في تطور ليس مستغربا في المشهد العراقي، تفجرت موجة خلافات داخلية وخارجية عقب توقيع اتفاق تطبيع الأوضاع في منطقة سنجار غرب الموصل، بين حكومتي بغداد وأربيل، لتعكس تعقيدات الأوضاع في المنطقة وتداخل المصالح والصراعات الداخلية والدولية فيها، وسط تشكيك بامكانية تطبيق الاتفاق وتجاوز حقول الألغام في طريقه.
وجاء إعلان الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان، توصلهما إلى اتفاق حول إدارة مشتركة لمدينة سنجار شمال العراق برعاية بعثة الأمم المتحدة، وذلك عقب مفاوضات بين حكومة بغداد ووفد من حكومة أربيل، لإعادة الحياة الطبيعية إلى المنطقة التي احتلها تنظيم “داعش” عام 2014 ونزح منها جميع سكانها إلى المخيمات عقب تعرضهم إلى مجازر على يد التنظيم الإرهابي.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي “إتمام الاتفاق على الملفات الإدارية والأمنية في قضاء سنجار، بالتنسيق بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان، وبالتعاون مع أهالي سنجار، والذي من شأنه أن يسرع ويسهل عودة النازحين إلى القضاء” منوها إلى ان الاتفاق “سيكون بداية لحل مشاكل جميع المناطق المتنوّعة إثنياً ودينياً في العراق” في إشارة إلى مشكلة المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل.
وشدد الكاظمي على “حرص الحكومة وجديتها في أن تكون سنجار خالية من الجماعات المسلحة، سواء المحلية منها أو الوافدة من خارج الحدود”.
وقد حظي اتفاق سنجار بترحيب دولي ودعم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة جينين بلاسخارت التي حضرت مراسم توقيع الاتفاق، كما رحبت السفارتان الأمريكية والبريطانية في بغداد بالاتفاق.
فيما أعرب السفير التركي لدى العراق، فاتح يلدز، عن أمله بأن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بشكل يضمن استعادة السلطات العراقية سلطتها في سنجار، والقضاء على تنظيم “داعش” ومنظمة “بي كا كا” الإرهابية وامتدادها. ويشكل وجود قواعد لحزب العمال التركي في سنجار قلقا لتركيا، التي حذرت بأنها لن تسمح باستمرار تواجد الحزب في تلك المنطقة، لذا تشن الطائرات التركية غارات بين وقت وآخر على مواقعه وقياداته فيها.
وتبدو حكومة الإقليم أكثر الأطراف ترحيبا بالاتفاق، حيث أعلنت أن “الاتفاق سيكون بداية لتنفيذ المادة 140 من الدستور” الخاصة بالمناطق المتنازع عليها، فيما ذكرت أطراف كردية أخرى أن الاتفاق سيلغي الترتيبات الأمنية التي قامت بها القوات الاتحادية عام 2017 بفرض سيطرتها على سنجار ومناطق أخرى عقب الاستفتاء على استقلال كردستان، كما يساعد الاتفاق، الأحزاب الكردية على حرية الحركة خارج الإقليم قبل الانتخابات المقبلة.
ولعل أكثر ما أثار حفيظة المعترضين على الاتفاق هو تمسك الأحزاب الكردية بالمادة 140 التي يعتبرها المعارضون، انتهت ولا يمكن تطبيقها، رافضين وجود البيشمركه في مناطق خارج الإقليم أبرزها كركوك الغنية بالنفط.
وكانت منطقة سنجار الواقعة غرب الموصل وقرب الحدود مع سوريا، قد احتلها تنظيم “داعش” عام 2014 بعد تراجع البيشمركه الكردية التي كانت مسؤولة عن أمن المنطقة آنذاك، أمام تقدم التنظيم، وقد أعقب ذلك ارتكاب التنظيم الإرهابي مجازر ضد أبناء المنطقة، ما أدى إلى فرار أهلها جميعا، حتى تحرير المنطقة عام 2016. ومنذ ذلك التاريخ، لم تستقر الأوضاع في سنجار حيث توجد فيها حكومتان محليتان إحداها موالية لبغداد والثانية موالية للإقليم، إضافة إلى إدارة محلية وفصيل مسلح شكلهما حزب العمال هناك باسم “وحدات حماية سنجار” التي تتلقى رواتب من الحكومة العراقية باعتبارها فصيلا ضمن الحشد الشعبي المنتشر في المنطقة.
