17 نوفمبر، 2024 5:40 م
Search
Close this search box.

انت تسأل عن الوضع الاذري – الارميني العجيب والجيو سياسة تجيب !

انت تسأل عن الوضع الاذري – الارميني العجيب والجيو سياسة تجيب !

ما ان اندلعت الحرب الاذرية -الارمينية حتى صعق اصحاب النظرة الاحادية وعشاق الابيض والاسود لمجمل الاحداث وجلهم يسأل وعلى خليفة عدم ايمانهم بأن اللون الرمادي هو الحاكم والمتحكم في العلاقات السياسية والدولية فحسب ولامكان للابيض او الاسود فيها ، وان القضية كلها قائمة على اساس المصالح والمنافع بالدرجة الاساس ، وان التعصب للاقتصاد والسياسة والامن والمصلحة والعرق مقدم فيها على التعصب للطائفة والمذهب .اقول جلهم يتساءل ويسأل بحيرة لماذا تركيا السنية تقف مع اذربيجان الشيعية ..لماذا ايران الشيعية تقف مع ارمينيا المسيحية ..لماذا جورجيا المسيحية الارثوذكسية تقف الى جانب اذربيجان المسلمة الشيعية ..لماذا روسيا الارثوذكسة ظلت واقفة على الحياد ولم تتدخل في الصراع المندلع قريبا من حدودها بين دولة مسلمة – علمانية – وبين دولة مسيحية ارثوذكسية – علمانية – الا مؤخرا وبطريقة المفاوضين الدبلوماسيين لابطريقة العسكريين المهاجمين مع ان روسيا بوتين تطرح نفسها منذ وقت طويل على انها حامية حمى الارثوذكسية في العالم ؟ ..لماذا اسرائيل الصهيونية تدعم اذربيجان المسلمة الشيعية فيما تقف بالضد من ارمينيا المسيحية الارثوذكسية مع ان للصهاينة سفارتين في كلا البلدين وعلاقات متينة مع كليهما ؟ الجواب يا صديقي بحسب المعطيات التي “قرأتها لك واحاول ايجازها وتلخيصها لجنابك الكريم هاهنا ” هي :
– لأن اذربيجان المسلمة تستورد نصف ترسانتها العسكرية من – اسرائيل – الصهيونية فيما الاخيرة تستورد نصف نفطها من اذربيجان ، ولأن للجالية اليهودية في اذربيجان حضور فاعل ومؤثر وان كانت قليلة وهم بقايا ” يهود الخزر ” وما ادراك ما الخزر كان بحر قزوين في الخرائط القديمة يحمل اسمهم “بحر الخزر” وهم اجداد الاشكناز -الطبقة الحاكمة والمتحكمة في الكيان الصهيوني حاليا – بخلاف السفارديم والمزراحي من يهود شمال اوربا وعموم المشرق وأفريقيا حتى انهم يلقبون في الوثائق التأريخية بـ” اليهود الترك “!
– لأن النفط الاذري المصدر الى – الكيان الصهيوني – يتم نقله كله عن طريق جورجيا الارثوذكسية بمباركة اميركية بروتستانتية وانجيليكانية مع بعض التوابل الكاثوليكية !
– لأن جورجيا الارثوذكسية لها عداء عرقي مع ارمينيا الارثوذكسية وهي تحيي في شباط من كل عام في العاصمة الجورجية تبليسي، ذكرى مجزرة “خوجالي”، التي ارتكبها الجيش الأرميني في أذربيجان عام 1992، وقتل فيها 613 شخصا معظمهم من النساء والشيوخ والاطفال !
– لأن لإسرائيل الصهيونية قواعد عسكرية في اذربيجان المسلمة قريبة من الحدود الايرانية وتعاون استخباري على اعلى المستويات !
