15 يناير، 2025 10:57 م

لويز غلوك.. شاعرة التغيير الجذري والتجديد الفائزة بنوبل

لويز غلوك.. شاعرة التغيير الجذري والتجديد الفائزة بنوبل

 

خاص: إعداد – سماح عادل

فازت بجائزة نوبل للآداب الخميس 8 تشرين 2020 الشاعرة الأمريكية “لويز غلوك”، حيث أعلنت عنها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم. وأعلنت مؤسسة نوبل، أن الفائزين بجوائز نوبل هذا العام سيحصلون على مليون كرونة إضافية أي110 آلاف دولار، مما يعني أن الجوائز سترتفع إلى 10 ملايين كرونة هذا العام، حيث صرح “لارس هيكينست” المدير التنفيذى لمؤسسة نوبل: “تم اتخاذ القرار بسبب حقيقة أن تكاليفنا ورأس مالنا في علاقة مستقرة بطريقة مختلفة تماما عن السابق”.

بسبب وباء كوفيد-19 أعلن معهد نوبل في سبتمبر الفائت إلغاء حفل تسليم الجوائز السنوي، والذي يعقد في 10 ديسمبر في ستوكهولم عاصمة الدانمارك، وهذا للمرة الأولى منذ تأسيس الجائزة في 1944، وأعلن أن سيقام حفل على الانترنت أونلاين في غياب الفائزين بنوبل والذين سيمنحون جوائزهم عن بعد.

لويز غلوك..

ولدت “لويز غلوك” عام 1943 في نيويورك وتعيش في كامبريدج، ماساتشوستس. وتلقت تعليمها في “جامعة كولومبيا”، واختيرت “أميرة شعراء أميركا” من قبل، إضافة إلى اختيارها مستشارة شعرية لمكتبة الكونغرس. وتعمل غلوك مدرسة في كلية وليمز منذ عام 1983.

أعلن “أندريس أولسون” رئيس لجنة نوبل أسباب اختيار “لويز غلوك” قائلا: “جائزة نوبل للآداب لعام 2020 تمنح للشاعرة الأمريكية لويز غلوك لصوتها الشعري الذي لا يخطئ ويجعل الوجود الفردي عالميا. بصرف النظر عن كتابتها، هي أستاذة اللغة الانجليزية بجامعة ييل، نيو هافن، كونيتيكت، ظهرت لأول مرة في عام 1968، وسرعان ما اشتهرت كواحدة من أبرز الشعراء في الأدب الأمريكي المعاصر، وحصلت على عدة جوائز مرموقة من بينها جائزة بوليتزر 1993 وجائزة الكتاب الوطنية 2014. نشرت لويز غلوك اثنتي عشرة مجموعة من الشعر وبعض مجلدات المقالات عن الشعر، الكل يتميز بالسعي نحو الوضوح، فالطفولة والحياة الأسرية، العلاقة الوثيقة مع الآباء والأخوات، موضوع ظل محوريا معها، في قصائدها تستمع النفس لما تبقى من أحلامها وأوهامها ولا أحد أقسى منها في مواجهة أوهام النفس، وتأخذ الإلهام من الأساطير والزخارف الكلاسيكية، الموجودة في معظم أعمالها، وأصوات ديدو، بيرسيفوني ويوريديس- المهجورة، المعاقبة، الخيانة- هي أقنعة لنفسها في التحول”.

ويكمل: “إن لويز غلوك لا تنخرط فقط بالأخطاء وظروف الحياة المتنقلة، بل هي أيضا شاعرة التغيير الجذري والتجديد، حيث القفزة للأمام من شعور عميق بالخسارة”.

 

أصدقائي كتاب..

وقالت “لويز غلوك” عن إحساسها بعد فوزها بجائزة نوبل: “أول شيء فكرت به هو أنه لن يكون لدي أي أصدقاء، لأن معظم أصدقائي كتاب، ولكني مهتمة بالحفاظ على الحياة اليومية مع الأشخاص اللذين أحبهم”.

وطلبت من الجمهور الذي لم يقرأ لها من قبل ألا يقرأ كتابها الأول قائلة: “اقترح أن يبدأ القراء الجدد بقراءة أي من أعمالي، ولكن ليس كتابي الأول، إلا إذا كانوا يريدون أن يشعروا بالاحتقار!”.

فازت “لويز غلوك” بالعديد من الجوائز الأدبية الرئيسية في أمريكا مثل وسام العلوم الإنسانية الوطنية، وجائزة بوليتزر، وجائزة الكتاب الوطنية، وجائزة نقاد الكتاب الوطنية، وجائزة بولينجن، بالإضافة إلى جوائز أخرى.

وقد عينت مستشارة أدبية لمكتبة الكونجرس عام 2003، كما حازت على جائزة ولقب الشاعر الأمريكي في الفترة من 2003 إلى 2004، وتوصف “غلوك” بالشاعرة ذات طابع السيرة الذاتية.

أصدرت غليك 10 مجموعات شعرية كانت أولاها “البكر” (1968)، و”البيت في مارشلاند” (1975)، إضافة إلى “القزحية المتوحشة” الذي حازت بسببها جائزة “بوليتزر”. كما أن لديها عدة كتب في النقد من بينها “براهين ونظريات.. مقالات حول الشعر”.

وتعتبر “لويز غلوك” الأديبة رقم 16 التي تحصل على الجائزة في قائمة السيدات اللاتي حصلن على “نوبل”.

 

نصوص ل”لويز غلوك”..

