19 ديسمبر، 2024 1:03 ص

كيف قضوا على انتفاضة تشرين ب(حيلة المنقذ) وضحكوا على الناس!

كيف قضوا على انتفاضة تشرين ب(حيلة المنقذ) وضحكوا على الناس!

كاد شباب تشرين باصرارهم العام الماضي ان يقضوا على النظام السياسي (العبثي الفاسد) المختطِف للبلد لمصلحة عصابة ، وتبعية لايران وامريكا ودول جوار اخرى بنسب اقل . كانت الانتفاضة قد حققت خطوات عظيمة تحصل لاول مرة منذ دخول امريكا ، وكاد الضغط سلميا ان يؤتي ثماره وكنا والعالم من حولنا يتابع تقهقر سياسيي الصدفة يوما بعد يوم ، بعد ان سيطر رجال التحرير وتوسعوا وبنوا لهم مركزا قياديا ثابتا في المطعم التركي ، ومقالاتنا وغيرنا ارّخت ذلك بالتفصيل في وقته .
ولكن ايران المستثمرة بكل اوراقها في العصابة الموالية في العراق والتي كادت تستسلم سلميا ، (وهكذا كان سير الامور ومنطقها ) عضت باسنانها وقمعت وقتلت بايدي عمالها هنا ، ولكن الانتفاضة امتدت ، النجف ، الناصرية ، البصرة وهكذا ، وبدا ان الامور ستتجه الى الحل العراقي التقليدي الاخير (السحل) .
وكان الشباب المساكين ينظرون الى العالم ودعمه ، وتعاطف البعض ، وكاد ان يدعم لسوء سمعة ايران بين الاقطار . وهنا تدخلت امريكا (الماكر الاكبر) بثوب المساندة ، ومن هذه اللحظة بدأ التراجع الدراماتيكي للانتفاضة وبدأ القضاء الفعلي عليها يلوح في الافق ويؤتي ثماره ، صنعت امريكا (بحنكة شيوخ مجلس الامن القومي لديها) مالم تستطع ايران ان تفكر فيه ، فأمريكا يهمها بقاء هذا النظام اكثر من ايران ،!
نعم ، فايران دولة توسعية دينية تخبطية قياسا لامريكا ، وغباء الستراتيجيين الايرانيين قياسا للامريكان كبير جدا في عالم السياسة الدولية ، ليس الجيش والمؤسسات الايرانية الا ميليشيات وقرارات ارتجالية يقودها شيخ هرم بثوب الدين قياسا للجيش والمخابرات الامريكية التي تحكم وتخرب العالم منذ قرن ومَن وراءها من الحكومات الخفية وغاياتها .
وضعت امريكا الخطة الطارئة سريعا وماكان على ايران الا ان توافق “جبرا وتكتيكا” وهي تتلقى ضربات خفيفة من امريكا (للتذكير كقرصة اذن) سليماني وماشابه.
فبالنسبة لايران هذا افضل من ضياع كل شيء ، لنتوافق على المرشح (المنقذ) للطرفين اليوم لان وضع امريكا المدني الجماهيري اقوى ، وقد غلبناهم في جولة المالكي ضد علاوي الفائز يوما ، عندما كان التوجه الديني المذهبي الطائفي أقوى وفعلا نفذت الخطة على عجل لسحب البساط والزخم “شرعيا” من تحت اقدام المنتفضين وضُحك على ممثليهم بسهولة لقلة خبرة الجميع وطيب نواياهم (ونبهنا في وقتها وحذرنا) ولكن كان الامر بيد ثلة من المندفعين والمحللين (حلوين الكلام عديمي المكر) .
جيء باعلامي كان يراس المخابرات (ايضا كدمية) وهو لايفهم في المخابرات اي شيء ، كما انه لايفهم في الاعلام كما تبين لاحقا ، وكان في المخابرات فقط لولاءه ولسهولة شراءه وكان عينا (جاسوسا) لامريكا فقط ، هذا كان دوره ، ولذا فعلى طول فترة وظيفته كانت ايران وفصائلها يديرون البلد وهو يرفع تقارير فقط ويسهر معهم للتسلية .
