لازالت هنالك تفاعلاتٌ مستمرّة لعملية الحرق هذه , والتي قد تظهر لها نتائجٌ ما في المدى المنظور , لكنما آثارها قد تنعكس بشكلٍ وآخر في بعض قرارات او قوانينٍ برلمانية مقبلة لها دَور او ادوارٌ ما في تصويت كتلة الحزب الديمقراطي على الأقلّ , وقد يتضاعف ذلك في انتخابات حزيران للسنة المقبلة … مواقف التنديد والإستنكار هي التي تتسيّد الموقف الحالي , واولها من قيادة الحشد الشعبي , ورئاسة الوزراء ومجلس الأمن الوطني … وبالرغم ممّا عرضته شاشات التلفزة من وقوف اكثرِ من صفّ من قوات مكافحة الشغب على مسافةٍ قريبة من مقر الحزب الكردي ودونما حراكٍ او تدخّل .! وما برح السبب مبهماً حول ذلك , إذ يتوجّب وجود سببٍ مقنع ما لذلك .! كما ولعلّ ما يوازي ذلك اكثر او اقل .! هو اعتقال مراسل وكالة روداوو الكردية الإخبارية ! دون معرفة السبب الكامن وراءه !
في محاولةٍ اوليّة لتفكيك مجريات الحدث , وذلك وفقاً للفيديوهات القصيرة والصور التي اختزلت اقتحام مقر الحزب الكردستاني , حيث بدا أنّ عملية الحرق كانت سريعةً , وهذا يوجب فرض تهيئةً مسبقة لكمياتٍ معتبرة من البنزين او الوقود , ممّا ادّى الى سرعةٍ فائقة في اندلاع وتصاعد السنة النيران واعمدة الدخان الكثيفة من مبنى المقرّ , وكانَ بائناً أنّ العملية مخططٌ لها بعدم التسبب في خسائرٍ بالأرواح او إصابات للمتواجدين من القياديين والموظفين في المبنى المحترق .
من جانبٍ آخرٍ في هذا الشأن , فلا يمكن الجزم اذا ما كان مقصوداً او عفوياً رفع راية او عَلَم الحشد الشعبي من بعض المقتحمين للمقرّ الحزبي .!
العملية برمّتها كانت مباغتة او مفاجئة للرئاسات الثلاث , بالإضافةِ الى وسائل الإعلام وبما فيها إعلام كردستان , حيث لم يكن متوقّعاً حدوث ردّ الفعل الناريّ ازاء تصريح وزير الخارجية السابق السيد هوشيار زيباري الذي اعلنَ < على وجوب تنظيف المنطقة الخضراء من الحشد الشعبي > , وبرغم أنّ رئيس الجمهورية السيد برهم صالح صرّحَ يوم امس بأن من غير المسموح التعرّض للحشد الشعبي , لكنّ هنالك جانباً مبهماً ” الى حدٍّ ما ” في تصريح السيد زيباري , حيث وجود او عدم وجود قوات او وحدات او مقاتلين من الحشد الشعبي داخل المنطقة الخضراء لايؤثّر عملياً او فعلياً على استهداف البعثات الدبلوماسية او السفارة الأمريكية بصواريخ الكاتيوشا المعتادة من اية جهةٍ او فصيلٍ مسلّح , وتلكم الكاتيوشات يجري إطلاقها من مسافاتٍ بعيدةٍ نسبياً عن ” الخضراء ” ولا يمكن تحديد امكنتها إلاّ لاحقاً او بعد عملية الإطلاق .! , وربما كانَ على زيباري ” من الزاوية الإعلامية على الأقل ” إيضاح خطورة وجود الحشد داخل المنطقة الخضراء , وما المتغيرات المفترضة بوجوده خارج هذه المنطقة , وفق رؤى وتصريح وزير الخارجية السابق , والذي تسنّم منصب وزير المالية بعد إعفائه من الخارجية , وكلا الأثنتين لاحقاً .
ما نستصعبهُ في الإعلام ” لحدّ الآن ” , وحتى في هذه المحاولة التفكيكية الأولية , هو تفسير التزامن بين إحراق هذا المقرّ الحزبي الكرستاني , وبين إطلاق صاروخين جديدين من الكاتيوشا سقطا بالقرب من السفارة الأمريكية < وبعد هذه الهدنة التي جرى تسميتها بهذه التسمية بالتوقف عن اطلاق الصواريخ > , وكلا الحدثينِ حدثا يوم امس , ولا نزعم بوجود اية علاقةٍ مباشرة ما بين هذين الحدثين , وتكمن هذه الصعوبة في شحّة الأخبار لغاية الآن , وفي ظلّ هذا الفُقر المدقع في التعطّش والجوع في المعلومات وحتى خيوطها , حيث من المتوقّع انكشاف بعض او جزء من ذلك خلال الأيام المقبلة .!