بداية أود الإشارة الى أنني لا أسعى للحصول على دعوة للظهور في برنامج الزميل مهدي جاسم ، وقد سبق لي الإعتذار عن قبول دعوات القناوات العربية والعراقية .
في مجتمعاتنا الشرقية التي يستشري فيها الأمراض النفسية والعقلية وما ينتج عنها من مشاعر الغيرة والحسد والأحقاد … من النادر تجد مبادرات الإعتراف بجهود وتميز الناجحين من قبل أشخاص غرباء لايمتون بصلة للناجح ، بعيدا عن الترويج الحزبي أو شلل الأصدقاء ، فالشرقي إذا ظهر شخصا ما ناجحا يضرب أوتار مشاعر الأمان النفسي في داخله وتكون ردود أفعاله مرضية وتُترجم على ان الناجح هو مصدر تهديد لنرجسية الذات وأوهامها وأطماعها .
الأستاذ مهدي جاسم مقدم برنامج (( بكل جرأة )) نموذج إعلامي متميز في إتخاذ طريق العقلانية والطروحات الوطنية المفيدة للمشاهدين ، وهو يتمتع بقبول وحضور جيد تتملس فيه سمات طيبة القلب .. وفي وسط ضجيج البرامج الغوغائية الطائفية والقومية الشوفينية ، والمشبوهة الممولة من أجهزة المخابرات الإيرانية وغيرها .. يبرز برنامج الزميل جاسم كمنبر ثقافي – وطني هامة يقدم للمشاهد مواضيع حساسة ويحاول تحليلها ونشر الوعي بشأنها .
رأيي الشخص .. ان حلقات برنامج بكل جرأة مع الدكتور أحمد الأبيض .. تعد من أهم ما قدمه الإعلام العراقي المرئي منذ تغيير نظام صدام ولغاية الآن ، فهذه الحلقات كانت لديها وظيفة ورسالة ثقافية وطنية لتوعية المشاهد العراقي من قبل مقدم هاديء عقلاني لديه هموم وطنية وإبتعد بذكاء عن الوقوع في مطب إستعراض الذات والكلام أكثر من الضيف ، واما الضيف هو الدكتور أحمد الأبيض الذي ينميز بالمشاعر الوطنية والذكاء الحاد والإلمام الواسع بالشأن العراقي ، والحرص على نشر الوعي الوطني لدى الناس !
لقد شكل الثنائي .. مهدي جاسم – أحمد الأبيض .. ظاهرة في وسطنا الإعلامي قدمت الكثير من التحليل والشرح والمعلومات للمشاهدين ، وكانت العلامة المشرقة في الإعلام العراقي وما يجب تقديمه إنطلاقا من الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والمهنية .
هامش : لاتربطني أية علاقة بالإستاذ مهدي جاسم ، والدكتور أحمد الأبيض .. و أتشرف بمعرفتهما في المستقبل.