– لأن روسيا وبعد تغيير نظام ارمينيا السياسي عام 2018 ومحاولة النظام الجديد فتح افاق التعاون والانفتاح على اوربا العجوز بعيدا عن الدب الروسي جعل الكرملين في حالة عدم تفاعل لوهلة مع ارمينيا ..بل على العكس فقد انتظرت روسيا وتريثت لمعاقبة ارمينيا ميدانيا وتكبيدها اكبر الخسائر على يد الاذريين عقابا لها على محاولتها الخروج من عباءتها حتى استنجدت بها متوسلة اياها للتدخل العاجل والفوري ، هنا فقط تدخل بوتين لإنقاذ الموقف مقابل عودة ارمينيا الى الحظيرة الروسية صاغرة وهي تردد ” شبيك لبيك سيدي بوتين ..ارمينيا كلها شعبا وحكومة عبدة مطيعة بين يديك ” مع غض الطرف عن الحظيرة الاوربية كليا ونهائيا !
– تركيا تدعم اذربيجان لأن معظم شعبها وثقافتها وفلكلورها وعاداتها وتقاليدها ولغتها ..تركية ..كما انها كانت جزءا لايتجزأ من الدولة العثمانية ..كما انها معادية لعدوتها اللدودة المجاورة ارمينيا ..كما ان اذربيجان هي بوابة تركيا الى بقية دول القفقاس “الشيشان، إنغوشيا، أوسيتيا الشمالية وداغستان وغيرها “، كما انها بوابتها الى اواسط اسيا وتركستان الغربية ،”لأن تركستان الشرقية تسيطر عليها الصين حاليا ” حيث تضم تركستان الغربية جمهوريات كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان” وكلها دول اسلامية سنية وذات طابع وتقاليد ولهجات ولغات واصول تركية او قريبة للاتراك عرقيا !
– تركيا تستقتل على دعم اذربيجان لأن مشروع “تاناب” العملاق لنقل الغاز الطبيعي الأذري إلى أوروبا بما يعادل 16 مليار متر مكعب من الغاز الأذري بمرحلته الأولى،تذهب 6 مليارات متر مكعب منها إلى تركيا لسد احتياجاتها كاملة من الغاز الطبيعي،علاوة على حجم التبادل الاقتصادي الهائل بين البلدين سنويا بعشرات المليارات ،ناهيك عن حجم الاستثمارات والشركات العاملة في كل البلدين ومن كلا الطرفين بما يعادل 4000 الاف شركة اذرية وتركية تقريبا .
– اميركا لم تتدخل في النزاع ، اولا لقرب موعد الانتخابات الرئاسية حامية الوطيس والتي يخشى من ان التدخل في ملف القفقاس حاليا من شأنه ان يغير موازين القوى لصالح الحمار أو الفيل كما حدث في الانتخابات السابقة والتي ما يزال يتهم بوتين بدعم ترامب فيها عبر القرصنة الالكترونية والهجمات السبرانية ، وثانيا لخشية اميركا من ان تدخلها سيدفع روسيا لحشر انفها في الصراع الاميركي -الايراني وتأجيج الاوضاع في كل من العراق وسورية واليمن ضدها وضد مصالحها هناك أكثر فأكثر، كرد فعل مضاد على التدخل الاميركي في حرب القوقاز التي تعدها روسيا محمية روسية لاسيما مع توتر الاوضاع في قيرغزتان وبيلا روسيا ضد الوجود الروسي بتحريض اميركي !
– اذا استعاضت اسرائيل بنفط الخليج عن نفط اذربيجان على وفق اتفاقات التركيع الاخيرة وتم تحويل وجهة سوق السلاح الى الخليج بدلا من اذربيجان واجماليه – 5 مليارات دولار – بناء على التركعي فإن اذربيجان ستراهن حينها على بناء والسماح لمزيد من القواعد العسكرية الاسرائيلية على اراضيها مع مزيد من التطبيع والتجسس والتذلل لصالحها مقابل استمرار الدعم والغطاء الصهيو – اميركي لها لأنه الوحيد الكفيل بحمايتها جديا من مخالب الدب الروسي اذا غضب !
