في بداية عام 1980 تشرفت بزيارة نجف الامام علي(ع) في زيارة عرفه . بعد وفاة والدي بأشهر ,وكان معي المرحوم الحاج عبد الله رحيم , وخدمتنا الصدفة ان نتشرف بالصلاة في ليلة التروية بجامع الكوفة , فوجدت منبرا معدا لمجلس حسيني بمناسبة استشهاد مسلم بن عقيل (ع) وقد غص المكان بالزائرين والمستمعين.
في ذلك المجلس تعرفت على السيد المرحوم جاسم الطويرجاوي , الذي أجاد في مصيبة مسلم بن عقيل, في ذلك اليوم الذي يصادف شهادته . بعد تلك الزيارة بأشهر قامت الحرب العراقية الايرانية , وكنت متخوفا كثيرا على شخصيات المنبر الحسيني الذين تصدوا للفكر الشوفيني البعثي , وبعيدا عن تقييم المستويات الثقافية والعلمية كان الجهاز الحزبي والامني ينظر الى شخصية الخطيب الحسيني انه الواجهة التي تحض الناس على التمسك بالشعائر الحسينية .
وقد تم قتل وسجن عدد كبير من الخطباء الحسينيين على راسهم الشهيد عبد الزهراء الكعبي,وموت واقصاء الشيخ هادي الكربلائي. بينما تمكن عميد المنبر الحسيني الشيخ المرحوم احمد الوائلي طاب ثراه من مغادرة العراق عن طريق البصرة .
وتم اعتقال الشيخ حمدي المهاجر ثم اطلق سراحه وهرب الى خارج العراق, ومثلهم كان للمرحوم الفقيد جاسم الطويرجاوي الذي غادر الى الكويت ثم سوريا وايران ليستقر بالكويت الى حين وفاته . 11/10/2020 في المستشفى الاميري .
وقد شاهدت اغلب الفيديوهات التي صورة وصول جثمانه الى العراق وتشييعه في النجف الاشرف لغاية دفنه في الصحن الحسيني في كربلاء المقدسة .لقد نال الفقيد ما يستحقه من قبل الجمهور الحسيني الوفي لخطباء المنبر الذين تشرفوا بحمل عنوان خادم الحسين واهل البيت عليهم السلام, وهذا دليل ان التيار الحسيني حين يعطي صوته وموقفه لجهة معينة , انما يعطيه لكون تلك الجهة قريبة من خدمة الحسين واهل البيت(ع) وهذا يبين بوضوح ان خطباء المنبر لا زالوا يقفون ضد الباطل بكل زمان ومكان .
هنيئا لك يا من تحمل اشرف عنوان ومرتبة وهي خادم الحسين(ع) رحمك الله وحشرك من من تحب . وعظم الله اجوركم ايها المحبون للحسين (ع) بفقد ناعي الحسين (ع).