الموظف الجديد زميل عمل ام عدو دائم……
عندما باشرت لجين في اول يوم عمل لها في احدى المؤسسات الحكومية وجدت جميع زملاء العمل قد تجاهلوها واللطيف فيهم القى التحية فقط واصبحوا يتجنبونها وكأنها مرض معدي واستمر هذا الحال لعدة اسابيع كانت تعود الى المنزل تذرف الدموع لم يكن رئيسها في العمل يكلفها بعمل تقوم به ولم يكن احد من زملائها يحدثها وكأنها غير موجودة وفي اخر المطاف شرح لها زميل في العمل ان المدير قد طلب من الجميع عدم محادثتها لجعلها تترك العمل من تلقاء نفسها خوفاً ان تأخذ مكانه لانها اعلى منه شهادة فقد كانت تحمل الدكتوراه بينما هو يحمل شهادة البكلوريوس وكذلك كان يزرع الخوف في نفوس زملائها منها ماذا لو تولت هي المنصب كيف يكون حالهم.
ان هذا النوع من التعامل مع الموظف يسمى بالتنمر الوظيفي Workplace bullying ويقصد به توجيه سلوك سيئ من الفرد او الجماعات نحو الموظف بشكل متكرر وبدون وجه حق وهذا يخلف اثاراً سلبية على الصحة والسلامة النفسية ونركز هنا على التكرار مما يعني أن حادثة واحدة من السلوك لا تعتبر تنمراً. ومصطلح التنمر في العمل ظهر لاول مرة بشكل رسمي عام ١٩٩٢ في كتاب لأندريا آدمز بعنوان “التنمر في العمل كيف نواجهه ونتغلب عليه” وهذا النوع من التنمر يأخذ اشكال عدة فقد يكون تنمر لفظي او غير لفظي كالتنمر النفسي والجسدي باستخدام العنف والاعتداء الجسدي وكذلك الاذلال والاشاعات وفي معظم الحالات اللذين يقومون بالتنمر هم من الرجال اما بشكل علني او سري ولا ننكر ان هناك من النساء من تكون متنمرة كما تظهر الإحصائية التي قام بها Keashly في جامعة Wayne عام ٢٠٠٠ ان موظف واحد من بين 10,000 موظف يكون ضحية للعنف في العمل فهذا يعني ان هناك واحداً من بين كل ستة موظفين يواجهون التنمر في أماكن عملهم في حين توصل Dunn عام ٢٠٠٠ ايضاً إلى نسبة أعلى وهي أن واحداً من بين كل خمسة عاملين تعرضوا للتنمر في اماكن عملهم اما Dedyna عام ٢٠٠٨ فقد توصلت الى ان واحداً من بين كل ثلاثة عاملين قد تعرضوا للتنمر المباشر في مكان العمل وغالباً مايأخد الموظف الجديد حصة الأسد منها وفي دراسة Namie عام ٢٠٠٣ وجدت ان ضحايا المتنمرون غالباً مايميلون ان يكون لديهم سمات إيجابية يعجب بها الآخرون كأن يكونوا اصحاب اخلاقيات مهنية مهذبة ويميلون الى مساعدة الآخرين وذوي طاقة ايجابية وروح تنافسية كما أنهم غالباً ما يكونون ذوي تعليم عالي وبنسبة ٦٣٪ ذو شهادات جامعية متوسطة و ٢٩٪ خريجوا شهادات مهنية.
وتتعدد الأسباب التي تجعل المتنمرون يسلكون هذه الطريقة ومنها كي ينظر لهم على أنهم اشخاص أقوياء او مميزون وبحاجة الى السيطرة على الآخرين او من أجل لفت الإنتباه او فقدان الثقة بالنفس او لربما بدافع الغيرة والحسد وخوفهم من قيام الضحية بعملهم بصورة أفضل منهم مما ينمي هذا الشعور لديهم ويؤدي بهم إلى التنمر.
وللتنمر الوظيفي العديد من المخاطر على الصحة النفسية والجسدية للموظف وهنا نذكر بعض منها:
• الضيق ، القلق ، نوبات الهلع أو اضطراب النوم.
• مرض جسدي ، مثل التوتر العضلي والصداع ومشاكل الجهاز الهضمي.
• زيادة التوتر في العمل مما يؤدي الى تدني الكفاءة المهنية.
• فقدان احترام الذات وشعور الضحية بالاستصغار والوحدة.
• تدهور العلاقات مع الزملاء والأسرة والأصدقاء.
•تراجع الروح المعنوية وغياب روح العمل الجماعي.
٠ اكتئاب الموظف وزيادة رغبته بترك العمل.
• زيادة خطر التفكر بالانتحار.
لذا نقول لكل ضحية متنمر سواء موظف جديد او قديم احسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها عزز ثقتك بنفسك واعتمد على قوتك وذكائك وحذارك من السكوت لانه يشجعه ليتمادى اكثر فأكثر وواجهه بشكل صريح وعلني فالمواجهة تعرفه حجمه وتجعله تحت الضغط الشديد لأن المتنمر في مكان العمل غالباً مايكون ضحية للتنمر في الماضي لذا يلجئ الى المبادرة بالهجوم لحماية نفسه.