ورغم أن الحكومة العراقية اعتبرت اتفاق سنجار “انجازا تاريخيا” لها، فإن الانتقادات والتشكيك من الاتفاق وتداعياته، انطلقت من جهات عديدة متضررة من الاتفاق، أولها القوى الشيعية، حيث عد تحالف الفتح، الذي يضم الفصائل المسلحة، اتفاق سنجار خطة أمريكية لإرضاء الجانب التركي ونفاقا سياسيا من قبل الحكومة الاتحادية، فيما أعلن قيس الخزعلي قائد ميليشيا العصائب “ان الاتفاق بخصوص سنجار مكافأة انتخابية على حساب الإيزيديين”.
وأعلن أمير الطائفة الإيزيدية في العراق والعالم، نايف بن داوود، اعتراض أهالي قضاء سنجار من الطائفة الإيزيدية على اتفاق حكومة بغداد مع أربيل، “بسبب عدم تواجد ممثلي أهالي القضاء الحقيقيين في الاتفاق” مشددا على “رفض تسليم سنجار إلى البيشمركه”. وبناء عليه، قامت قيادة العمليات المشتركة، باستضافة وفد من أهالي سنجار لمناقشة الاتفاق، وكيفية إعادة الاستقرار إليها إداريا وأمنيا، إضافة إلى إعادة الإعمار ومراعاة عوائل الشهداء وضحايا الإرهاب.
ويندرج في قائمة رافضي الاتفاق، نواب وأهالي نينوى الذين يخشون عودة البيشمركه إلى المحافظة، وكذلك الجبهة التركمانية العراقية، حيث يتخوف التركمان والعرب في كركوك من عقد اتفاق مماثل بين بغداد وأربيل حول محافظتهم.
ولم يكن مستغربا ان أحزابا كردية عارضت الاتفاق، إذ اعتبر القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي، بأن قضاء سنجار لن يشهد استقراراً وسيستمر الصراع الموجود داخله. وكشف أنه من خلال معرفته بطبيعة حزب العمال وحلفائه من الإيزيديين فأنهم لن يتركوا سنجار بسهولة ويسلموها للحزب الديمقراطي الكردستاني، لذلك فأن الأوضاع ستشهد المزيد من الصراعات التي قد تؤدي إلى نزاع مسلح، حسب قوله. ومعروف ان الاتحاد الوطني (حزب جلال الطالباني) يعد حزب العمال حليفا له ويتعاون مع قواعده الموجودة في جبال السليمانية.
وأخيرا، ليس سرا أن القوى الشيعية تعترض على الاتفاق، ليس لأنها لا تريد ان يكون الاتفاق منجزا للكاظمي ولصالح الأحزاب الكردية فحسب، وإنما لأنها لا تريد ترك سنجار، باعتبار المنطقة تندرج ضمن متطلبات تأمين الطريق البري من إيران إلى سوريا ولبنان عبر العراق. وهكذا تتداخل العوامل الداخلية والخارجية، بما يجعل تطبيق الاتفاق وعودة نحو مئة ألف نازح إلى منازلهم، صعب التحقيق، وما يترتب عليه من استمرار مأساة أهالي المنطقة المنكوبة.
لماذا لم يطلق الحزب الديمقراطي الكردستاني طلاقة واحدة قبل انسحابه؟
-في رد له على أقوال ( عبدة) حزب البارزاني فيان دخيل و التي طالبت بأعدام وزير البيشمركة على جبل سنجار ، رد سعيد كاكيي مستشار وزير البيشمركة المفصول من قبل البارزاني و العضو في حركة التغيير على مزاعم دخيل حول تحمل وزير البيشمركة مصطفى سيد قادر مسؤولية هزيمة بيشمركة البارزاني.
