الحمد والثناء والعزم للدفاع عن حق المواطن واسترجاع حقوقه, المضحك المبكي ترى الذي أمضى عقد من الزمن لم يقدم خدمات وتحوم حوله الشبهات يرشح ويدعي بتقديم الخدمات ويزور المدن والعشوائيات التي لم يفكر احد بزيارتها ولم تعرف من قبل لتعيش حالة من التوافد والإغداق بالهدايا والوعود الفارغة. حتى مناطق الغجر(الكاولية) التي تعاني من حصار اقتصادي وأنساني وخدمي و يدعي البعض الخجل من زيارتها كون سكانها لهم عادات وتقاليد تتنافى مع طبيعة الأخلاق وعادات وتقاليد المجتمع لكن هذه العادات والتقاليد لم تؤثر على المجتمع بقدر ما يؤثر فساد زائرهم الطارئ والفساد الذي يمارسه بعض المتسلطين على المال العام, وترى الزيارات المكوكية الى سكان القرى والارياف والمدن ولقاء شيوخ العشائر الذين لهم تأثير في الجماهير التي تنتمي أليهم من اجل الضغط على اختيار من يريدون
موسم الارتزاق الغير مشروع هو الذي سيؤسس بيئة سلطوية خالية من الكفاءات والمثقفين والمهنيين من ذو النزاهة والقدرة على الإنتاج والعمل, ويرفع من شأن الجهلة والفاسدين وأصحاب المنافع الخاصة, ترى ماذا نتوقع ان يخرج من رحم هذه المواسم و نحن الذين ذقنا الأمرين خلال عقد من الزمن انعدمت فيه كل مقومات الحياة الكريمة والأمن والخدمات في ظل ميزانيات يقول القائمين عليها “انفجارية” حتما سيعاد السيناريو القديم ويأتي الذي كان بالأمس القريب شخص متوسط الحال عادي جدا و أصبح ملياردير في ظل السلطة وعندما تسال من أين لك هذا (تبتلي على عمرك و تروح بالرجلين وتحير شيسموك)