أيّ رئيسٍ من هذه الرئاسات بمقدوره محاسبة او مساءلة الرئيسين الآخرين , وخصوصاً أنّ رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لا يمتلك ايّ سلطةٍ على اعضاء البرلمان , وسيّما أنّ رؤساء الكتل النيابية الذين يمثلون احزابهم داخل مجلس النواب , هم اكثر تأثيراً وثُقلاً ونفوذا من الحلبوسي .
لا زالت تتفاعل وبمضاعفات زيارة رئيس البرلمان الى المفاجئة الى الكويت في منتصف هذا الشهر , وبالرغم ممّا قيل عن سبب الزيارة هو لبحث الأموال المخصصة لإعمار العراق , والذي انعقد في شهر شباط لسنة 2018 في الكويت بعنوان ” مؤتمر المانحين ” , لكنّ عضو لجنة الأقتصاد النيابية في مجلس النواب العراقي السيد رياض التميمي , بأنّ لجنته لم تكن على علمٍ بزيارة السيد الحلبوسي , وأنّ الأخير لم يصطحب معه رئيس لجنة الأستثمار ولا اعضاء اللجنة المالية في البرلمان . وبالصددِ هذا ومن دون أن نتساءل لماذا تذكّر واستذكار ذلك المؤتمر السابق في هذا الوقت بالذات , ولماذا لم يصطحب الحلبوسي معه وزير الخارجية او ممثلاً عنها , وكذلك الأمر عن وزارة المالية , ولا حتى ممثلين عن رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية بغية تشكيل قوة دفع للوفد العراقي المرافق الى الكويت , وايضاً من غير المعروف وغير المعلن اذا ما كان السيد الكاظمي والسيد برهم صالح على علمٍ مسبق بتلك الزيارة .! , ولعلّ الأنكى أنْ لم يجرِ ايّ اعلانٍ برلمانيٍ رسميٍ عن نتائج تلك الزيارة , سواءً سلباً او ايجابياً , ولماذا التكتّم عن ذلك .! , لكنّ الأشدّ خطورةً من كلّ ذلك هو انطلاق تظاهرات في بعض المحافظات الجنوبية تتّهم الحلبوسي بمساومةٍ ما وتقديم تنازلاتٍ للكويت بما يتعلّق بميناء الفاو الكبير ! وقد حملَ المتظاهرون بوستراتٍ وصورٍ كبيرة الحجم وغير لائقةٍ ومهينةٍ بحقّ الحلبوسي < ونترفّع عن اعادة نشرها , ونتحفّظ عليها ايضاً > متّهمةً إياه بعقدِ صفقةٍ مشبوهةٍ ومشينة بما يتعلق بميناء الفاو , وفي الحقيقة فلا نعرف مديات امتلاك ناشطي تلك التظاهرات عن هذه المعلومة .! , وقد انتشر كلّ ذلك بوسائل التواصل الأجتماعي وغير الأجتماعي .!
الى ذلك , فما يُلفت النظر في الإعلام , والذي لم يجرِ التطرّق له في وسائل الإعلام حينها , فبعد ترشيح وتنصيب الحلبوسي رئيساً للبرلمان في منتصف ايلول – سيبتمبر لعام 2018 , فبعدَ ايّامٍ قلائلٍ أقلّ من 7 من جلوسه على كرسي رئاسة مجلس النواب , فسيادته قامَ بزيارةٍ مفاجئة الى الكويت .! ولم يجرِ معرفة اسبابها ودواعيها وما افرزته , ولا سيّما أنّ العلاقات بين العراق والكويت تحكمها الإعتبارات السياسية والدبلوماسية وليست البرلمانية .! وذلك ما أثار في حينها سلسلةً من علائم الإبهام والإستفهام المقلوبة , والتي تجاوزتها وسائل الإعلام العراقية المتنوعة , او لم تلتفت اليها جرّاء الغباء الإعلامي المفرط .!
نضطرّ للإعتراف بأنّ زيارة محمد الحلبوسي غير الواضحة الى الكويت , سوف يجري تجاوزها , وكأنها لم تحدث .! ودونما تبنٍّ معلن .! لصحّة ما تفور وتغلي التظاهرات بأتّهامه في الضلوع بهذه التهمة الشنيعة .! , وإنّ المرحلة الحالية الساخنة بين الولايات المتحدة والجهات التي تمارس قصف ” الكاتيوشات ” على محيط السفارة الأمريكية في بغداد والقواعد الجوية ذات العلاقة , فأنها تساعد على تجاوز هذا التجاوز .!