17 نوفمبر، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

هل ستكون مظاهرات 31/8 بداية النهاية ؟

هل ستكون مظاهرات 31/8 بداية النهاية ؟

كنت اقول ولازلت اقول ان المظاهرات هي السبيل الوحيد للتخلص من الدكتاتورية في بلدنا المظلوم وهي السبيل الوحيد لتصحيح اخطاء الحكومة الحالية (الكثيرة  جدا) لذلك انا كتبت في وقت سابق وقلت ان اهلنا في الانبار قد ضيعوا الفرصة واضاعوا السلاح الذي كنا نأكد عليه للوقوف بوجه المتسلطين الجدد على الشعب العراقي ولا اريد هنا اخوض في تلك الاخطاء التي ارتكبت في مظاهرات اهلنا في الانبار ولكن فقط للتذكير بها حيث انني اعتقد ان ماحصل يوم السبت 31/8/2013 كان خطوة جبارة في تاريخ الشعب العراقي المظلوم حيث انه لأول مرة يخرج بتظاهرات غير مسيسة وغيرة مدعومة وغير موجه طلبا للتغيير حيث ان كل المظاهرات التي كانت تخرج سواء ضد المحتل او ضد الفساد كانت تتبناها جهة معينة وهي التيار الصدري واما اليوم فان الخروج كان من نوع اخر وكانت الاهداف من نوع اخر ايضا و بنظرة تحليلية مختصرة يمكن ان نصل عدة امور  يمكن قراءتها من خلال  هذه المظاهرات وهي طبعا على قسمين ايجابية وسلبية فأما السلبية  فهي :
1. هناك اخطاء في عنوان المظاهرات حيث كانت اغلب اللافتات مكتوب عليها (الغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانين والرئاسات الثلاث) والحال انه ليس هناك تقاعد انما هناك قانون تم تشريعه في مجلس النواب يعطي للنواب رواتب بعد انتهاء الدورة الانتخابية وليس لدائرة التقاعد العامة علاقة في الموضوع .
2. ان هناك من النواب من هم موظفين اصلا في الدولة العراقية ولديهم خدمة يستحقون عليها الراتب التقاعدي فكيف يتم المطالبة بإلغاء استحقاقهم الطبيعي .
3.  عدم تحديد الجهة التي يطلب منها الغاء الرواتب لأعضاء مجلس النواب حيث ان اغلب التظاهرات والمتظاهرين كانوا يطالبون مجلس النواب  بينما الشيء الصحيح والطبيعي هو ان تكون المطالبة لمجلس الوزراء فهو المسؤول عن اعداد صيغة القانون ورفعه لمجلس النواب .
4. وجود بعض النساء ممن كانت متصدية في الدعوة للخروج بالمظاهرات وقد تكون في اللجنة التنسيقية وغير محتشمة (مشلحة) بينما نحن رغم كل مآسينا نبقى مجتمع محافظ ننظر للشكل قبل المضمون مما اعطى انطباعا سيئا لدى بعض الاوساط خصوصا الدينية والعشائرية .
5. كان بالإمكان التريث في  المظاهرات التي  لم يتم الحصول فيها على الترخيص وخصوصا في بغداد لان السلطات الامنية كانت تتحجج بالوضع الامني فقد كان بالإمكان تفويت الفرصة على هذه السلطات واعطاء موعد محدد غير هذا الموعد والاقتصار المحافظات الاخرى .
واما النقاط الايجابية في هذه المظاهرات فهي :
1. مجرد خروج هذه التظاهرات يعد بحد ذاته ايجابيا وبغض النظر عن  الاخطاء والسلبيات التي رافقتها .
2. استخدامها  لثقافة مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) وبالتالي عدم قدرة السلطات الحكومية والحزب الحاكم في التشويش على الدعاية او محاولة منعها .
3. اختيارها ليوم السبت وهو يوم عطلة عند اغلب المحافظات مما اتيح لشرائح الموظفين وغيرهم من المشاركة فيها وترك يوم الجمعة على الرغم من انه عطلة ولكن كثرة المظاهرات التي تخرج يوم الجمعة في العراق وفي غيره من البلدان افقد الجمعة وقدسية الجمعة هيبتها .
4. التنسيق الجيد بين المحافظات بحيث كان الخروج بوقت واحد والسيطرة والتنظيم كانا واضحين نوعا ما على التظاهرات في اغلب المحافظات .
5. عدم رفع اي صورة او شعار لأي جهة سياسية او دينية بينما كانت الشعارات والصور خاصة فقط بمطالب المتظاهرين .
6. كانت هذه التظاهرات اختبار حقيقي للسلطات الامنية وخصوصا القوات المسلحة وكيفية تعاملها مع ابنائها من الشعب العراقي المظلوم حيث انها كانت تتحجج بالإرهاب وبالمندسين في المظاهرات التي تجري منذ اشهر في المحافظات الغربية واما اليوم فاعتقد ان هذه المظاهرات لا احد يجزم بوجود الارهابي والمغرض بين صفوفها .
7. كانت التظاهرات اختبار حقيقي لوسائل الاعلام خصوصا الفضائيات التي تدعي الحيادية والمهنية والحرص على خدمة ابناء الشعب العراقي حيث كان قسم منها سلبي مئة بالمئة بينما نجدها تسخر كل امكانياتها لنقل لعبة (محيبس) او لنقل  تقرير كامل عن عائلة عراقية يذلونها بحفنة دراهم !
8.  كانت التظاهرات اختبار حقيقي للجهات السياسية التي كانت تطبل لرفض الرواتب التقاعدية للبرلمانيين وتحث اعضائها على التبرع برواتبهم التقاعدية حيث اننا لاحظنا عدم خروج اعضاء تلك الكتل لمساندة ابناء شعبهم فيما يطلبون .
9. كانت رسالة قوية جدا لأعداء الانسانية من الارهابيين الذي يأتوننا من خلف الحدود لقتل كل ماهو جميل في بلادنا حيث قال لهم الشعب العراقي بمظاهراته هذه انه يبقى شعب العلم والعلماء شعب الفكر والمفكرين وشعب البطولة والابطال شعب كلما كثر فيه القتل كلما ازداد تألقا .
10. كانت المظاهرات وهذا الذي انا اعتقده البداية لنهاية الهيمنة والدكتاتورية   والثقافة الصدامية التي سئمها الشعب العراقي ونبذها بعد ما رأى منها الويلات على مر سنين الحكم البعثي الفاشي  حيث اثبتت هذه المظاهرات زيف ادعاءات الحكومة وأبواقها المتملقة في انها الحامي المناصر للديمقراطية والحريات العامة كذلك فانا اعتقد ان هذه التظاهرات لن تنتهي ولن تقف الا بتحقيق اهدافها والتي من ضمنها ايقاف اعطاء رواتب تقاعدية لجهات غير مستحقة لها .

أحدث المقالات