وافقت ايران مجبرة ومناورة لئلا يضيع منها كل الجمل بما حمل ، وهذا كان ورقة الربح الامريكية والتي تعرف بدورها انها اذا اصرت على مرشح اخر اكثر مصداقية او بعدا عن ايران فستندلع حرب شوارع طرفاها عراقيان وسيخسر الطرفان الامريكي والايراني الوزة التي تبيض ذهبا . فورا اوعزت ايران لعبد المهدي بالاستقالة مع ضمانات لسلامته وحمل الاموال المتبقية له ولرفاقه في الكابينة السابقة بعد ان حوّل قبلها كل الخزينة الى ايران ، وسمح لها في ترتيبات قبل التسليم ادخال اسلحة اخرى وصواريخ وزعت في اماكن متعددة من العراق فوق الارض وتحت الارض وفي المراقد والقبور للحاجة المستقبلية ، وحرق العراق على من فيه اذا استعصت الامور ونكثت امريكا بخطة التقاسم الجديد .
جيء بالاعلامي الفاشل والمخابراتي الجاسوس ليلعب دور (رئيس الوزراء النصّاب) ، واشتغل فورا بترقيعات شكلية سخّروا لها جيوش الكترونية ، واستغلوا معها موضوع كورونا افضل استغلال وحصروا من تبقى معاندا من المتظاهرين في بيوتهم ، وبلبلوا البلد بشبح الموت ، والباقين صفّتهم ايران قتلا بالتعاون السري بطريقة غض البصر من امريكا ودميتها الجديد (مشتت الغريباوي ) . واسبغ عليه لقب الكاظمي ونجحت الخطة نجاحا باهرا الى حد قبل اسبوع ، بمساعدة كثير من المثقفين الذين اشتغلوا مطبلين دون قصد ومجانا ، بينما اتفق مع اعلاميين وقنوات منهم اصدقاء لنا وقد تغيروا فجاة بالمال والاغراء ، وبعضهم باقناعه بخدعة الاصلاح وهم في الاغلب ليسوا على ذكاء او خبرة كافية ليفهموا اللعبة .
وهكذا سارت الامور بمجيء الغريباوي واضفاء صفة الكارزما (النشاز) القادمة بعد الضياع واضفاء امريكا عليه صفة الفارس المصلح ، واضفاء ايران عليه صفة الخصم العنيد غير التابع ،ومسكه بكم فاسد صغير ثم افلاتهم من الباب الخلفي وارسال حصصصهم الى ابناءهم في الخارج وترك الفاسدين الحقيقيين الى جواره يفاوضهم على الانتخابات الجديدة ، والتضحية برواتب رفحاء بعد ان اثروا وبنوا استثمارات ، والتي قال انه وبسبب رفحاء ومسك الفاسدين دخلت الخزينة اموال كثيرة ، ولكن بعد حين قال ان هذه الاموال اختفت وليس لدينا رواتب موظفين ، واعطاء جائزة لممثل قام بدور ضحية متظاهر من تشرين وترك قتلته و..و
كل هذا كان حيلة بسيطة وغير مكلفة وناجحة في تهدئة الناس والضحك على بعضهم وتاميل بعضهم الاخر ، والالتفاف على الانتفاضة (وهذا هو الاهم ) ليعبر لصوص امريكا وايران الى برّ الامان وكسب مزيد من الوقت تتوشل فيه تماما اموال العراق وطاقاته وعلومه
وكل هذا نجح ، وخدَعت امريكا ايران ، وخدَعَنا الاثنان ، ونصب علينا (الألعبان) ، وضاعت الفرصة الذهبية للانتفاضة التشرينية ادراج الرياح .
لكني مازلت ارى ان سحلهم الى (اخرهم واسوأهم ) الذي خدع الناس وحمى النظام الفاسد واوقفه على اقدامه مرة اخرى ،،قريب .
والله المدبر