 أغنية بينيلوب

أيتها الروح الصغيرة، الصغيرة المتجرّدة أبداً

افعلي الآن ما أرجوك أن تفعليه، تسلّقي

أغصان شجرة الصنوبر الشبيهة بالرفوف،

انتظري في الأعلى، متنبهة، مثل

حَرَس أو رقيب. لن يطول الوقت حتى يعود إلى بيته

يتعيّن عليكِ أن تكوني

كريمة. أنتِ لم تكونِ

كاملة الأوصاف، بجسدكِ المُرْبِكِ

فعلتِ أشياء ما كان ينبغي

أن تناقشها القصائد. ولهذا

نادي عليه من خلال المياه المفتوحة

والمياه اللامعة

بأغنيتكِ المظلمة، الطامعة،

أغنيتكِ غير المألوفة، الجيّاشة

مثل ماريا كالاس. مَن الذي لن يشتهيكِ؟ وهل يمكن أن تفشلي

في تلبية أيّة شهيّة شيطانية؟

سرعان ما سيعود من حيث يذهب،

مُسْمَرّ البشرة من فرط الغياب، توّاقاً

إلى دجاجاته المشوية. آه، ينبغي أن تُحَيّيهِ

ينبغي أن تهزّي أغصان الشجرة

لكي تلفتي انتباهه،

بحذر مع ذلك، بحذر، لئلا

يتشوّه وجهه الجميل

بالكثير من الإبر الساقطة.

_____________

السوسنة البرّية..

في ختام عذاباتي

كان ثمة باب.

أنصتوا إليّ: ذاك الذي تطلقون عليه اسم الموت

أتذكّرهُ

فوق الرأس صخب من كلّ فَجّ، أغصان الصنوبر تتنقّل

ثمّ لا شيء. الشمس الواهية

خفقتْ فوق السطح اليابس.

رهيب أنْ تواصلَ الحياة

والوعي

دفينٌ في التراب المظلم.

وبعدها انتهى الأمر: ذاك الذي تخاف منه، أنتَ

الروح، أنتَ العاجز عن

النطق، المنتهي بغتة، والأرض المتصلّبة

تلتوي قليلاً. وتلك

طيور ترمحُ في شجيرات واطئة.

أنتَ الذي لا تتذكّر

العبورَ من العالم الآخر

أقول لك إنّ في وسعي الكلام ثانية: كلّ

هذا العائد من النسيان، عائد

للعثور على صوت:

ومن سويداء حياتي جاءت

نافورة عظيمة، ظلالٌ زرقاء غامقة

على لازورد من مياه البحر.

________________

قصيدة حبّ..

ثمة على الدوام شيء يُصنع من الألم

أمُّكَ منكبّة على الحياكة

تحوّل الشالات إلي تلاوين الأحمر كلّها

كانت برسم عيد الميلاد، وكانت تدفئكَ

وهي تنتقل من زيجة إلي زيجة، تصطحبكَ

معها. كيف تمكّنتْ من هذا

حين خزّنَتْ قلبها المترمّل طيلة هذه السنين

تماماً كما يؤوب الموتى؟

لا عجبَ أنكَ كما أنت اليوم،

تخاف الدمّ، ونساؤكَ

يتعاقبنَ مثل أحجار الجدار، واحدة تلو الأخرى.

____________

 الزهرة المكحلة..

1

هل من عادة الزهرة، أن تنتصب

مثل عصا في المسير؛ ويا أيها الصبيّ التعس الذبيح

هل هكذا تعرب عن العرفان للآلهة؟ بيضاء

بقلوب ملوّنة، تتأرجح من حولك

الأزهار الطويلة، وكلّ الفتيان الآخرين

في الجدول البارد، آنَ يتفتح البنفسج.

2

في سحيق الأزمان لم يكن ثمة زهور

ما خلا أجساد الفتيان، شاحبة، تامّة التصوير.

وهكذا هبطت الآلهة لتأخذ هيئة البشر، الطافحين بالشوق.

وفي الحقل، في غيضة القصب،

صرف أبوللو الحاشية.

3

ومن دم الجرح النازف

قفزت زهرة، شبيهة بالليلكة، أشدّ بهاء

من أرجوان صور.

وكان أن انتحب الإله، ففاضت كآبته الدافقة

على امتداد الأرض.

4

الجمال يفنى؛ وهذا هو منبع

الخلق. خارج حلقة الأشجار

كان في وسع الحاشية أن تصغي

إلى هديل اليمامة ينقل أرياشها

وتعاستها الوليدة معها ــ

توقف أهل الحاشية، وأنصتوا، عبر حفيف القصب.

هل هذا رثاء الآلهة؟

أنصتوا بانتباه شديد. وطيلة برهة وجيزة

كان الحزن يلفّ كلّ نأمة.

5

لا خلود سوى هذا:

البنفسج الأرجواني، متفتحاً في الجدول البارد.

بيد أنّ القلب مسودّ،

واضطرامه ظاهر جليّ.

أم أنه ليس القلب ذاته، هاهنا

بل هي مفردة أخرى؟

وثمة الآن مَن يجثو

لكي يستجمع شتاتها؟

6

لم يكن في وسعهم

البقاء في المنفى إلى الأبد.

ومن خلل الغيضة المؤتلقة

سارع أهل الحاشية إلى الفرار

ونادوا بالأسماء على صحبهم

فعَلَتْ أصواتهم على ضجيج الطير

وعلى أحزان القصب الشريدة.

ولقد صرفوا الليل في بكاء،

لكنّ دموعهم الرائقة

لم تبدّل أياً من ألوان الأرض.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة