17 نوفمبر، 2024 4:21 م
Search
Close this search box.

أنا وأيوب والصبر

(حوار بيني وبين أيوب)
كنت اتمشى بخطوات سريعه اثناء الرياضة المسائية في أحدى الحدائق المخصصة للرياضة
في عنكاوا التقيت صدفة ب العم الاستاذ أيوب كان يتأبط كتابا ضخما ويتكىء على عصا
غليضة ، وتغطي عينيه نظارة طبية ، ولحيته بيضاء ناصعة . كان وسيما وأنيقا ، يشبه
الى حد كبير بابا نوئيل في طلته ، ودار بيني وبينه الحوار التالي :-

أنا : مرحبا استاذ ..
أيوب : أهلا وسهلا ..
أنا : هل حضرتك أستاذ أيوب المعروف بصبره وتحمله ؟..
أيوب : نعم تفضل أخي
أنا : اقدملك نفسي أنا لطيف سياوش المعجب جدا بصبرك وتحملك
أيوب : شكرا الك يالطيف .. ربي يطوّل بعمرك ، ويعطيك العافية ..
أنا : يا أستاذ أيوب نحن العراقيون معجبون جدا جدا بصبرك وتحملك
، وكم نحلم أن نحذوا حذوك ، ونقتدي بك وبصبرك . ولكن …
أيوب : (مستغربا) لماذا ؟
أنا : لأننا عانينا من الحروب والحرمان وعيل صبرنا ، وخارقت قوانا..
وما عدنا قادرين أن نتحمل أكثر ..
أيوب : الانسان المؤمن يكون صبره طويل ولا يتذّمر مهما بلغ به الامر .
أنا : تمام استاذ أيوب .. لقد تحملنا كثيرا جدا .. ولكن هل تسمح لي
بسؤال بسيط ؟
أيوب : تفضل يا ابني
أنا : لو كنت حضرتك موظفا في احدى دوائر اقليم كردستان العراق
وحجبوا رواتبك لخمس سنوات هل تبقى على نفس صبرك
ولا تتذمر ؟.. أرجوك خبرني بصراحه بالله عليك ..
أيوب : ليتك تبعدني عن السياسة ، فأنا لا أحبها .. أريد أن انصرف
لصلاتي ، لقد تأخرت ..
أنا : ولكن ليتك تجيب على سؤالي قبل أن تغادر .. ارجوك ارجوك..
(ونتيجة لألحاحي الكبير عليه)..
أيوب : (بعد صمت وتفكير عميق) بالتأكيد يعيل صبري ، ولا أتحمل ..
أنا : شكرا لصراحتك .. إذن صرنا نحن العراقيون نحمل صبرا
يفوق حتى استاذ أيوب في تحمله ..أعتقد لو أن
أيوب : (مقاطعا) لاتتعجل ..لم لاتخرجوا بالتظاهر السلمي وتطالبوا بحقكم ؟..
أنا : ههههههههههههههههههههههههها التظاهر السلمي ؟!!.. يا أستاذ
أيوب التظاهر ممنوع سلميا كان أم غير سلمي ..
أيوب : إذن ما العمل ؟..
أنا : ياسيدي نسعى نحن العراقيون ان ننافس حتى أستاذ أيوب في صبره
علّنا ندخل موسوعة غينيس في التحمل والصبر ..عسى ان يكون الرب في
عوننا..
(صافحت العم أيوب وشكرته مرة أخرى)
أنا : شكرا مرة أخرى أستاذ أيوب ، وأنا مسرور جدا للقائك …
مع السلامة ..
أيوب : مع السلامة ياولدي ..

(افترقنا لكن العم ألاستاذ أيوب بقي مستغربا يتابعني بنظراته وهو يبتعد عني بخطوات بطيئة، والابتسامة لا تفارقه ، ولم أعرف لحد الآن هل كانت نظراته تدلل على اعجابه بي أم استغرابه أم سخريته مني؟).

أحدث المقالات