23 نوفمبر، 2024 1:32 م
Search
Close this search box.

ظاهرة العنوسة والحضور في المجتمع العراقي

ظاهرة العنوسة والحضور في المجتمع العراقي

العانس: كلمة تطلق على المرأة التي لا تحصل ولا تحظى بفرصة زواج بعد سن الثلاثين من العمر فأكثر، اما الحصورفهو الرجل الذي لا يرغب في الزواج ويتقدم به العمر ايضا .
في العراق كلتا الظاهرتين لهما أسبابهما ومنها السياسات الاقتصادية والعسكرية الرعناء للنظام البائد تقف في مقدمة وراء تفشي بل نشوء هاتين الظاهرتين في مجتمعنا ، لقد اعتمدت سياسة التقشف الاقتصادي قبل التأميم ثم ألحقت بحرب ضروس على مدى 8 سنوات ومن ثم جاء غزو الكويت مما أبعدت الكثير من الشباب في حينها بمجرد التفكير بالزواج للأسباب الأمنية والقلق النفسي من المجهول وقطع الآمال والتأمل للمستقبل ناهيك عن الكثير من الزوجات فقدن أزواجهن وترملن ويتمت أطفالهن نتيجة هذه الحرب البائسة مما ولد هاجس عند الكثير منهن ان تصاب بما أصيبت به  الأخريات من هذه المحنة اوعلى اقل تقدير تخرج هذه الزوجة بزوج معاق تتحمل تبعة خدمته مدى العمر .
ان هذه الأسباب أدت الى تراكم جيل من العوانس والحصورعلى مدى اكثر من عقدين من الزمن ، ونظرا لطفح هذه المشكلة وبروزها في الواقع العراقي وتشخيصها من قبل منظمات دولية فقد حاول المقبورعدي استغلالها لإغراض دعائية على المستوى المحلي والعالمي باقامة حفلات الزواج الجماعي ولكن هذه الاجراءات كانت تستهدف شريحة من المحسوبين على اللجنة الاولمبية ومن صغارالسن .
وقد زاد الطين بلة عندما غزت القوات الامريكية العراق عام 2003 فكان القتل والتخريب وفقدان الامان عامل جديد في المشكلة وسبب اضافي اخر .
ولقد كان التضخم المالي من اكبراسباب مشكلات الراغبين في الزواج فارتفاع ايجار الدورالسكنية بحدود 500% والاثاث والمعدات المنزلية زادت اسعارها اكثر من 300%  اما قطع الاراضي فقد ارتفع سعرها بحيث لا يمكن ان نوضحه بنسبة مئوية فمثلا بعد ان كان سعر قطعة ارض في مكان جيد نصف مليون دينار اصبحت الان تباع بثلاثين مليون دينارهذا في حدود القصبات والاقضية اما مراكزالمحافظات وخاصة المدن المقدسة فالاسعار اكثر من هذا بكثير .
لقد قامت مؤسسات دينية مثل شهيد المحراب بابجاد حلول موضعية لهذه الظاهرة ولكن هذه المعالجات تبقى محدودة ولا تروي العطشان وتشكل نقطعة في بحر نظرا لاتساع وكبرحجم هذه الظاهرة .
اما الحلول فيجب ان تاتي من السلطة المركزية في الدولة وبمساعدة المرجعيات الدينية وعن طريق الوزارات المتخصصة كالبلديات والشباب والرياضة والتجارة والعمل والشؤون الاجتماعية بتوفير قطع الاراضي والاثاث المنزلية وغرف النوم وباسعارمجانية .
وبعد ذلك يصارالى تقيم الظاهرة ولا نعتقد بعد ان تتم هذه المعالجات لا احد يعزف عن الزواج وستنتهي هذه الظاهرة وعلى اقل تقدير إيقاف نموها وتقليل من مخاطرها المستقبلية .
[email protected]
باحث اكاديمي وكاتب عراقي مستقل
www.facebook.com/raji.alawady

أحدث المقالات

أحدث المقالات