19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

الامام الحسن ثاني الائمة وخامس الخلفاء الراشدون

الامام الحسن ثاني الائمة وخامس الخلفاء الراشدون

هو والحسين سبطا رسول الله وريحانتاه ابنا علي ابن ابي طالب ومن فداه بنفسه يوم خرج خائفا يترقب مهاجرا مكة الى المدينـــة والذي أختا ره اخا حين آخى بين المهاجرين والانصار وابنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين من الاولين والأخرين هما سيدا شباب أهل الجنة. كان اشبه الناس برسول الله خلقا وخلقا وهو عليه السلام من اجود بني هاشم بعد ابيه اذ شاطر ماله وطلق الدنيا مرارا وحج خمسا وعشرين حجة, هو الحسن المجتبى ثاني الائمة وخامس الخلفاء الراشدون.
من المتعارف عليه ان الخلافة بعد الرسول الامين محمد (ص) شملت اربعة خلفاء هم على التوالي(ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب) رضي الله عنهم ولكن الواقع يبين ان الحسن المجتبى عليه السلام هو خليفة اذ تعتبر الفترة الزمنية التي تولى فيها الخلافة امتدادا للخلافة الراشدية بكل نهجها وهذا ما تؤكده شواهد التاريخ.
من خطبة له عليه السلام: أيها الناس من عرفني فأنا الذي يعرف, ومن لم يعرفني ,فأنا الحسن بن علي بن (ص),وجدي محمد بن عبد الله نبي الرحمة, أنا ابن البشير ,أنا ابن النذير, أنا ابن السراج المنير, آنا ابن من بعث الى الانس والجن اجمعين .
بايعه المسلمون اختيارا منهم دون اكراه او اجبار كأبيه الامام علي عليه السلام. فتسنم عليه السلام الخلافة في ظروف عصفت بها الاحداث وكثر فيها الاختلاف وكانت الساحة الاسلامية في العراق كما يبينها فاضل الفراتي في كتاب ( المعاهدة بين الامام الحسن عليه السلام ومعاوية) منقسمة إلى ما يلي:
اتباع ومحبي علي وأهل بيته بإخلاص ودوافع قرآنية وعقلانية.
الكارهون لعلي وعثمان وهم الخوارج.
عوام الناس الذين اختزلوا في وعيهم مجموعة ثارات من صفين والجمل والنهروان ومنهم من يحارب من اجل المطامع ومنهم من يحارب تحت تأثير الجو العام ومنهم من يحارب عاطفيا مع الحسن عليه السلام .
وها هو الحسن عليه السلام يصف تركيبة وروحية جيشه قائلا لهم:
((وكنتم في مسيركم إلى صفين ودينكم امام دنياكم واصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم وانتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون عليه وقتيل بالنهروان تطلبون بثأره فأما الباقي فخاذل وأما الباكي فثائر)).
اذن واجه الامام الحسن عليه السلام في فترة خلافته القصيرة عدوين لدودين هما انقسام الجيش وتخليه عن الايمان الحقيقي للدفاع عن العقيدة على الساحة الداخلية ومؤامرات معاوية والدس من خلال شراء النفوس والذمم بالمال والجوائز .
يذكر الدنيوري أن الحسن عليه السلام لما انتهى الى ساباط رأى من اصحابه فشلا وتوكلا عن الحرب فقال لهم: ((أيها الناس اني قد اصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة واني ناظر لكم كنظري لنفسي وارى رأيا فلا تردوا عليَّ رأي َّإن الذي تكرهون من الجماعة أفضل مما تحبون من الفرقة )) فلما سمع اصحابه ذلك نظر بعضهم الى بعض فقال من كان معه ممن يرى رأيَّ الخوارج كفر الحسن كما كفر ابوه من قبل فشدَّ عليه نفر منهم فانتزعوا مصلاه من تحته وانتهبوا ثيابه .والنص بوضح بأن الامام اراد بكلمة من يرى رأي الخوارج ,لان الخوارج اثروا بأفكارهم المضلة الكثير من المغفلين الذين خذلوا الامام عليه السلام وكمن للأمام رجل يرى رأيهم فطعنه في فخذه. من هذا يتضح ان معاوية استطاع ان يحرك الخوارج ضد الامام اذ ان الذي خذله وشدَّ عليه وسرق َّمتاعه وقال عنه مذل المؤمنين هم اولئك وممن يرى رأيهم وأما شيعة الامام الحقيقين فقد وقفوا موقفا مشرفا في الدفاع عن الحق.
لذا نجده قد اختار الهدنة وهو عزيز واجراء المعاهدة التي أمل ان تحقق الامن للناس وتحقن الدماء اذ خشي الامام والحال هذه خيانة تسلمه اسيرا الى معاوية فيخلي الاخير سبيله ويجعلها يدا بيضاء الى كل الهاشميين ويغسل عن نفسه عار أنه طليق بن طليق كما صرَّح الامام بهذه الخاطرة :
((والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني اليه سليما والله لئن اسالمه وأنا عزيز أحب اليَّ من أن يقتلني وأنا اسير أو يمنَ علي فتكون سبة على بني هاشم الى آخر الدهر ولمعاوية لايزال يمن بها هو وعقبه على الحي منا والميت )) .
لذلك كان لابد للأمام من قبول المعاهدة لتكون حماية الاسلام ومصالح وحدة الامة.
اما اهم بنود المعاهدة فهي:
تسليم الأمر الى معاوية على ان يعمل بكتاب الله وسنة رسوله.
أن يكون الأمر للحسن من بعد معاوية فأن حدث بالحسن حدث فلآمر لأخيه الحسين وليس لمعاوية ان يعهد به إلى أحد.
3- ترك سب أمير المؤمنين عليه السلام والأمان لشيعة أهل البيت.
استثناء ما في بيت مال الكوفة.
ن الناس آمنون حيث كانوا من ارض الله وان لا يستتبع معاوية أحدا بما مضى وان لا يأخذ أهل العراق بإحنة.
هذه هي بنود المعاهدة ,والمعاهدة أيا كانت تعني وجوب الالتزام بها وتنفيذها فأن الله هو الشاهد و الحكم والالتزام الديني والاخلاقي يحتمان على الانسان وجوب تنفيذ ما عاهد الله والاخرين عليه ولكن هل معاوية نفذ هذه البنود ….كلا فهو لم يعمل بكتاب الله وسنة نبيه بل عمل وجاهد في العمل من اجل تحقيق سلطته وتوطيد دعائم دولته وامتداد سطوته لا يراعي في سبيل ذلك حلالا او حرام وبهذا مهد لخلافة ولده يزيد وجعل الخلافة ملكا عضوض ولم يروعوي في ملاحقة و قتل المناوئين ومرج العذراء خير شاهد بل هو من اغرى جعدة بنت الاشعث زوج الحسن عليه السلام بدس السم للأمام الذي قضى شهيدا ومضى سعيدا ثاني الائمة وخامس الخلفاء الراشدون.