– ايران الشيعية لم تتدخل لدعم اذربيجان الشيعية لأن فتح جبهة شمالية على الحدود يعني ثغرة – دفرسوار – عرقية خطيرة للغاية لن تأمن عواقبها لاسيما وان ما يسمى بـ” الاذريين الاتراك و الاذريين الفرس ” يشكلون نسبة كبيرة في ايران 25 % من عدد السكان بواقع 20 مليون تقريبا يقطنون شمال غربي ايران ويتمنون الانفصال والالتحاق بأذربيجان الأم في اية لحظة وفي اية حقبة ..علما ان الدولة الصفوية بالاساس هي دولة اذرية تركية صوفية شيعية ، حيث تاسست السلالة الصفوية اول مرة شمال غرب ايران وتحديدا في اردبيل الاذربيجانية ومن ثم انتقلت الى وسط ايران وبقية اجزائها وسيطرت عليها قبل ان تنتقل الى دول مجاورة كما ان أذربيجان تعد مهد الديانة الزرادشتية ، ولأن تطلعات القومييين الاذرييين والكرد بالانفصال تشكلان هاجسا لايران ..اضافة بطييعة الحال الى القومية العربية في الاحواز والتي تقع فيها 80% من حقول النفط الايراني !
– ايران لاتدعم اذربيجان حاليا بل تدعم ارمينيا لأنه وفور وصول الرئيس الاذري العلماني السابق حيدر علييف ، الى السلطة عام 1993، طرد كل المستشارين العسكريين الإيرانيين من اذربيجان وكانوا يشرفون على تدريب القطعات كما قام بمهاجمة ” ميليشيا ايرانية تدعى مجموعة “آبون” تم تأسيسها هناك وتم قتل قائدهم الجنرال “روشن جوادوف” عام 1995 فساءت العلاقات وانهارت وتوترت اكثر في عهد الرئيس الاذري الحالي الهام علييف الذي تولى السلطة عام 2003 ،وهو ابن حيدر علييف وعلى خطاه ..كما ان اذربيجان لها دور في تسريب اجزاء من الارشيف النووي الايراني الى اسرائيل ..اضافة الى ان اللوبي الضاغط داخل ايران يدفع تجاه الابقاء على المصالح والاستثمارات والانفتاح اقتصاديا وسياسيا على ارمينيا كونها احدى اطواق النجاة الفاعلة للتملص من الحصار الاميركي الاقتصادي الخانق على ايران والانفتاج على اوربا من خلالها !
وهكذا يتبين لكم وما خفي كان اعظم ..ان المصالح والمصالح والمصالح فقط هي التي تحرك السياسة وكما قيل قديما ويقال ” لاصداقات ولاعداوات دائمة في السياسة ..وانما مصالح دائمة ” واضيف ، ان ” العلاقات والتحالفات السياسية كلها رمادية اللون لا ابيض فيها كما تتمنى جنابك ولا اسود “أغاتي ..
