متى تستيقظ الضمائر تختلي النفوس تتعجل لحظات الصدق مع النفس وتمارس طقوس الصدق والاخلاص مع الوطن وتتجرد من موبقات الانزلاق الى حضيض الخيانة وبمنعطف حاد تتجلى فيه بذاءة وقباحة الجوه…. لا ادري كيف السبيل لان يلقي المرء بوجوده بأصله بتاريخه بوطنيته ويتسلق بافكاره كي يكون خادماً مطيعاً لذمة الاجنبي ويبيع اوصاله ومجده ويتنكر لتربة وطنه منكباً على راسه صاغياً لاناشيد وتراتيل وطن اخر او خرافات تجره من حيث يدري او لايدري الى براثن الرذيلة والانهيار والنكباب عبداً لوصايا من يرسمون طريقاً لاذلاله.
في وطني تتعدد صور الخيانة وتضيع نفوس الاخيار وترتمي باحضان الاجنبي معتقدين ان تلكم الرموز والحكايا ودرجات الايمان تستحضرها المباديء الدينية والقيم المذهبية والافكار القومية والعنصرية التي تسرق العقول من البرية معتقدين انهم في رحلة مع الصواب.
لا والف لا لمن يخون وطنه تحت مسلمات الوهم او تحت مغريات المال او لحظة انهيار منظومة القيم وشرد العقل وتوقف العواطف الوطنية امام خرافات وهمية.
حدثني احد الاخوة الدارسين في الصين الشعبية كيف تعامل الصينيون مع وطنهم , حيث كان التقييد بتعاليم (نبيهم) كونفيوش والذي عبدوه وصلو له 2500 سنة وكان هو دستورهم الازلي عندما استشعروا ان الصين اكبر من كل شيء ووجدوا ان ماوشي تونغ بث فيهم صحوة تقول ان الصين هي اساس وجودنا وهي التاريخ والحضارة فتنادوا لها كخلايا النمل وجعلوها قبلتهم ومحراب الوجود فغيروا الصين من دولة زراعية فقيرة تسمى من الدول النامية عفواً اقصد (النائمة) الى دولة تمثل المارد الكبير في العالم دون وصاية من اي كائن وهي فخورة بابناءها الذين ذادوا عن حياضها وجعلوها نبراس للعلم والمعرفة.
وعودة لنا اصحاب التاريخ وحضارة وادي الرافدين وسليلة الاصل وعنوان الجبروت وطن علي والحسين والشهداء والوثبات ومقارعة الصفويين والعثمانيين والانكليز والامريكان نحن من زرعنا للدنيا وصايا العلم المعرفة وزخرنا بالمتنبي والجواهري وصاحب الشمس اجمل من سواها , نعم هذا هو الوطن الجميل به نحيا وبه نموت وكم تمنيت ان تدون في هوية الاحوال المدنية كلمة العميل العراقي وهذا فخر وانتساب ما بعده انتساب ولكن لمن انادي.
انادي لمن يبيع الكل بالجزء يبيعون العراق لاجل ماذا ابيع تاريخا ومجداً وحضارة.
صدقوني ان الذين يظنكم عملاء عندهم يحتقورن كل شيء فيكم.
لا تركيا ولا ايران ولا امريكا ولا السعودية ولا اي دولة تصنع مجدكم وحدة العراق صانع الامجاد افخروا بعمالتكم اليه فهذه العمالة اقدس ما في الوجود وبها تنالون جنان الله.