18 ديسمبر، 2024 11:43 م

السعادة هدف… وغاية الحياة

السعادة هدف… وغاية الحياة

يبدو أنَّ هذا المفهوم البسيط الغير قابل للكثير من التفسير مَحطْ جدل واسع ،، فبِمُجرّد أن تتلفظ بكلمة سعادة تشعُر بالبَهجة والإستمتاع ولكن غالبية الناس لديهم إِختلاف بمفهوم هذه الكلمة ، حيث تعدّتْ مفاهيمها شتى المجالات سواءً كانت الدينية أو عِلْم النفس أو الفلسفة كذلك آراء الناس وتفسيراتهم .
السعادة هي بين أيدينا وقريبة مِنَّا ولكن هي تبحث عن من يستحقها فتذهب إليه حيث حقق الكاتب الأسترالي أندرو ماثيوز أرباحاً خيالية بعد تأليفه كتاب (كُنْ سعيداً) وهو من الكُتب الأكثر مبيعاً حول العالم ، إحتمال لأنه أختار العنوان الصحيح وهو هدف البشرية الحقيقي أو رُبما لكمية الظُلم والبؤس والشقاء الموجودة على كوكبنا وقسوة وصعوبة الحياة جَعلَ الناس من جُلَّ إهتماماتِها البحث عن السعادة !! هُناك العديد من الدراسات الأكاديمية التي أُجريت بخصوص أكثر الدول تحقيقاً للسعادة وتشير أغلب هذه الدراسات إلى أن أصحاب التحصيل العلمي هُم الأَسعَدْ كما هو الحال في الدين الإسلامي ومُحكم كتابه الكريم حيث أنَّ من أولى آياته التي نزلتْ هي (إقرأ) ،، وبالوقت نفسه هناك العديد مَنْ لا يُجيدون القراءة والكتابة وحققوا نجاحات كبيرة تُحسَبْ لهم وإن لازمتهم عُقدة نقص التعليم .
كُل البشر تَمُرّ عليهم أوقات عصيبة و شائِكة بكل تفاصيلها كفقدان قريب أو البحث والتنقيب عن فرصة عمل أو الإصابة بِمرض خطير وهو الأهم أو هموم الغربة التي لا تنتهي … إلخ من صِراعات الحياة ،، ولكن إن أَستَطَعتْ القُدرة على مواجهة كُل هذه الصِعاب والتحديات فهذه السعادة المَرجُّوة .
هُناك بعض الأساليب البسيطة التي نمتلكها تُزيد من هرمون ومُؤشر السعادة بداخلنا يمكننا القيام بها ولكننا نتناساها في بعض الأحيان ،، ككلمات العِرفان والإمتنان التي نرسلها أو نتلقّاها كما في اللهجة البغدادية ( أغاتي ، عيوني ، ممنونك آني ، فدوة لعُمرك ، وأهمها هي كلمة شُكراً ) ،، عِشْ اللحظة التي أنتَ بها بعيداً عن أي ذكرى قاسية أليمة كما يقول الكاتب الفرنسي أندريه جييد لا شيء يمنع السعادة كذكرى السعادة ، بالنسبة لي عندما أذهب لمدينة الملاهي (الألعاب) بِرِفقة عائلتي أتسابق وأركض قبل أولادي مُطبِقاً مفهوم عِشْ اللحظة ،، التفكير بالقضايا الإيجابية و نشر ثقافة التسامح والإعتذار ،، تأمُّل المناظر الطبيعية الخَلّابة حولنا و الجلوس أمام البحر ،، مضى فصل الربيع بنسماته العذِبة وأتى فصل الصيف الحار إستنشاق نسماته يُشعِرَنا بسعادة ،، وقتٍ تقضيه بِرِفقة العائلة أو مع صديق تحتسي معه فنجان القهوة ،، إبتَسِمْ و أصبِرْ .
كُل مِنَّا يرى المواضيع من زاوية نظره فالبعضْ يرى السعادة بِوُفرة المال والآخر يراها بالشُهرة والتألُق والنجاح و آخر بالزواج من حبيبته والحُب والأُسرة ،،، أعتقد أنَّ السعادة تأتي عن طريق الرِضا و القناعة بِمَا مُتوفر لديك من أدوات والثقة الكاملة بنفسك و كيفية تطوير أدواتك والثقة المُطلقة بِرَب العِباد ، (ولا يوجد شخص يكترِثْ لأجلك كونك حزيناً فَكُنْ سعيداً) وكما يقول المثل الشائِع القَرين بالمُقارِن يقترنْ أي مُمكن أن تكون السعادة عدوى وتنتقل بين الأفراد حيث أُلاحظ الناس السُعداء ينجذبون لبعضِهم البعض ، وعندما يكون مؤشر السعادة مُرتفع لدينا لا نرغب بتعكير صفوِنا ومِزاجِنا حتى لو جمعتنا الصُدفة مع شخصِاً أساءَ لنا فسنتعامل معه بإيجابية .
يقول الأديب طٰه حسين عن السعادة هي ذلكَ الإحساس الغريب الذي يُراوِدنا حينما تَشغِلنا ظُروف الحياة عن أن نكون أشقياء .
أنتَ قَرِّر … وأسعِدْ نفسك سَتُسعِدْ مَنْ حولك .