فـي سـبعينيات القـرن الماضي كنـا نقرأ في الصحف والمجلات العراقية والعربيـة المتداولة آنـذاك ، ان التقدم العلمي والتقني وخوارق الاقمار الصناعيـة وفاعليتها وقـدرتها على الرصـد والتحري والاسـتقصـاء ، فـقـد نشـرت احـدى المجلات العربيـة الرصينـة ترجمة عن احـدى الصحـف الامريكيـة تحقيقـاً مصـورا عن التطور والمدى الخارق الذي بلغتـه العلوم والتكنلوجيا والذي استخدمته المخابرات الامريكية و ( عـيونـها ) المبثوثة فـي الفضـاء والمعلقـة فـي سـقف السـماء ، فــقـد اسـتطاع قمـر من تلك الاقـمار الـتـقـاط مجمـوعـة صـور لرجـل بــدوي يـسير في الـصحــــراء ، واســتطاع الخـبراء ومحلـلوا الصور من التعـرف على عمـر الرجل التقريبي ولون بشـرتـه ، كما عـرفوا جنسـيتـه وعـمله والبضـاعـة التي كـان حملهـا على الجمال التي كانت مـعه .
ذلك كله تـم من خـلال عـدة معـطيـات أفـرزتهـا الصور من خـلال طـريقـة مـشـيه وحجم كفـه وحركة عضلاتـه وطريقـة مشـيه ……. الخ ولكـي يضيـف التـحـقيـق الصحفي الدهشـة لدى القـاريء المتلقي ، فقـد أظهـرت الصور ذراع الرجـل وفيـها الوشـم ولون شــعره ، ولـم يكـتـفـوا بـهـذا القـدر ، فـقد أمـضـوا بإثـارة القـاريء ، فــاظـهروا جـرحـا ملتئمـاً فـي فـخـذه الايمـن ، قـدر المختصون والمحللون عمـر الجرح وعمـقـه ونـوع الآلـة الجارحـة التي أحـدثـته ، كـــل ذلك عـبر سـيناريـو متـكامـل لصور الرجل باحجام مختلفـة .. للرجـل فـي نقـطة بالصحراء ، ثـــــــم بحجـم الطير .. ثم بحجم الطفل .. ثـم بحجــمه الطبيعي ، ثم بحجـمه مكبراً لعـدة مرات … كـــل هــذا والرجـل يـسـير في الصحراء مـطـمئـــناً ومعتقـداً انـه الوحيــد في هـذه الصحـراء .. وبـعيـداً عن عـيـون الناس ، وبـعـيـداً عن لسـان النـاس والمـتـطـفـلين !!
لـنـتـفـق اذن .. ان هـذا الـعالم الذي نعيـش فـيـه لا أسـرار فيه نهـائيـاً ، اللهـم الا السـذج والاغـبـيـاء ، هــذا الذي ذكـرته لم يـكـن ابن هــذا اليـوم وانمــا كان قبـل نـصـف قــرن من الزمــن .. ولنـتصـور مـدى التـقـدم العلمـي والتكنولوجـي الذي حـدث خـلال هـذه الفتـرة .
ومـن هـنـا نـقـول .. أفـلا تسـتـطيع امريكــا بامكاناتهــا التكنولوجيه مـعـرفــة تـحركـات الاشــخاص والاســلحـة الـتي تصـول وتجـول سـواء فـي الصحــراء والقادمـة من دول الجــوار او تلك التي تتحرك في العاصمة بغـداد لضــرب مـقتربات سـفارتها في بغـداد او الاماكن الاخــــر من اجــل تـزويــد الجهــات المختصـة العـراقيــة بالمعلومــات من اجـل معالجـة تلك الاهـداف قبـل ان تقوم بعملياتها الارهابيـة . ؟
الـدول الكــبرى تعـرف تماماً متى تسـتـعر النــار ومتـــى تـنطـفيء …. ولحـديـثـنـا ( ربـاط حــچـي ) .. هـو متـى سـينتهـي (( مسـلسـل )) داعــش والمسلسل الـجـديــد الـذي أخـذ يحـرج الحكومــة العــراقيــة باسـتـهـداف المطـارات والسفارات ؟! …
ولرب سائـل يسـأل ويقـول ، كيـف تسـتطيع الاقمـار الصناعيــة كشــف الامـور التي ذكرتهــا وهي التي عـجـزت عن كشـف مـنفذي هجوم 11 أيلول عام 2001 .. وداخل امريكا .. فهـل تعطلت اجهزتهـا التكنولوجية في ذلك اليوم ؟ أقـول ربمـا .. وسـتكشـف الايام والتــــاريـــخ ذلك .. الشــعب العـراقي يـريــد مسـلسل جـديـد وســيناريـو يسـوده الحـب والوئـام ..