أشد مايؤذي النفس الإنسانية ان تثق بأحد ومن ثم تظهر الحقائق انه يعمل بالضد مما كنت تأمل منه , ومن الكوارث ان يتحول رجل الدولة البولسية الذي يعتاش بالمجان على حساب المثقفين والفقراء والكادحين والشرفاء , الى رجل السياسية اللصوصية ويتخندق بأسم الطائفية والمناطقية والقومية , من كان ينهش قوت الجياع وأدات الدولة الدمومية القمعية , أن يصبح أدات لأمتصاص الأموال للبنوك الخارجية والعقارات في الدول الأجنبية ويتفنن في الإحتيال , ان يترك المحرومين ومن عبد دروب الحرية , بعيد عن دائرة المسؤولية والإهتمام . تفاصيل مجريات أحداث لا توصف الاّ بالمخادعة والخيانة والجاسوسية وتطبيق للمأرب الخارجية , قادة البلد منذ ان عرف العراق من سيء الى أسوء , بسياسات عشوائية تنطوي على تحقيق الذات وتعويض عقدة النقص والإحتماء بالعشيرة والعائلة والحاشية , يمتهنون مواطنيها في طبيقة افترضوا فيها نظرة الاستعلاء والأستكبار وحب التبيعة والخضوع والولاء المطلق للمواطن دون سؤال على ما يفعلون , معتقدين ضالين مٌضللين بأن الحياة لا تقوم الاّ بهم وإنهم البديل عن الدولة بل إنهم الدولة كلها , لا يملكون من الحقائق شيء الاّ كلام الاعلام والتسقط لهذا والسير على اكتاف ذاك , وكثرة وجودها في الاعلام لم يعطيها الاّ اكثر سلبية لمواقفها الماضية والحالية , شعب كان حطب لحروب عبثية وىأفعال أنتهازية , أصبح سلم للتسلق بأسم الديموقراطية , تقتطع أقواله المطالبة بحقوقها , وإعد له الخطابات المسبقة بالتمويه وتمرير المشاريع لغايات في نفوس مريضة لا ترى الاّ نفسها ، تحاط بمقربين تسمع فيها صدى صوتها , أستهانة بالمجتمع والمثقفين والكفاءات وأصحاب التجارب والمضحين , وشعب يلوك الضيم بين حنايا جسمه النحيل من ويلات عذابات السنين , شعبيتهم تتلاشى بمرور الأيام لا يمكن اصلاحها بسياسة الكذب والمخداعة والوعود التي عادة ما تطلق كلما قربت من الانتخابات او خوض المعارك سابقاً او تبرير الأزمة بالأزمة الاكبر, وتحويل المشكلة الى عقدة , المشكلة ليست بغياب الشخوص انما غياب التشخيص , ووجود الخطوط وغياب التخطيط ,والهروب لتدارك الواقع السيء وتراجع الشعبية والفشل السياسي والأمني والخدمي والأقتصادي , سياسة تقوم على على المنع حد الفاقة وتقطيرها بالتدريج بشكل ,هبات ,مكرمات وعطايا , وخيرات المواطن تسرق من تحت الأقدام يعطى الفتات منها بمنة وتفضل , وهزائم المعارك انتصارات بأسم تفويت الفرصة على العدو وإنه لم يصل لغاياته , وأيّ غاية اسمى من دماء الأبرياء ! بعد ان إستنزفت الدماء وقطعت أشلاء الأطفال , ووعود لا يمكن تحقيقها حتى أصبح الظهور الاعلامي والأبواق سلبية للقناعة إن الكذب وسيلة الضعفاء لتمرير نواياهم , التوقيات كانت تسبق الكوارث واليوم تسبق الأنتخابات , جميع هذه الأمور إعلامية وحبر على ورق ولاتعدوا كونها حلول ترقيعية مجتزئة , و إذا ماحصل بعضها من وعود , فإنها لا تعدو ان تكون دعايات انتخابية وهبات يراد منها التأثير على نفسية الناخب العراقي البسيط , وتسجيلها بأسماء إشخاص بديل عن الدولة , وتعويض فشل ادارة الدولة بالشعارات ومزيد من الأزمات والإنجازات الشكلية , والواقع يقول ان أغلب ساسة البولسية تحولوا بالولاءات الى ساسة اللصوصية , ويبقى المواطن ينتظر متى يحصل على موطيء قدم له في موطنه كي يشعر بالإنتماء الى ترابه , وكيف يستطيع ان يتزع حقوقه من بين ركام الخديعة والمماطلة والتسويف .