و قال كاكةيي بأن دخيل لا تتجرأ قول الحقيقة و تريد الاضهار بمظهر المدافعة عن الايزديين و لكنها تقوم بأخفاء الحقيقة و تشويهها.
حسب مستشار وزير البيشمركة فأن وزارة البيشمركة لم تن تملك في حينة أية قوة من البيشمركة تأتمر بأمرتها في سنجار و معظم القوات التي كانت في سنجار كانت تابعة الى حزب البارزاني و كلها كانت تأتمر بأمرة البارزاني و حزب البارزاني. و لهذا فأن القائد العام للبيشمركة و الذي هو سعود البارزاني كان من المفروض أن تطالب فيان دخيل بأعدامة و ليس وزير البيشمركة الذي لم يكن يملك قوة عسكرية هناك للدفاع عنها. كما ان حزب البارزاني كان يمنع حتى نشر قواة من حزب الطالباني في النطقة خوفا من أتصالهم بالايزديين.
و نشر سعيد كاكةيي أسماء المسؤولين العسكريين و الامنيين و الحزبيين في سنجار و الذين لاذو بالفرار و تركوا الايزديين بين يدي داعش و طالب بمحاكمة هؤلاء و رميهم بالرصاص في سنجار بناءعلى طلب فيان دخيل التي أرادت رفع التهمة عن الجناة الحقيقيين و ألصاقها بوزير البيشمركة الذي لم يكن يملك السلطة و القوة للدفاع عن الايزديين.
اسماء المسؤولين:
1. مسعود البارزاني القائد العام للقواة المسلحة و حسب قادة البارزاني الميدانيين فأنهم أستلموا أمرا سريا بالانسحاب من قيادتهم في ذلك اليوم.
2. الشيخ علو، القائد العسكري في حزب البارزاني لمحور سنجار و الذي أمر قواة البارزاني بالانسحاب من دون أن يتم أبلاغ الاهالي و انقاذهم.
3. سربست بابير، مسؤول الفرع 17 لحزب البارزاني و الذي وعد الاهالي بأن الوضع مستتب و تسبب هذا بعدم استعداد الاهالي لترك المنطقة.
4. اللواء سعيد كيستيي ، امر اللواء الاول لقوات الزيرفاني التابعة لحزب البارزاني على ملاك وزارة الداخلية الذي أنقذ فقط نفسة و قواته و لم يدافع عن الاهالي.
5. العميد سمى البوصلي، مساعد القوة 80 التابعة لحزب البارزاني الذي أنسحب من كرزر دون مساعدة الاهالي.
6. عةقيد عةبدوللا، أمر لواء زيرفاني الرابعة الذي انسحب من تل عزير دون مساعدة الاهالي.
7. قاسم ششو المسؤول في قوة 80 التابعة لحزب البارزاني هو الاخر هرب من ساحة العركة و لم يدافع عن الايزديين و أنسحب الى جبل سنجار.
8. قاسم دربو، مسوؤل في قوة 80 التابعة لحزب البارزاني. هرب الى جبل سنجار
9. قاسم سميل مسؤول في قوة 80 لحزب البارزاني هرب الى جبل سنجار و لم يدافع عن الاهالي و لم يعمل على تخليصهم ساعة الهجوم.
10. شوكت كانيكي مسؤول الامن في سنجار، تابع لحزب البارزاني
11. ازاد ميراني مسؤول قوة الاستخبارات التابعة لحزب البارزاني
12. اللواء هلكورد خدر ، امر قوة سفين التابعة لحزب البارزاني في سنون
13. اللواء موسى كرديي، امر قوة هلكورد التابعة لحزب البارزاني في منطقة بعشيقة
14. عبدالرحمن كوريني، قائد قوة سبيلك التابعة لحزب البارزاني في منطقة ربيعة.
