القلق على مستقبل العراق يجب ان يترجم الى التأهب للمستجدات ، ولكل أمر خطر إرهاصته المسبقة ، ومما لا شك فيه أن تداعيات الاحداث اكثر خطورة من الاحداث ذاتها ، بالضبط كضلال الاشجار اكثر ارعاباً من الاشجار ، عند نهايات الليل .!.
لا ينتصر احد بالصدفة ، ولا ينهزم احد بالصدفة ايضاً ، ان الانتصار نتاج الاعتماد على افكار وجهد كبير ، فالفكرة الحسنة نتاج حسن التفكير ، فالأفكار مثل المياه الجارية ، تأخذ طريقها حسب ما تجد امامها من القنوات ، فلتنظر الحكومة العراقية الى فكرة طرحها سابقاً السيد عبد العزيز الحكيم ( رحمه الله ) وهي تشكيل لجان شعبية لدعم الاجهزة الامنية ، لحماية المناطق وللحفاظ على أمن وسلامة المواطنين ، فاللجان الشعبية سوف تنجح كما نجحت الصحوات . وانها سوف تحد من الارهاب بشكل كبير ، لذلك نطالب الحكومة العراقية بالقيام بالواجب الوطني والمسؤولية تجاه الشعب , ويتطلب منها اصدار قرار وتنظيم التحرك الشعبي لتجنيد الجماهير , بصورة لجان شعبية ناجحة لإنقاذ العراق , لان الارهاب لادين له , وليس له انتماء سياسي , وانما هو مدفوع الثمن لتخريب وتحطيم العراق , من قبل جهات واطراف معادية لتطلعات الشعب .
وبصراحة سئم المواطن العراقي ، من السيطرات الامنية وما تسببه من زحامات ما هي الا سرقة أوقات الناس ، وانها أخطر من سرقة اموالهم ، فالأموال تعوَض ، ولكن ماذا يعوَض الأعمار ؟! والجميع يعلم ان ( الوقت أثمن ما في الحياة )!!! ، ( بربكم عمريش ليخلص بالزدحامات ) ، أضافة الى انها حرب نفسية غير معلنة ولا ندري هل هي مقصودة أم لا ؟ !.
يا حكومتنا الرشيدة ، الارهاب كلف العراق خسائر فادحة , في الارواح والممتلكات , لذا من اجل ابعاد هذا الدمار والخراب يتطلب العمل والتحرك السريع , في انقاذ الشعب من تكرار المجازر , بتفعيل اللجان الشعبية لتساند القوات الامنية ، وكان الله بعون العراقيين.
واخيراً نقول لرئيس الحكومة ، قد يعلَمك الاخرون الطيران ، ولكن الطيران نفسه يبقى مسؤوليتك انت , لا مسؤوليتهم ، وكذلك الامر في كل امور الحياة.