العنوان هذا هومضمون او فحوى لخبر بثّه الإعلام العراقي وكذلك المصري يوم اوّل امس . وقبل الإنتقال الى جوهر الأزمة العسكرية – السياسية القائمة بين تركيا والعراق , فمن الطبيعي أنّ ايّ تنسيقٍ بين العراق واية دولة عربية هو ظاهرة صحية , سواءً على الصعيد الثنائي او الجمعي , حتى لو لم تحقق نتائجاً ايجابيةٍ آنيّة .
ومثل هذا التنسيق القومي كانَ مرفوضاً في الغالب عبر الحكومات اللائي تعاقبت على العراق خلال ال 17 عاماً الماضية , بسبب الولاءات الخارجية المعروفة لتلك الحكومات تجاه الجارة الشرقية ايران , وما تفرضه متطلبات ذلك .!
الطلب العراقي من القاهرة لممارسة ضغوطها على تركيا , يبدو عسير الهضم على الفهم من كلتا الزاويتين الدبلوماسية والإعلامية .! , فما هو تعريف هذا الضغط اولاً ؟ وما هي مقوّماته وآليّاته .! فالتوتّر السياسي القائم بين انقرة والقاهرة بلغَ درجةً لامجال للتصعيد فيها اكثر , ولم يصل الأمر الى قطع او تعليق العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين , وكلّ ما يجري هو استعراض عضلاتٍ للقوة العسكرية وخصوصاً من الجانب المصري , وسيّما في التحشيد العسكري للقوات المصرية على الحدود الليبية ” حيث التواجد العسكري للجيش التركي هناك والقواعد التي أنشأها , وعزّز ذلك بتجنيد مرتزقة من اللاجئين السوريين في تركيا , وإدخالهم كرأس حربة في مقاتلة الميليشيات الليبية وبعض القوات هناك , وقد تجسّدت الممارسة المصرية في ذلك بنحوٍ اكثر في اجراء مناوراتٍ بحريةٍ مشتركة مع قطعٍ من البحرية الروسية في المياه الدولية التي تمرّ عبر تركيا , وهذه المناورات لا تقدّم ولا تؤخّر واضحت من اساليب مخلّفات بدايات النصف الثاني من القرن الماضي , وأكلَ وشربَ عليها الدهر حتى شبع الى حدّ التخمة .! , إذن وفي المحصلة لا تستطيع حكومة الرئيس السيسي إرغام الأتراك على وقف غاراتهم الجوية على قواعد ومعسكرات ومخيمات حزب PKK التركي – الكردي المعارض والمنتشر في مواقع ومناطق في شمال العراق او في اقليم كردستان ,
وايضاً فلعلّ ما يماثل توجّه الدبلوماسية العراقية في هذا الشأن تحديداً , هو< استجابة او طلب > بغداد من اثينا , او العكس بالعكس لأفتتاح قنصلية يونانية في اربيل , وذلك بقصد إغاضة الأتراك لا اكثر ولا اقل .! وهو اجراء دبلوماسي طبيعي لكنه لا يجعل القوات التركية في شمال العراق لتهرول وتنسحب من الأراضي العراقية , كما أنّ كلّ ما يجري على الصعيدين المصري واليوناني لا يؤدي الى اطلاق رصاصةٍ واحدة على الأتراك وحتى من مسدّس .!
ثُمَّ , على الرغم من سخونة القصف الجوي للمقاتلات والقاذفات التركية ” خلال الشهور القلائل الماضية ” داخل اراضي الأقليم او العراق , والذي طال حتى المدنيين من المواطنين الكرد العراقيين وادّى الى هجرة العديد منهم لقراهم التي اشتعلت فيها حرائق هذا القصف , لكنّ هذا التواجد والحضور العسكري التركي كانَ معروضاً لأضواء الإعلام ! وبشبه صمتٍ من الحكومات العراقية السابقة .! , ورغم ما يبدو من مساعٍ من حكومة الكاظمي لمحاولة التخلّص من النفوذ التركي في الشأن العراقي , وبلغ الأمر في ذلك بالأستعانة بالأمريكان اثناء زيارة الكاظمي لواشنطن , انّما لم يتغيّر ايّ شيءٍ في ذلك , وكأنّ هذا الأمر متفق عليه مبدئياً بين الأتراك والأمريكان .!
ببساطةٍ متناهية وفائقة , فلو كان مسموحاً للجيش العراقي بدخول اراضي الأقليم ! ومحاصرة وتطويق المعسكرات والنقاط العسكرية التركية ” من دون اطلاق رصاصةٍ واحدة ” ولا حتى من الجانب التركي , لتغيّر الأمر وتغيرت الحسابات وكان أن يؤدي الى الإضطرار الى مغادرة الجنود الأتراك للأراضي العراقية , لكنّ المسألة – المعضلة هي عدم سماح قيادة الأقليم لدخول الأقليم حتى لسيارةٍ من شرطة المرور العراقية , ولا حتى المرور في اجواء الإقليم لطائرةٍ مروحيةٍ عراقية بمهمة استطلاع وتصوير المواقع العسكرية التركية , وفي ذلك مداخلاتٌ لمداخلاتْ .!