كما جاء في أقوال مسؤول حركة التغيير أن هؤلاء كانوا يملكون القوة العسكرية و يستلون الاوامر من البارزاني و حزبة و أن وزارة البيشركة في عموم كوردستان كانت تلك 14 لواء للقوة المشتركة و لكن هذة القواة لم تكن تتواجد في منطقة سنجار كي يكون وزير البيشركة مسؤولا عن الابادة الجماعية التي حصلت للايزديين و حمل مسوؤلية ما حصل لهؤلاء القادة الذين تم نشر أسمائهم و سلطاتهم عرض أقل
تسليم سنجار للبارزاني يعني تسليم رأس القناة العراقية الجافة وميناء الفاو، والحل في ثلاثة رؤوس: حذر خبراء ومتخصصون وطنيون منذ البداية من جعل القناة العراقية الجافة لسكك الحديد التي ستربط بين ميناء الفاو الكبير والبحر المتوسط وأوروبا برأس واحد تحت رحمة طرف أو بلد واحد. هذا التحذير أصبح أكثر راهنية وإلحاحا بعد قرار الكاظمي التمهيدي لتسليم قضاء سنجار للبارزاني بوساطة بلاسخارت. التحذير إذن ينطبق تماما على البارزاني، الذي عيَّن يوم أمس قائممقاما جديدا من حزبه لقضاء سنجار هو خدر رشو، وتتوارد الأنباء عن حملة اغتيالات للسنجاريين الرافضين لعودة بيشمركة البارزاني الى منطقتهم مثلما ينطبق على حليفته تركيا.
وهكذا بات من الضروري استراتيجيا جعل القناة بأكثر من رأس واتجاه شمالي: فإضافة الى الخط البري عبر تركيا الى أوروبا، والذي يجب أن يقترن منذ الآن ببقاء قضاء سنجار تحت سلطة الدولة الاتحادية المباشرة حتى لا يكون مصير منفذها الحدودي المستقبلي مصير منفذ إبراهيم الخليل. إضافة إلى ذلك يجب أن يتجه فرع آخر من القناة الجافة لسكك الحديد نحو البحر المتوسط عبر سوريا نحو ميناء بانياس، وخط ثالث يتفرع منه نحو لبنان وفرع رابع نحو الأردن ميناء العقبة في توفرت ضمانات وشروط على الأردن لحماية هذا الفرع الخط من تدخلات الكيان الصهيوني الذي يرتبط بمعاهدة “سلام” مع الحكم الأردني.
إن جعل القناة باتجاه واحد نحو تركيا وتسليم رأسها الشمالي في سنجار ليكون تحت سيطرة بيشمركة البارزاني، سيكون ارتهانا مسبقا للمشروع كله لتركيا وحليفها البارزاني! أما الاقتراح بجعل القناة الجافة بعدة اتجاهات لتمر في عدة دول فهو يحصن القناة الجافة العراقية مستقبلا ضد أي ابتزاز من أية دولة يمكن أن تسوء العلاقة بها فتهدد بقطعها لإيذاء العراق وتدمير اقتصاده!
*بعيدا عن لغة الاستراتيجيات والتخطيط العلمي التي لا يفهمها جهلة المنطقة الخضراء، ولكي نوضح الموضوع لهم نقول: تصوروا أن عندكم دكانة لبيع البطيخ أو تصليح السيارات، فأيهما أحسن وأربح لكم: أن تطل دكانتكم على شارع واحد باتجاه واحد أو على عدة شوارع تتجه نحو عدة اتجاهات؟
*استدراك: هذا طبعا إذا لم يكونوا – كما أعتقد بعمق – مجرد خدم ومنفذين لمخطط أميركي مسبق بجعل القناة الجافة رهينة للبرازاني وأردوغان مثلما جعل أسلافهم من حكام العراق خطوط تصدير النفط الشمالية رهينة بيد تركيا الأطلسية وقطعوا خط كركوك بانياس نحو السواحل السورية؟
القناة العراقية الجافة لسكك الحديد في حال جعلها بثلاثة رؤوس / الخطوط الحمراء، لتحريرها من الارتهان لطرف واحد هو تركيا وحليفها البارزاني .
