يعد الكذب والصدق نتاجاً للتربية المغروسة في العقل الباطن واللاشعور عند الانسان , وتعد آفة اجتماعية بغيضة تكره صاحبها للناس وتقلل من قدره , فكثيراً ما تقترن السياسة بالكذب , وكأنهما توأمان لا ينفصلان ولا وجود للسياسة بدون الكذب , وصناعة الكذب في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية المرئية والمسموعة أصبحت في أيامنا هذه تجارة رائجة تدر أموالاً طائلة وتحقق اهدافا مخطط لها مسبقا , واحيانا تضفي طابعاً شعبياً مقيتا على مطلقيها باعتباره فن من فنون العصر حتى باتوا يتباهون به في مجالسهم الخاصة .
فهناك من يكذب من أجل مصلحة شخصية , أو الخلاص من مشكلة , أو تقارب بين شخصين متخاصمين , وكثيراً ما نسمع بالكذب الابيض , لكن الغريب في الامر أن تسمع الكذب مع سبق الاصرار والترصد وعلى لسان من يقف على قمة الهرم الاداري في الدولة , ويتبارى في فنون الكذب مع مخاصميه دون حياء .
لكن بعد أحداث السادس عشر من اكتوبر من عام 2017 وما تبعتها من إجراءات تعسفية ذات النظرة الشوفينية المقيتة و خلال التعامل مع اقليم كوردستان العراق حيث تم إطلاق العديد من الوعود على شاشات التلفازمن قبل ارفع المسؤولين بالدولة العراقية لكسب ودالشعب واستمالة نبض الشارع العراقي من ناحية ولشق وحدة الصف الكوردي وبث الفرقة بين الكتل السياسية من ناحية اخرى ,علماً لم يتحقق من تلك الوعود قيد أنملة سوى الانتظار الممل , اضافة الى ما لها من تأثيرات سلبية على نفسية المواطن البسيط والذي قد يبني عليها آمالاً كبيرة لتحقيق ما يربو اليه والتي خططها في ذهنه وصولا ً الى الغاية المنشودة لبناء مستقبل عائلته , وكما يقال في المثل الدارج ( يفوتك من الكذاب صدق كثير ) , فلا أعتقد يصدق الكذاب حتى مع نفسه وان كان صادقا , وهل من المصلحة السياسية الاختلاف في تنفيذ الوعود ؟ نعم إنها تصب في مصلحتهم الخاصة ضاربين المصلحة العامة عرض الحائط متناسين انهم خدام الشعب ومن اجل ذلك تم انتخابهم , حيث يقول الساسة اكذب اكذب حتى يصدقك الناس , وما الكذب والسياسة الا وجهان لعملة واحدة .
هل نحن أمام شخصيات سياسية يتنافسون على الكذب لدخول موسوعة غينيس ؟
أم صفة الكذب تجري في عروقهم ؟ وأي شعب نحن نصدق كل ما نسمعه من مراهقي سياسي الصدفة في هذا العصر .
الا تعلمون بأن حبل الكذب قصير يا سادة يا سياسيين ؟ وبأي وجه تقابلون جمهوركم وشعبكم الذي أوصلكم الى هذا المقام وبأصوات الناخبين الذين انتخبوكم , الم تفكروا بخط الرجعة الى ناخبيكم في الانتخابات القادمة , فلو اجرينا استبياناً عن الساسة والكذب في العراق , لحصلنا على أكذب شخصية سياسية في تاريخ العراق السياسي المعاصر بامتياز وبلا منافس يذكر …..