خاص : كتبت – نشوى الحفني :
ما إن أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، إصابته هو وزوجته، “ميلانيا”، بفيروس (كورونا) المستجد، عقب إصابة مستشارته، “هوب هيكس”، وانطلقت التساؤلات والتكهنات حول تأثير هذا الخبر على الانتخابات الأميركية المقرر إنعقادها يوم 3 تشرين ثاني/نوفمبر القادم، وخاصة أن الإصابة بفيروس (كورونا) ستمنع “ترامب” من استكمال حملته الانتخابية بشكل طبيعي.
خطة الخلافة..
صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية، ذكرت أمس الأول الجمعة، أن إصابة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بفيروس (كورونا) أثارت احتمال أن يصبح عاجزًا أو يموت خلال ولايته الرئاسية إذا ساءت حالته الصحية.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أنه في حين أن هذه النتيجة لا تزال غير مرجحة إلى حد كبير، وقلة في “واشنطن” كانوا على استعداد لمناقشتها عندما تم الإعلان عن معاناة “ترامب” من أعراض خفيفة لـ (كورونا)، لكن الدستور الأميركي والكونغرس وضعا منذ فترة طويلة خطة للخلافة لضمان حماية الأمة من الصراع الداخلي عندما لا يستطيع الرئيس المنتخب أداء مهامه.
وأوضحت (نيويورك تايمز) أنه وفقًا للدستور يتولى نائب الرئيس مهام الرئاسة في حالة وفاة الرئيس، ويمكنه تولي مهام الرئاسة بشكل مؤقت إذا أصبح الرئيس عاجزًا، لافتة إلى أن فحص (كورونا) الذي أجراه نائب الرئيس الأميركي، “مايك بنس”، (61 عامًا)، جاءت نتيجته سلبية.
ونوهت الصحيفة إلى أن مواقف أخرى تصبح أكثر تعقيدًا بكثير ويحيط بها خلاف قانوني حول ما يجب فعله، إذا لم يتمكن الرئيس من ممارسة واجباته ورفض التنازل عنها، أو فاز في الانتخابات ولكنه لا يستطيع تولي مهام منصبه، أو في حالة أن يكون الرئيس ونائبه عاجزان.
وأشارت الصحيفة إلى أن قانون الخلافة الرئاسية، الصادر في عام 1947، بعد وفاة الرئيس “فرانكلين روزفلت”، في عام 1945، والذي تم تعديله مرة أخرى في عام 2006، ينص على أن يتولى رئيس مجلس النواب مهام الرئيس في حال عجز الرئيس ونائبه، يليه الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ، ثم أعضاء الحكومة بدءًا من وزير الخارجية.
تفويض الصلاحيات للنواب..
ولفتت (نيويورك تايمز) إلى أنه بموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور، والذي يوضح الإعاقة الرئاسية وخلافة الرئيس، يمكن للرؤساء تفويض الصلاحيات طواعية لنوابهم إذا أصيبوا بمرض خطير أو باتوا غير قادرين على أداء واجباتهم.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا أصيب “ترامب” بمرض خطير، يمكنه تقديم رسائل إلى رئيس مجلس النواب والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ يقول فيها إنه: “غير قادر على أداء واجبات منصبه”، لنقل صلاحياته إلى “بنس” ليتولى مهامه بالنيابة، ويمكن لـ”ترامب” استعادة سلطاته الكاملة عندما يتعافى.
ولفتت (نيويورك تايمز) إلى تصريحات “جود دير”، المتحدث باسم البيت الأبيض، الذي أكد أن الرئيس سيمارس مهامه بالكامل، ولا يوجد أي نقل للسلطة.
نقلت السلطة 3 مرات فقط في تاريخ أميركا..
وذكرت الصحيفة بأنه منذ المصادقة على التعديل الخامس والعشرين للدستور عام 1967، حدث نقل للسطة من الرئيس الأميركي إلى نائبه ثلاث مرات فقط، لمدة قصيرة للغاية، الأولى كانت في عام 1985، عندما تم تخدير الرئيس، “رونالد ريغان”، لإجراء عملية جراحية بالقولون، حيث منح سلطاته لنائب الرئيس، “جورج بوش”، لمدة ثماني ساعات تقريبًا. وكذلك في عامي 2002 و2007، نقل الرئيس، “جورج دبليو بوش”، سلطاته مؤقتًا إلى نائب الرئيس، “ديك تشيني”، أثناء إجراءه منظار بالقولون.
