قالتها مراراً حتى بح صوتها بعد ان صم اصحاب القرار آذانهم منعاً للاصلاح الذي قد يزيحهم عن عروشهم الخاوية التي استحوذوا عليها بالتزوير والترغيب والترهيب لتنتفض المرجعية الرشيدة متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاتي وتقول كلمتها الفصل في بيانها الذي صدر عقب لقائها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت والذي تضمن خطوات واضحة لرسم معالم العملية السياسية المستقبلية بعد مسلسلات القتل والجور والجوع والحرمان والموت المجاني والتسويف والمماطلة من قبل الكتل السياسية المهيمنة على قرارات البرلمان في اقرار الاصلاحات التي مازالت تراوح مكانها وبحجج واهية الغاية منها المحافظة على مكاسبها ومغانمها التي جمعتها من الست الحرام ، فجاء بيان المرجعية ليوجه رسالة صريحة لجميع الكتل السياسية مفادها انها لم ترفع يدها عن الواقع العراقي والشأن السياسي الراهن، فهي مازالت وستبقى صمام أمان للعراق وشعبه ، ولكن ياترى هل ستعي تلك الكتل الدرس وترجع الى رشدها لانها بكل تأكيد ان لم تستجب هذه المرة فستفقد مصداقيتها وبالتالي ستتكشف عوراتها التي لايسترها إلا الاذعان والالتزام التام بفحوى هذا البيان والا .. فلات حين مندم …!!!
ان بيان مرحعية النجف بمثابة عقد اجتماعي لقادم الايام حيث انها رسمت ملامح واضحة لطريق الاصلاحات التي ينبغي على رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ان يسير بخطوات واثقة نحوها وان يعمل بكل قوة ولايجامل ولايهاب اي احد لتطبيقها ، فقد لخص مكتب السيد السيستاني موقفه من الأوضاع السياسية الراهنة، ومنها عدم تأخير الانتخابات وفرض هيبة الدولة ومنع التدخلات الخارجية وفتح ملفات الفساد الكبرى والكشف عن المتورطين في عمليات القتل والاغتيال منذ بدء الاحتجاجات في تشرين الأول الماضي ، وهذه التوصيات تعد منهاج عمل للحكومة للمضي في تنفيذها وهي بالفعل قد بدأت بذلك لكننا نطمح ان نرى حيتان الفساد خلف القضبان وليس صغار الفاسدين فهؤلاء مجرد ادوات تسير وفق مخططاتهم كما آن الاوان لكشف المتورطين بسفك دماء الابرياء وكشف عمليات الاغتيال ومن يقف ورائها لان مايجري اليوم من خطوات اصلاحية مازالت خجولة ولاترتقي لمستوى الدعم الذي اعلنته المرجعية للحكومة في تنفيذ خطواتها الاصلاحية والتي تحمل من اجلها الشعب الثمن الباهض لذلك فقد حان وقت الافعال وترك الاقوال …؟؟؟
تعودنا على ماتطلقه اغلب الكتل السياسية من تصريحات عقب كل خطبة جمعة او بيان يصدر عن مكتب المرجعية ، لانها دائما ماتتسابق لاطلاق بياناتها التي لاتخلو من عبارة ” تمثل خارطة طريق واجبة الاتباع” فيما يتسابق المتحدثين بأسم تلك الكتل للتعبير عن مواقفهم المؤيدة وبشدة لما جاء فيها ، لكن هذا في ظاهرها اما باطنها فتراها تماطل وتقاتل من اجل تسويفها وبحجج واهية فهي على ارض الواقع تعمل عكس تلك التوجهات ولدينا العديد من الشواهد الحية على ذلك ومنها قانون الانتخابات الذي دعت اليه المرجعية منذ انطلاق تظاهرات تشرين الذي مازال كالكرة التي يتقاذفها اعضاء البرلمان فيما بينهم ، ولكن اليوم حان وقت الحساب فالمرجعية التي حددت مسار الاصلاحات هي الآن تترقب خطوات السيد الكاظمي الذي نتمنى ان تنال الوعود الكثيرة التي أطلقها حصتها الاكبر في مشروعه القادم وان يضع في حسبانه ” مو كل مرّة تسلم الجرّة “…!!!