في يوم 3-8 وفي اقل من 2 ساعة احتل داعش الاقضية (سنجار – ربيعة-زمار-سنوني-خانسور-وانكي). لم يقاوم المقاتلين قوات داعش لخمس ساعات كي ينسحب مواطني تلك المناطق الى كردستان سوريا وهي تبعد 50 كم.daash-300×1701
حماية سنجار كانت تحت امرة قوات (سبيلك-هلكورد – سفين) التابعة لقوات الزيرفاني، وهي قوة النخبة لدى الحزب الديمقراطي الكردستاني، عدا قوى الامن والشرطة والحزب وكلها تابعة لحزب البارزاني مع قوة صغيرة من الاتحاد الوطني الكردستاني كانت متواجدة في منطقة سنجار وزمار. قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني المشتركة كانت بإمرة ” سربست بابيري” مسئول الحزب في سنجار.
يوم 2-8 اشتبكت قوة الاتحاد الوطني الكردستاني قرب زمار مع داعش استشهد منهم 14 مقاتلا بمن فيهم
قائد قوة الاتحاد وهو كان عضو عامل لحزب الاتحاد في الموصل.
يوم 3-8 وفي الساعة 9 صباحا انسحب قوات الديمقراطي الكردستاني بدون اطلاقة واحدة من المنطقة في طريق يمتد 210 كم ولم تتوقف قواتهم الا بعد 3 ساعات في جسر سحيلة ليحتل داعش (سنجار – ربيعة-زمار-سنوني-خانسور-وانكي) مع 150 قرية.
كان “سربست بابيري” مسئول فرع الديمقراطي الكردستاني في دهوك، وموسى كردي مسئول قوة في سولاف مع مسئول كبير كان مع عائلته في انطاليا التركية ولم يرجع لحد الان.
بعد انسحاب الديمقراطي الكردستاني من سنجار دون اطلاقة طلقة واحدة توجه الكرد الايزديين الى جبل سنجار في مسيرة بين 5 الى 6 ساعات ليدخل داعش سنجار والقرى المجاورة لها.
تم قتل 2000 ايزيدي من قبل داعش ومات المئات منهم عطشا حين الوصول الى جبل سنجار.
امراء داعش ومنهم “أبو لهب” و”أبو جهل” وبعد هروب الديمقراطي الكردستاني قاموا باسر واختطاف 500 فتاة ايزيدية
لو تم المقاومة في كل ناحية وقرية لساعة واحدة لكان داعش بحاجة لأسبوع لاحتلال تلك المناطق ولما تم قتل واسر الايزيديين والايزدييات بتلك الصورة البشعة والمأساوية.
في نفس اليوم حاصر داعش قوة صغيرة تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، قاومت القوة لحين وصول قوات الحماية الشعبية الكردية (قوات من اكراد سوريا) لتتمكن قوات الحماية الشعبية YPGمن فك الحصار عن قوة الاتحاد الوطني الكردستاني ومن ثم نقل الجرحى منهم الى مستشفى في مدينة ديريك (كردستان سوريا)
في يوم 6-8 وفي الساعة 1 بعد الظهر هاجم داعش قضاء تلكيف والحمدانية وناحية كوير وبعشيقة وكوكجلي وبرطلة وخازر ليحتل داعش كل تلك المناطق بعد هروب قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال 2 ساعة الى أربيل. تم احتلال كل تلك المناطق دون ان يجرح أحد من قوات الديمقراطي الكردستاني.
هاجم داعش من جبهة خازر ليصبح مقابل قضاء برده رش وخبات وأصبح على بعد 35 كم من العاصمة أربيل.
بقرار من الباراستن وهو الجهاز الأمني للحزب الديمقراطي الكردستاني تم غلق الفيسبوك وعشرات المواقع في السليمانية وكركوك وكرميان.
في الساعة 2 طالب مسعود البارزاني المساعدة من الاتحاد الوطني الكردستاني ونوشيروان مصطفى (راعي حركة التغيير).
لتصل قوة كبيرة من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بكامل أسلحتها تصل الى أربيل. الاوضاع الأمنية في أربيل كانت سيئة، بعد تحركات داعش على بعد 15 كم من مخمور كانت المخاوف كبيرة بسقوط مخمور.