العاطفيون ممن يعيشون على الاماني ويستغرقون في الاحلام ، ولايفقهون شيئا في العلاقات الدولية المتشابكة ولا يحيطون علما بأبجديات السياسة من اصحاب النظرة الاحادية القاصرة ” عين الاعور الدجال ” التي تنظر لظواهر الامور من دون بواطنها ، العين التي تبصر قمة جبل الجليد الصغيرة العائمة فيما تذهل عن بقية اجزاء الجبل الهائلة الغاطسة تحت الماء وعندها وبين ثناياها يكمن الخطر كله بخلاف الجزء الضئيل الوديع الظاهر ، كانوا يحلمون بمساندة ايران لأذربيجان ضد ارمينيا لتشابه المذهب ..وكانوا يتوقون لمساندة اسرائيل لأرمينيا المسيحية ضد اذربيجان المسلمة ، كانوا بأملون وقوف تركيا السنية المسلمة على الحياد لتدخل اسرائيل بالموضوع بعد تدهور العلاقات بينهما مؤخرا ، كانوا يتمنون دخول روسيا المسيحية الارثوذكسية في مواجهة مع اذربيجان المسلمة كذلك ضد تركيا التي تدعمها ، كانوا ينتظرون جعجعة ترامب من داخل القصر الابيض وهو يرتدي الكمامة ” اذا لم تقف روسيا على الحياد فسنحرق نصف الكرة الارضية بالقنابل النووية ” ليرد عليه زعيم كوريا الشمالية في بيان مشترك مع الزعيم الصيني ” واذا دمرت اميركا نصف الارض فسنمحو نصفها الثاني ..نيوووو” – حتى تشتغل الاناشيد والاغاني الحماسية – لكلا الطرفين +دموع ومخاطين على مواقع التواصل وانظر وشاهد واسمع ووو آخر الاسطوانات التي لاتمت للواقع الدولي بصلة – وشوفوا باوعوا ..ايباه ..صدك الدم يحن ..وعمر الظفر ما يطلع من اللحم ..واقلب الجرة على فمها تطلع البنت لأمها ..عمي يا امها ، يا فمها ، الكرة الارضية مشتعلة حاليا اقتصاديا وعسكريا وامنيا وقوميا وسياسيا وايدولوجيا بعد ازمة كورونا المدمرة التي اسفرت عن افلاس عشرات الدول والاف الشركات وانهيار اسعار الذهب والنفط ، وانهيار قيمة العملات المحلية حتى ان الصين تتجه حاليا لاطلاق عملتها – اليوان الالكتروني – فيما اميركا واوربا تدرسان دعم ” عملة ليبرا الافتراضية “لمواجهة التنين الصيني ، والكل يريد نصيبه من الكعكة ويطمح بأن -يحود النار لكرصته -ليعوض جزءا ولو يسيرا من خسائره الجسيمة وعلى مختلف الصعد حتى ولو تحقق ذلك بإحتلال دول قريبة او بعيدة على طريقة الاستدمار القديم والحديث ، الا ان ما حدث كان بمثابة صفعة لكل العاطفيين من احاديي النظرة ومن جميع الاطراف من دون استثناء وبينت لهم بما لالبس فيه هذه المرة بأن القضية قضية تتزاحم فيها العلاقات الدولية والاقليمية وتتقاطع فيها المصالح وتتداخل فيها المواقف وتتشابك المعاهدات وتطفو المواثيق ويستدعى التأريخ البعيد والقريب كله ، وتتدخل فيها الخبرة والحنكة والحكمة والعقل والمنطق والنظرة الستراتيجية الثاقبة بعيدة المدى لمجمل الاحداث ، مع محاولات محمومة من جميع الاطراف لأثبات الوجود وحماية المصالح والعلاقات والحدود ولو بالقوة ” يعني مو هوسة ،وهرجة وها خوتي ها ” ..بعيدا كل البعد عن العواطف والنظرة السطحية الاحادية الساذجة التي يغرق فيها ولكثرة الفتن والاحداث الساخنة المتلاحقة وتتابعها لا لقلة الذكاء والمفهومية والوعي ، عند عموم الجمهور وكأنه يجلس داخل سينما ليشاهد فيلما هنديا يتمنى قبل نهايته ان تستعيد البطلة الضريرة بصرها بعد سقوطها من اعلى السلم لترى حبيبها الذي سيحتضنها في اسفله فيتزوجان بعد كل الاحداث المروعة ويعيشان عيشة سعيدة ، ولو بيتكم قريب ،كان جبنالكم حمص وزبيب وتوتة توتة ولا خلصت الحدوتة ، ويبدو ان لهم قد صار الفعل ورد الفعل كله ، تاركين لنا عنتريات تويتر وهمبلات الفيس ! اودعناكم اغاتي.

أحدث المقالات