17 نوفمبر، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

قد يکون مخاض التغيير

قد يکون مخاض التغيير

قيل الکثير عن الاوضاع غير العادية في إيران من جراء 4 عقود من جراء حکم نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والاثار والتداعيات السلبية التي ترکتها على مختلف شرائح الشعب الايراني حيث وصل الامر ليس الى حد بيع أعضاء الجسد من أجل مواجهة الظروف الصعبة والتغلب عليها للبقاء حيا بل والى حد أن تقوم عوائل ببيع فلذات أکبادها بأسعار بخسة من أجل أن تعيش.
هذا النظام الذي واجه ثلاثة إنتفاضات شعبية عارمة ويواجه وبصورة مستمرة تحرکات إحتجاجية وأنشطة معارضة في سائر أرجاء إيران ويعلم علم اليقين بأن الشعب يرفضه ويکرهه، فإنه وفي ظل العزلة الدولية الخانقة التي يواجهها لايهتم بشئ کما يهتم بقضية ضمان بقائه وإستمراره والعمل على درأ کافة الاخطار المحدقة به، ومن دون شك فإن مسعى النظام هذا ليس بذلك الامر السهل والممکن خصوصا مع تزايد الرفض والکراهية الشعبية وتفاقم الاوضاع ووصولها الى حد لايمکن أن يطاق، وقد أجاد السيد مسعود رجوي، زعيم المقاومة الايرانية الوصف في رسالته الاخيرة وهو يشرح هذه الحالة بصورة دقيقة وملفتة للنظر عندما قال:”هذا نظام إستثمر لعبة الموت من أجل جعل الاطاحة به بعيدة المنال بالنسبة لنا. لکن المتمردين لايقبلون بالبرد والصمت، ينتفضون ويفتحون الطريق أمام الانتفاضة. لقد قلنا بأنه علينا أن نقاتل مائة مرة أکثر ونستعيد إيران ويجب نغير کل موت الى إنتفاضة وسقوط للنظام”، وقد يرى البعض هذا الکلام ذو طابع حماسي ويتساءل عن الذي يربط بينه وبين الاوضاع الجارية في إيران، ولکن قطعا هناك حالة ترابط إستثنائية، أما لماذا؟ فإن الجوب لأنه الى جانب إن الشعب الايراني الذي إنتفض لثلاثة مرات بوجه هذا النظام بصورة جعلت العالم کله ينتظر سقوط النظام وإنهياره، فإنه مصر على إستمرارية تحرکاته الاحتجاجية التي يتخوف منها النظام کثيرا خصوصا وإنها تتزايد بصورة غير عادية حتى باتت تقلق النظام وتدفع قادته للتخوف من إمکانية إندلاع إنتفاضة عارمة بوجهه، ولاسيما وإن الانتفاضات السابقة بوجه النظام وبشکل خاص الاخيرتين قد جاءتا بعد تزايد الانتفاضات وإن الاجواء الحالية في إيران تدل کلها بصورة أو أخرى على ذلك. من هنا، فإن النظام الذي يستثمر لعبة الموت من خلال حملات الاعدامات وسياسة الحديد والنار المتبعة ضد الشعب على أمل أن يتسبب ذلك في ثني الشعب عن الانتفاضة والثورة بوجهه، ولکن هيهات أن يصبح عامل الظلم والقمع والجور المفرط سببا للبقاء والاستمرار وإکتساب الحصانة من الشعب، إذ کلما زاد النظام في قمعه وجوره زاد الشعب الايراني من نضاله ضد النظام وضاعف من تحرکاته ونشاطاته الاحتجاجية، ولذلك ليس ببعيد أبدا أن تکون الاوضاع الحالية في إيران مخاض للتغيير إذ أن کل العوامل والظروف اللازمة لذلك متوفرة على أفضل مايکون.

أحدث المقالات