في ليلة 7-8 وبأمر من نوشيراون مصطفى وصل وزير البيشمركة الى مخمور وبأمر من كوسرت رسول وصلت قوة بقيادة “مامه غفه” ليتم تحرير كوير. سلمت ” كوير” بعد تحريرها الى قوة من الحزب الديمقراطي الكردستاني.
بعد اطمئنان وزير البيشمركة “مصطفى سيد قادر” على مخمور يعود الى أربيل وفي ظهير يوم 7-8 وبعد عدة اطلاقات انسحبت قوة الديمقراطي الكردستاني من مخمور ولم يتوقفوا الا في “ديبكه”.
حزب العمال الكردستاني الذي له مخيم لاجئين في مخمور باسم مخيم كاوه لم ينسحب من المخيم ولحد اللحظة يحمونها.
تحصنت قوة من الاتحاد الوطني الكردستاني وعلى جبل” بازاركي” شمال مخمور. في نفس اليوم وبدون إطلاق نار تم تسليم ” كوير” الى داعش، قائد قوة الديمقراطي الكردستاني في كوير يترك سيارته وقناصته ومسدسه الى داعش ويهرب وبهذه الطريقة يتم احتلال ” كوير”.
في 7-8 يزور قوباد طالباني سد الموصل، قادة قوات الزريفاني التابعة للديمقراطي الكوردستاني يظهرون له بأنهم مسيطرون على الوضع. يعود قوباد الطالباني بعد اطمئنانه على الوضع وقبل وصوله الى مجلس الوزراء في أربيل يتم اخباره بان داعش سيطر سد الموصل.
أجهزة الباراستن التابعة للديمقراطي الكردستاني يخبر وسائل الاعلام والفضائيات والصحف بعدم نشر أي شيء عن سقوط (سنجار – ربيعة-زمار-سنوني-خانسور-وانكي -حمدانية) بحجة حماية الامن القومي وعدم التأثير على المعنويات.
خلال يومان وخلال 5 الى 6 ساعات تم تسليم 4 اقضية و10 نواحي و300 قرية الى داعش.
الامر لم يكن انسحاب تكتيكي او مخطط لان الحزب الديمقراطي الكردستاني ليس على استعداد بإعطاء منصب مدير ناحية في أربيل الى الاتحاد الوطني او التغيير ولكنهم اجبروا على إعطاء أربيل الى قوة مكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الوطني.
لم يكن الامر انسحابا تكتيكاً، كان هروبا من قبل الديمقراطي الكردستاني لان ترك 4 اقضية غير منطقي، لأنه لم يحدث خلال شهر او أسبوع. المسافة من شنكال الى سحيلا هي210 كم … الهزيمة كانت خلال 2 ساعة وهذا يعني ان سياراتهم وهم ينسحبون كانت بسرعة فوق 100 كم.
الديمقراطي الكردستاني وخلال السنوات الثلاثة الاخيرة كان يعادي قوات حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي لكن الحزبين المذكورين حررا تلك المناطق الذي انتكس فيه الديمقراطي الكردستاني.
لم يكن بقاء السنجاريون في ديارهم الموبوءة بالمخاطر بعد سقوط نظام صدام حسين ألا نتيجة ثقتهم العالية بتاريخهم الناصع وأمجادهم وقدرتهم على الدفاع عن عرضهم وأرضهم فضلا عن قناعتهم بإخلاص قوات البيشمه ركه للوقوف إلى جانبهم عند الشدائد والتي عززت تواجدها تدريجيا هناك .. على ضوء التطورات الحاصلة على الأرض و بروز الجماعات الإرهابية في المنطقة ودخولها إلى العراق عبر أراضيها علاوة إلى غيرها من المناطق المحاذية لسوريا ، والتي دشنت عهدها الدموي تحت مسمى القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى وثم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش ” وأخيرا دولة الخلافة .