وتشير (نيويورك تايمز) إلى أن التعديل الخامس والعشرون يسمح بالعزل القسري للرئيس، بما في ذلك إذا كان مريضًا جدًا بحيث لا يمكنه نقل سلطاته أو يرفض القيام بذلك، حيث يمنح التعديل نائب الرئيس، الذي يعمل جنبًا إلى جنب مع الوزراء أو مجموعة معينة من قبل الكونغرس، صلاحيات التدخل.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا قررت أغلبية، أي من المجموعتين، وأبلغت مجلسي النواب والشيوخ أن الرئيس “غير قادر على أداء سلطات وواجبات منصبه، فإن نائب الرئيس سيتولى على الفور صلاحيات وواجبات المنصب كرئيس بالنيابة”.
ولفتت (نيويورك تايمز) إلى أن بعض الفقهاء الدستوريين شككوا حول ما إذا كان رئيس مجلس النواب والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ مؤهلين للتدخل بشأن منصب الرئيس، بحجة أن واضعي الصياغة يقصدون فقط مسؤولي السلطة التنفيذية.
قد يحدث صراع..
من جهته؛ حذر “جاك غولدسميث”، الأستاذ بكلية الحقوق بجامعة “هارفارد”، من أن الخلاف الذي يبدو غامضًا قد يتسبب في صدام، فمن الممكن، على سبيل المثال، أن يحدث صراع بين رئيسة مجلس النواب، “نانسي بيلوسي”، ووزير الخارجية، “مايك بومبيو”، على الرئاسة.
وتابع: “هذه كلها سيناريوهات مروعة لأن هذه النقاط من القانون الدستوري لم يتم اختبارها مطلقًا”.
بينما، قال “نورمان جيه أورنستين”، الباحث في معهد “أميركان إنتربرايز”، إن الوضع يمكن أن يؤدي بسهولة إلى مطالبات بالسلطة الرئاسية بين كبير موظفي البيت الأبيض أو وزير الخارجية أو شخصيات أخرى.
معتبرة الصحيفة أن السؤال سيصبح أكثر تعقيدًا إذا فاز “ترامب” في الانتخابات الرئاسية، ولكن لم يتمكن من تولي مهام منصبه، مشيرة إلى أن بعض الولايات وليس جميعها تلزم كبار الناخبين بالتصويت (في المجمع الانتخابي) للمرشح الرئاسي الذى يفوز بالولاية، ولكن حتى معظم الولايات التي لديها قوانين ملزمة للناخبين لا تذكر ما يمكن أن يحدث في حالة وفاة مرشح أو عدم قدرته على تولي مهام منصبه.
ورجحت الصحيفة الأميركية أن يتم حل تلك المسألة من قِبل الكونغرس، الذي يصادق على نتائج تصويت المجمع الانتخابي، أو ينتهي الأمر في المحاكم.
سيستفيد من التعاطف الشعبي..
تعقيبًا على ذلك، قال “ربيع غصن”، الباحث في العلاقات الدولية، إن: “إصابة الرئيس الأميركي بـ (كوفيد-19) تؤثر بالطبع على مسار السباق الانتخابي نظرًا لضرورة تغيبه طوال فترة العلاج عن المناظرات التليفزيونية مع منافسه، جو بايدن، واستكمال زياراته للولايات الأميركية كما هو متعارف عليه قبل كل انتخابات، لكن على جانب آخر ربما يستفيد ترامب جدًا من التعاطف الشعبي الواضح حاليًا تجاه إصابته “.
وتابع “غصن” قائلًا: “إن الشعب الأميركي يتأثر جدًا بالإعلام ولا شك أن حملة ترامب الانتخابية سوف تستغل هذا العارض إعلاميًا لمصلحتها، فضلًا عن أن ترامب معروف بأنه رجل المفاجآت ومن ثم كثير من التوقعات تذهب لإعلانه الشفاء من كورونا خلال أيام واستكمال السباق الإنتخابي”.