17 نوفمبر، 2024 4:55 م
Search
Close this search box.

لماذا تستمر إحتجاجات الشعب الايراني؟

لماذا تستمر إحتجاجات الشعب الايراني؟

ماذا يحدث عندما تختل الموازين وتنقلب الامور رأسا على عقب وتختلط وتتشابك الامور ويحدث التخبط وحالة غير عادية من جراء ذلك؟ عندها لايوجد هناك من شك بحدوث فوضى وحالة عدم إستقرار ذلك إن إنه ليس هناك نظام عادل يحکم بالخوورة الموضوعية التي يجب، ولعل إنتفاضة الشعب الايراني التي إندلعت في 28 ديسمبر 2017 وإنتفاضة 15 نوفمبر2019، هما بمثابة نموذجين ساطعين على مانرمي إليه ونعنيه من هذه الحالات، علما بأن هاتان الانتفاضتان قد سبقتها إحتجاجات شعبية مستمرة في مختلف أرجاء إيران، ولأنه لم تکن هناك من حلول عملية لما طالب به الشعب الايراني الذي يذوق الامرين على يد هذا النظام على مر 41 عاما، فإن إستمرار ومواصلة الاحتجاجات المعادية لهذا النظام والمنددة به تدل وتٶکد على أن الامور تجري بصورة غير عادلة وليس له إلا البؤس والفقر والقمع والشقاء والذي لابد له من أن يضع حدا له من خلال التصدي لهذا النظام ومواجهته.
بحسب الانباء الواردة من داخل إيران، فإن التحرکات الاحتجاجية تستمر ەتتواصل في سائر أرجاء إيران إذ وفي يوم الاحد المنصرم أوقف عمال الأنابيب واللحام في شركات لتكرير النفط في المرحلتين 13 و 14 وميناء ”تنبك“، أعمالهم لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على تدني الأجور. کما إنه وفي يوم الاحد الماضي أيضا فقد تحشدت مجموعة من عمال مسلخ مانيشت للدجاج في محافظة إيلام، للاحتجاج على إغلاق المسلخ وبطالة 88 عاملا. وفي يوم السبت الماضي، فقد نظم عدد من الناجحين في دائرة إطفاء بجنورد، تجمعا احتجاجيا أمام مكتب محافظ خراسان الشمالية، بسبب انعدام الأمن الوظيفي وإهمال مسؤولي النظام في المحافظة. وفي يوم السبت أيضا فقد نظمت المعلمات في يزد، تجمعا احتجاجيا من جديد على الرغم من انتشار كورونا. وقد رددن شعارات من ضمنها” من آلام الخبز إلى آلام الحياة / لا راتب / لا مستحقات التأمين”، کما شهدت مدن جهرم وأردکان وجهارمحال وبختياري وأهر وکدکن وغيرها بما يدل ويثبت أن الشعب يغلي غضبا ضد هذا النظام ويطالبه بحقوقه.
الطريقة والاسلوب الذي إتبعه ولايزال يتبعه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في التعامل مع شعبه، ونعني به تحديدا الممارسات القمعية التعسفية، هل يمکن أن يحافظ على هذا النظام الى الابد؟ بطبيعة الحال، کلا، خصوصا إذا ماعدنا لإستنطاق التأريخ نفسه بل ولو جلبنا النظام الديکتاتوري الملکي الذي سبقهم کمثال، وإن الذي لايتعظ من التأريخ ولايفهم ويستوعب دروسه إنه لامناص أبدا بأنه سيدفع ثمنا باهضا على ذلك، خصوصا وإن إصرار الانظمة الديکتاتورية على نهجها القمعي الاستبدادي يعني مساهمتها في مضاعفة حالة السخط والغضب لدى الشعب، وإن إستمرار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على نهجه السابق وعدم إستسلامه لمنطق الحق والعدال فإن ذلك يعني بأن الاحتجاجات ستستمر فقط وإنما ستثمر ومن دون أدنى شك عن الانتفاضة العارمة التي ستنهي هذا النظام.

أحدث المقالات