مع مبادرة الولايات المتحدة الامريکية الى إعادة فرض العقوبات الدولية على النظام الايراني مع التأکيد على إنه ستکون هناك أيضا إجراءات إضافية أخرى بنفس السياق، والتشديد على إن الولايات المتحدة ستتابع الموضوع وحذرت دول العالم من عدم التقيد بها، فقد جاء رد النظام الايراني على لسان الرئيس حسن روحاني محذرا من إنه:” إذا أرادت الولايات المتحدة ممارسة التنمر وإعادة العقوبات على إيران عمليا، فإن رد إيران سيكون حاسما”، لکن الذي يمکن ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار هو إن النظام الايراني قد دأب دائما على إطلاق هکذا تصريحات بل وحتى أعنف منها ولکن من دون أن تقوم بتنفيذ أي منها!
المواقف الاوربية والروسية والصينية من الاجراء الامريکي الصارم بإعادة فرض العقوبات، ليست جميعها في خطها العام مواقف يمکن ترجمتها عمليا بما ينفع النظام الايراني والاخير يعلم هذه الحقيقة جيدا، ومع ماقد تناقلته التقارير الخبرية المٶکدة عن إجتياح وباء کورونا لإيران بصورة إستثنائية وهو مايٶکد ويثبت مصداقية التقارير التي نقلتها منظمة مجاهدي خلق بخصوص إنتشار الوباء في سائر أرجاء إيران وعجز النظام عن مواجهته، بالاضافة الى أن الاحتجاجات الداخلية مستمرة في ظل تردي الاوضاع المختلفة وتصاعد الصراع بين الجناحين وبروز دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الاوضاع في إيران في داخل وخارج إيران، فإن النظام الايراني ليس في وضع وموقف يساعده على أن يکون في مستوى تهديد کالذي أطلقه روحاني، وهذا يعني بأن هذا النظام سيظل أسير اسلوب العنتريات الفارغة في مواجهته التحديات والتهديدات الاستثنائية التي تواجهه.
اعادة فرض العقوبات الامريکية التي يمکن وصفها بأنها أقوى وأقسى عقوبات من نوعها على هذا النظام وهي قد أسدلت الستار على 4 عقود من سياسة الاسترضاء والمسايرة الامريکية مع هذا النظام والذي يلفت النظر إن النظام الايراني وفي ظل إنکسار شوکته داخليا وتزايد عزلته خارجيا وصعود نجم مجاهدي خلق والنظر إليها کبديل منتظر للنظام، فإن النظام الايراني وکرد فعل على الولايات المتحدة ومواقفها الصارمة، حيث تقوم بالتسويق له سياسيا وإعلاميا، هو إن النظام يعول کثيرا على عدم إنتخاب ترامب ويبشر لذلك، لکن ذلك لايقلل من حجم المخاوف التي تزايد في الاوساط الحاکمة في طهران لأن الظروف والاوضاع وعلى مختلف المستويات والاصعدة ليست في صالح النظام الايراني کما إن مشاعر الرفض والکراهية ضده ليست تتزايد في داخل إيران وحدها بل وإنها تجتاح بلدان المنطقة وحتى صارت دول في العالم کألمانيا مثلا يرى شعبها بأن هذا النظام أسوأ نظام في العالم، ولکن ومع تزايد تلك المخاوف فليس هناك ماتقوم به طهران لمواجهة التحديات والتهديدات سوى الانتظار السلبي الذي إنعکس وينعکس عليها سلبا!