، تذكرت هذا المثل المتوارث وانا أقراء خبر اجتماع السيد محافظ كركوك مع علية القوم من المتسلطين علي رقابنا تحت موس الحلاق (المسئول) لمناقشة واعادة النظر في قرار التسعيرة للشهر الحالي الذي حدد مابن12 الف الي 13 الف دينار عراق مو الشايب وبعد ارتداء الكمامة واستدعاء الاعلام من المقربين المطيعين في محيط بناية المحافظة المسورة وبعد الاخذ والرد وبوجود منصة وصندوق التبريرات في جيوب المجتمين مع بلاغاء صياغة البيانات المتفنين المزمنين من ذوي الاختصاص في التظليل خرج المجتمعين بعد عناء وتعرق من شدة الحر لا انقطاع الكهرباء اثناء الاجتماع لمعايشة الحالة فعليا سبحان الله بانت سعاد وقلبي اليوم مفرغ للمواطن واهتزت مشاعرهم واحترقت قلوبهم علي الايتام والثكالي والارامل والفقراء والمحجوبة رواتبهم وكانت دموعهم محسورة في المقلتين لعدم وجود المناديل الورقية المعطرة المسافي لا اسباب تتعلق بتجفيف الصرفيات وقلة التخصيصات بل ندرتها وكان البيان الاتي اولا تخفيض التسعيرة الي عشرة الاف دينار ثانيا والمهم والاهم تقليص ساعات التشغيل وتبداء من الساعة الحادية عشر صباحا الي الساعة الواحدة ليلا اخذين بنظر الاعتبار الحرص علي المولدات وتعرضها الي الاستهلاك بسرعة نتيجة ساعات التشغيل الطويلة حرصا علي المصلحة الوطنية والمحافظة علي الاليات المستوردة بالعملة الصعبة وما ان انتهوا باعلان بيانهم التاريخي حتي انطلقت الجماهير عن بكرة ابيها شيبا وشبانا من الرجال والنساء حتي اطفال الروضة والمدارس الحكومية والاهلية التي شملت ايضا اول مرة وهم فرحين ومستبشرين بهذا الانجاز العظيم واطلقت النساء الزغاريد والهوسات واطلقت الالعاب النارية في سماء كركوك والحمد لله لم تطلق العيارات النارية وسمعت انغام الموسيقي الشعبية الطبل والزرناية والمطبك والماصولة فعلا اهتزت المشاعر وعاشت المدينة يوما خريفيا لم تشهده المدينة من قبل والغيت الكمامات والتفت الاجساد وتصافح المجتمعون بالقبلات علي الطريقة العراقية وليس علي الطريقة التي يمارسها الغرب المتأمر علي الشعوب المغلوبة علي امرها فعلا تذكرت المثل وهو
كثيراً ما نسمع به الموروث الشعبي «تمخض الجبل فولد فأراً»، تقال كثيراً في بعض المواقف، فما معناها؟ معنى هذه العبارة أنّ الجبل بقوته وعظمته وكبر حجمه عندما أراد أن يلد شيئاً، كان من المفترض أن يلد جبلاً مثله، لكنّه ولد فأراً! لماذا؟! هذا دليل عدم الإنجاز بعد توقع الكثير، وتقال هذه العبارة عند انتظار شيء كبير، وإنجاز عظيم، من شخصٍ أو مؤسسة أو جماعة، ولكن في المقابل لم يخرج منهم شيءٌ مفيد، ولم يكن الإنجاز بقدر الجهد والوقت الذي بذل. كطالبٍ يوهم الجميع أنه يسهر الليالي وأنه يدرس الكثير، ويقول إنه لم يترك كتاباً ولا ملخصاً إلا استوعبه، وأنه متابع جيد لدروسه، ثم إذا جاء آخر العام رأيناه في قائمة الرسوب، لأنّ كل ما كان يوهم به الجميع من جهد ليس بجهد، بل هو تمثيل أنّه قام بجهدٍ ما. كثيرة هي المؤسسات والشركات التي تتمخض فئراناً، تسمع لها ضجيجاً إعلامياً، والكثير يتحدث عنها، تعلن عمّا سوف تقوم بعمله وليس ما قامت بإنجازه، الأقوال أكثر من الأفعال، فيبدو للجميع أن خلية نحل تعمل في داخلها، وهي في الأصل فارغة الجوهر، حتى إذا أعلنت عن نشاطٍ كبير أو حفل عظيم حسب مسمياتها، يظهر الفأر فجأة، تظهر ضحالة الإنجاز الذي ما كان إلا فقاعات هوائية. الاجتماعات العربية رغم تتابعها وتواليها، لا تقدم شيئاً، ويأمل المواطن بشيءٍ جديد في كل اجتماع، لأن الأرض والواقع تغيرا، ومستجدات كثيرة حدثت، فالمتوقع أن يكون هناك تغيير، ويبدأ الاجتماع ويعقد ليوم ويومين وثلاثة، وينتظر المواطن القرارات الكبيرة، والمواقف العظيمة، ثم تعلن قرارات لا تتجاوز الحبر على الورق، ولا تعطي قيمةً للحبر الذي كتب بها، فيخرج الفأر مرةً أخرى كما خرج كل مرة، بعد مخاضٍ كبير للجبل دام ليالي، لم يخرج منها إنجاز حقيقي، إلّا إنجاز بملامح الفأر. في حياتنا اليومية نقابل أشخاصاً تنطبق عليهم هذه المقولة كثيراً، ونحاول جاهدين ألا نكون مثل هؤلاء، فنحاول قدر الإمكان تقليل الكلام والفقاعات الإعلامية، والتوجه إلى العمل والجد الحقيقي، وليس الجد الظاهر فقط على شبكات التواصل الاجتماعي، يجب أن ننجز الكثير ونتحدث القليل، عندها ستتغير المقولة، وستصبح تمخض الجبل فولد جبلاً، أو ربما أنجز سلسلة جبال عملاقة، هكذا يقاس الإنجاز وتقاس الجهود المبذولة.