23 نوفمبر، 2024 4:48 ص
Search
Close this search box.

متى ساعة الصفر عند جهاز مكافحة الارهاب؟

متى ساعة الصفر عند جهاز مكافحة الارهاب؟

الحديث عن جهاز مكافحة الارهاب حديث متشعب من حيث التاسيس وماهية عناصره وما علاقة امريكا في تاسيسه وماذا قدم للعراق ؟ الولايات المتحدة تعقد الامل على هذا الجهاز باعتباره عابر للطائفية وانه محل ثقة المواطن العراقي على عكس بقية التشكيلات الامنية والعسكرية ويرى معهد واشنطن ان الجهاز هو القوة الاولى في العراق والحشد الشعبي هو القوة الثانية ، لكن الحشد الشعبي هنالك من يتحسس من ولائه باعتباره تاسس بفتوى شيعية بالرغم من ان اكثر من 90% من تضحياته هي لتحرير ارض ومواطنين سنة ، ولكن بالنسبة الى جهاز مكافحة الارهاب الذي تلقى تدريبا خاصا واهتماما بالغا من قبل امريكا ، وقد ساهمت القوات الخاصة الأسترالية والنيوزيلندية والفرنسية والبلجيكية والإسبانية في تدريب هذا “الجهاز” في مركز بغداد للتدريب التابع لها في قاعدة التاجي اضافة الى الحكومة العراقية في عهد المالكي الذي عول عليه ( الفرقة الذهبية سابقا) لانه كان يعمل بلا غطاء قانوني اي لا يوجد في القانون العراقي فقرة تخص تشكيله ، حتى ثبت بشكل رسمي سنة 2016، عام 2017 تضمنت الميزانية العراقية أول بند إنفاق مخصص لـ”جهاز مكافحة الإرهاب”، بلغ مجموعه 683 مليون دولار اضافة الى المنح الامريكية للجهاز .

ماذا تعني مكافحة الارهاب ؟ قبل الحدوث ام بعده ؟ المعارك التي خاضها الجهاز في عمليات بطولية لتحرير المحافظات الثلاث من سيطرة داعش تعني انه بعد الحدث ، ولانه اعتبر جهاز رسمي اثناء معاركه ضد داعش اصبحت مهامه القضاء على الارهاب في اية بقعة كانت ، ولكن السؤال المهم هنا ان هنالك من الاعمال الارهابية الوحشية حدثت في العراق ، بعضها بقيت ضد مجهول وبعضها بعد حدوثها يعلن عن القاء القبض على فاعلها وهنا عملية القاء القبض لايمكن ان تحمل صفة مكافحة الارهاب بشكلها المعروف بل لربما يقال منع قيام هذه العناصر التي القي القبض عليها من القيام باعمال ارهابية مستقبلا .

هنا ياتي السؤال عن دور الاستخبارات وماهي علاقتها بالجهاز ؟ هذا هو اهم مفصل في نجاح استئصال الارهاب ، ولكن هنالك عقبة حقيقية امام الجهاز تتمثل ببقية التشكيلات المسلحة العراقية سواء كان الجيش العراقي او الشرطة الاتحادية او الحشد الشعبي فانها لم تخضع لنفس معايير وتدريب قوات مكافحة الارهاب اضافة الى الشبهة الطائفية عليها .

بالامس حدثت عملية ارهابية في بلد كارثية من حيث طريقة حدوثها وبشاعة اجرامها لياتي السؤال هنا اين دور مكافحة الارهاب ؟ هذا السؤال لايعني بخس جهودهم بل لثقتنا المطلقة بهذا الجهاز نُصدم عندما تحدث هكذا عملية ارهابية ، اضافة الى الاعمال التفجيرية التي حدثت سابقا؟

ومسالة اشراكهم في عملية القضاء على الفساد مسالة حساسة ، لان الفساد مسالة ادارية بحتة وهذه من اختصاص الاستخبارات واذا ما ثبت ان هنالك رؤوسا كبيرة تدير هذه الشبكة الفاسدة يكون لجهاز مكافحة الارهاب الدور الاول في القضاء عليهم لان هذه الرؤوس الكبيرة على يمينها الحصانة وعلى شمالها عناصر حماية خاصة بها وامامها جنسية اجنبية وخلفها دولة من دول المنطقة ساندة لها ، وهنا السؤال المهم هل تترك امريكا هذا الجهاز ان يقتص من كل ارهابي وفاسد ؟ انا شخصيا لا اعتقد ذلك لان امريكا لا تعطي شيئا من الدرجة الاولى ( سلاح او جهاز) دون ان يكون تحت اشرافها وان كان من الدرجة الثانية فانها تمنحه الحرية لانه لايؤثر كالتي من الدرجة الاولى ، ولا يوجد ادنى ثقة بنزاهة الدور الامريكي في القضاء على الارهاب في العراق ، وتاكيدا على ذلك لدي هذا السؤال للادارة الامريكية ان كنتم تدعمون الجهاز فلماذا تتفاوضون مع جهات ارهابية في سوريا لترحيل قيادات ارهابية الى العراق ؟ كما انه طالما هنالك مناطق غير خاضعة للحكومة العراقية ولم نسمع في يوم ما ان الجهاز قام بعملية خاصة فيها لالقاء القبض على ارهابيين فهذا يثير التساؤل

مشكلة اخرى يصطدم بها الجهاز وهي عندما تتاكد لديه معلومات عن شخصية ما ( عسكري او سياسي) بانه ارهابي ويحمل صفة رسمية فانه سيتعرض لضغوط وحتى هجوم اعلامي عليه بانه يستهدف رموزا وطنية وهنا السؤال المهم عندما نمنح الحق للجهاز في ذلك فان هنالك شخصيات ارهابية علنا تتحدث عن تسقيط العراق وهدم كيان الدولة العراقية ولها سوابق ارهابية لم يتم التعامل معها وفق القانون نعم يكون للضغط الامريكي دور على منع القاء القبض عليهم .

اخيرا ان ساعة الصفر الحقيقة لكل عملية تنطلق من جهاز مكافحة الارهاب هي عندما تلقي القبض على عناصر ارهابية خططت لعمل ارهابي اي قبل وقوع العمل الارهابي وقد نفذت مثل هذه العمليات بكل مهنية وكفاءة عالية ، اما اذا حدثت وزهقت ارواح الابرياء فان هذا الامر بحاجة الى معالجة من قبل كل الجهات المعنية بذلك

اخيرا تحية لهذا الجهاز ولكل الابطال الذين ضحوا من اجل العراق

أحدث المقالات

أحدث المقالات