26 نوفمبر، 2024 8:01 م
Search
Close this search box.

متى تقع الحرب في الجزر الثلاث

متى تقع الحرب في الجزر الثلاث

بدأ القلق يساور الايرانيين من وراء الاتفاق الاماراتي البحريني الاسرائيلي ، وراح السؤال يطرح نفسه ماذا وراء الاتفاق؟
وهل المنطقة ستشهد حربا ً في الجزر الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وابو موسى ؟
ماذا لو وقعت الامارات معاهدة دفاع مشترك مع اسرائيل ، وصعَّدت مع إيران، وهي فرصة ربما تنتظرها تل ابيب ، هل ستكون البداية لحرب جديدة بين اسرائيل وايران ، وهل حدة التصريحات الايرانية ستوقف التفكير بمعاهدة دفاع مشترك بين الامارات واسرائيل ، وهل ستهدد المعاهدة فيما اذا وقعت الامن القومي الايراني ؟.
اسئلة افرزتها حالة التوتر والتشنج في المنطقة وارتفاع وتيرة التصريحات لكلا الطرفين .
ردة الفعل الايرانية كانت واضحة لكنها مشوبة بالقلق والتوجس من المستقبل ، لذا كانت تصريحات رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء باقري عنيفة ولا تخلو من الانفعال، حينما قال : تعاملنا مع الإمارات سيتغير وقواتنا المسلحة ستنظر إليها من منظار جديد وإذا ما حصلت أية حادثة في مياه الخليج ستتحمل الإمارات العواقب،
وراح يرسل الرسائل التحذيرية محملاً الإمارات مسؤولية أي استهداف للامن القومي الايراني .
واذا ما نظرنا الى بيان الحرس الثوري الايراني للبحرين الذي حمل تهديداً مباشراً اذا قال : ( على حاكم البحرين أن ينتظر الانتقام الشديد من مجاهدي القدس والشعب المسلم والغيور لهذا البلد) .
لرأينا اللهجة مع الامارات مختلفة، تخفي بين طياتها تحذيراً شديد اللهجة لا تهديداً كما هو حال بيان الحرس الثوري للبحرين . وحتى الجهة التي صدر منها التصريح الاول فكانت هيئة الاركان وهي قوة عسكرية نظامية اما الثانية فهي قوات رديفة ثورية ، وهنا لابد من التفريق بين التهديد والتحذير وكذلك الجهة .
التوجس الإيراني لم يأتي من فراغ بل جاء على خلفية تاريخ طويل من المطالبات الاماراتية باسترجاع الجزر .
بدأ النزاع حول هذه الجزر في العام 1904عندما رفعت إيران علمها على الجزر واعترضت بريطانيا على رفع العلم باعتبارها الدولة المستعمرة للامارات ، فانزلت العلم ورلجعت ايران و طالبت بالجزر عام 1923 ، و 1963 واستمر هذا النزاع حتى قيام دولة الامارات عام 1971 ولا يزال.
فقد احتلتها إيران في العام 1971 بعيد الانسحاب البريطاني من الخليج عام 1968 كما تقول الامارات ، في حين تدعي ايران ان تابعيتها لايران قبل ان ظهور دولة الامارات ، لكن الوثائق البريطانية تقول كان يسكنها. عرب من امارة رأس الخيمة والشارقةً.
تؤكد ايران ان هناك مذكرات تفاهم وقعت بين الشاه وحاكم الشارقة بشأن جزيرة ابي موسى ، لكن الامارات تقول ان هذه المذكرة وقعت بالاكراه ولم تتنازل الشارقة عن الجزيرة .
وبقي السجال مستمراً ًوالحال كما هو عليه .
وعلى الرغم من المساحة الصغيرة لهذه الجزر لكن اهميتها تكمن في موقعها الاستراتيجي فهي تؤدي الى الممر الضيق الذي يؤدي الى مضيق هرمز، وان معظم صادرات الخليج النفطية و واردته غير النفطية تمر عبر هذا المضيق ، بالاصافة الى ان عدداً من حقول النفط والغاز البحرية تقع على مقربة من الجزر الثلاث، مما يعطي هذه الجزر أهمية استثنائية بالنسبة إلى أي قوة تسعى إلى حماية الملاحة البحرية والحقول البحرية في هذه المنطقة أو مهاجمتهما· كما تعتبر إيران ان هذه الجزر قضية امن قومي بحت وليست محل نقاش .
من هنا نفهم ردة الفعل الايرانية العنيفة ضد التقارب الاماراتي الاسرائيلي.
ولم تكن بنفس القوة تجاه البحرين ، رغم ان البحرين فيها الاسطول الخامس الامريكي .
وبالعودة للسؤال ( هل ستهدد المعاهدة لو حدثت الامن القومي الايراني؟ )
الجواب : ان اخطر ما في التقارب الاماراتي الاسرائيلي هو التعاون العسكري والامني ، وهو ما تسعى اليه اسرائيل للوصول الى مياه الخليج ومواجهة عدوها الذي يريد ازالتها من الوجود إيران ، وهي فرصة ومصلحة مشتركة بين الطرفين اذ ان الامارات تريد استرجاع الجزر واسرائيل تريد ان تتخلص من وجع رأس دائم . لذا توقيع معاهدة الدفاع المشترك واحدة من أهم مخرجات التقارب بينهما .
لكن هذه الخطوة لن تكون سهلة ، وربما ستكون مجازفة كبيرة ، فبقدر ما ستكون الامارات محمية ستكون معرضة لخطر التدمير الكلي ، فكل دولة الامارات تحت مرمى البندقية الايرانية وليست المدفعية ، ناهيك عما ستؤول له الاحداث ان وقعت من خراب وخسائر مادية لا تعوض.
لكني بنفس الوقت يجب ان اذكر عقلانية الامارتيين وحرصهم على عدم التصعيد، فالرسالة الاخيرة التي بعثتها الامارات تعكس ذلك تقول فيها ان لا نية لدى الامارات بالتصعيد وان العلاقة مع اسرائيل ليست موجه ضد احد ودعت الايرانيين للحوار في النقاط الملتبسة .
هذه بحد ذاتها مؤشر جيد ولكنه غير كافٍ .
لان اسرائيل لا تخفي نيتها في ضرب إيران وإضعافها.
ناهيك عن ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول استخبارات في الشرق الاوسط قوله ( أنه بعد انفجار في مجمع نطنز لتخصيب الوقود النووي، الذي ربما يكون قد عرقل تقدّم إيران نحو إنتاج رأس نووي لأشهر، إن إسرائيل تقف وراء هذا الهجوم.
وأوضحت المجلة أن هذه العمليات يمكن أن تتصاعد إلى حرب شاملة؛ فالخطة الإسرائيلية هي إثارة رد فعل إيراني، يمكن أن يتحوّل إلى تصعيد عسكري، طالما ترامب في منصبه.
وقد تقع المواجهة ونشهد حرباً بين الطرفين اذا ما شعر ترامب بخسارته في الانتخابات القادمة
فالرئيس ترامب يلوح بتأجيل الانتخابات الرئاسية فيما اذا حدثت الحرب . فهل سيفعلها ترامب وهل سيَقْدِمُ نتينياهو على مثل هذه الخطوة ؟ وهل ستسمح الامارات بفعلٍ كهذا ؟
لا اعتقد ذلك ولكن في عالم مجنون سيكون كل شيء جائز .

أحدث المقالات