ثقة السنجاريون بأمجادهم كان ينبغي أن ترتكز على توفير مستلزماتها وفهم شراسة الخصم الجديد القديم والجار لهم ، وقناعتهم بإخلاص قوات البيشمه ركه كان من الضروري أن تحكمها شروط منسجمة مع حجم الخطورة المتوقعة بفعل المعرفة المسبقة بمدى وحشية هذه المنظمات الإرهابية وخصوصا داعش وبعدما أحتلت مدينة الموصل وإعلان الخلافة الإسلامية على أرض ثابته والتي أصبحت بحاجة إلى خطوط دفاعية في محيطها لتأمين عوامل نجاحها والتواصل مع بقية أطرافها التي تمتد إلى الأراضي السورية ، حيث تعتبر سنجار بحكم خصوصية سكانها الدينية ووجود قوات البيشمه ركه هناك ، عائقا أمام حرية التحرك ضمن حدودها الداخلية والتمدد و إمكانية الحصول على المزيد من المصادر التي تعزز من اقتصادياتها .
فكان ينبغي أن لا يغيب هذا عن بال أهل سنجار ، وكان عليهم أما أن يبقوا بقوة هناك أي أن تكون لديهم إمكانيات دفاعية قادرة على حفظ أمنهم من خلال توفير شروط الدفاع الذاتي والتأكد من إصرار حدك لحماية أمنهم وجاهزية قوة حماية شنكال وقدرتها الدفاعية من حيث المعدات والأعتدة والخبرة والقناعة في الدفاع عن سكان هذا القضاء وخصوصيتهم وأراضيهم الشاسعة . وأما أن يرحلوا إلى الملاذات الأوربية الآمنة ودول المهجر الأخرى ونسيان تلك الأمجاد التاريخية وإهمال اهمية سنجار الهامشية ضمن المادة 140 .
ومن الجانب الآخر كان ينبغي على فرع حدك باعتباره السلطة الأوحد و قوة حماية شنكال التابعة له أن يضعا في حساباتهما ليس فقط هذه العوامل التي ذكرتها وإنما طبيعة التعامل المحتمل من قبل داعش مع مواطنين ينفردون بخصوصيات دينهم وتعتبرهم كفارا وحد السيف هو الوسيلة الوحيدة في التعامل معهم بعد أن يرفضوا الدخول إلى الإسلام ، نعم كان على فرع سنجار لحدك والذي كان يقوده البابيري .. وقوة حماية سنجار التي يقودها سعيد كيستي أن يضعا هذا الأمر في الحسبان .. أي إن يكونا بقدر مسؤولية كهذه ، أي مسؤولية حماية أرواح وممتلكات مكون يقع في أخطر المواقع وبمختلف مسمياتها الاجتماعية والجغرافية والسياسية ، وإدراك إن أي خلل في التعامل مع هذا الأمر ستكون عواقبه وخيمه كما نلاحظ ذلك اليوم من قتل وذبح مفجعان للصبية والشباب وسبي نساء شنكال واحتلال بيوتهم وفرض الإسلام على من لم يستطيع مغادرة مكان سكنه بسبب تقدم العمر، وتطويق أكبر كتلة بشرية ضمن حصار محكم في ظل قيظ الصيف دون شراب وغذاء وهجرة عشرات الآلاف منهم إلى البعيد ، وتشتيت غالبية أسرهم .
في ظل هذه الفاجعة لم يتوان الناس المنكوبون ” السنجاريون الأشداء ” بعد هذا الدم المراق وحملة الإبادة التي حلت بهم صعوبة في اتهام حدك بشكل علني وعلى الشارع هذه المرة بالتآمر عليهم ، وعليه فإنه سيدفع ثمن ذلك غاليا من خلال وضع حد لهيمنته على شنكال التاريخ و الأمجاد والبطولات ، وإيجاد بديل عنه ، بحاجة إليهم وهم بحاجة إليه ، وهذا لا يقل تأثيرا عما فقدوه هم من دم وأرواح ذويهم وعواقب محنتهم ، الأمر الذي سيدفع بحدك في النهاية أما الاعتراف بهزيمته في سنجار أو تقديم بعض الرؤوس قرابين لما أفسده من أجل مصالحه الحزبية ، أو أفسدته نفس الرؤوس دفاعا عن ثرواتهم وأموالهم الغير مشروعة .
وستبقى جريمة سنجار وصمة عار على جبين مرتكبيها .