قد يكون الفنان مبدع في حياته من خلال اعماله .و في جميع مجالات الفن سواء كان الفن التشكيلي ام المسرحي ام المجالات الاخرى من الفن .فنجد هنا خلود اعمال الفنان حتى بعد رحيله .فتبقى تلك الاعمال خالدة على مر العصور .فنجد الاعمال التشكيلية ذات حضور فعال في المعارض و المهرجانات الفنية حتى بعد رحيل الفنان .فها هو نصب الحرية الذي شيده الفنان الراحل (جواد سليم) تعد هي صرح حضاري في ربوع ساحة التحرير في بغداد .و ها هي اعمال اخرى كثيرة منها نصب الشهيد الذي شٌيدَ من قبل المهندس المعماري (سامان احمد كمال) لتكون خالدة في التاريخ كونه يرمز الى تخليد شهداء الحرب العراقية الايرانية .وكذلك نصب الجندي المجهول والذي يمثل صرح حضاري والذي انشئ منذ عام 1959 ولا يزال شامخاً حتى الان رغم محاولات عدة بإزالة هذا النصب .وهناك ابراج عالمية منها برج بيزا المائل الذي شيد عام 1173 على يد بونانو بيزانو .والذي كان ومازال يعد صرح حضاري على مر العصور .اما عالم الفن الغنائي فيعد هذا العالم كثير الابداعات والتي خلدت اعمالاً لها صدى واسع في الحياة و على مر الاجيال .فها هي كوكب الشرق (ام كلثوم) سيدة الشاشة العربية تهل علينا في كل وقت وحين بصوتها الرنان والشجي والباقي حتى الزوال .وكذلك العندليب الاسمر (عبد الحليم حافظ) و الذي تكاد تكون حنجرته تريح كل قلب مهموم و تهدئ الاعصاب .و كذلك الفنانين الاخرين كفريد الاطرش و محمد عبد الوهاب و فنانين اخرين ان لم يذكروا فهم خالدون في اعمالهم الفنية .اما في جانب الفن التمثيلي فيعد هو الاخر ذو مزايا عديدة في خلود اعمال الفنان حتى بعد رحيله .فنجد كثيراً من المسلسلات التلفزيونية و المسرحيات و الافلام لها صدى واسع في حياة المرء لما لها من اهمية بالغة في تجسيد الفنان للدور بشكل رائع و ملحوظ في جميع الاجيال فتراها خالدة على مر الاجيال .فتجد اعمالاً فنية لاتزال موجودة بعد اكثر من 50 عاماً والتي لا زالت خالدة الى يومنا هذا .فنجد الاعمال الدرامية القديمة متصدرة في البث سواء كانت العراقية ام المصرية ام الخليجية .و ننوه هنا الى خلق روح المنافسة في المتابعة فتارة تجد الاعمال العراقية فمن منا لا يذكر المسلسل العراقي (تحت موس الحلاق) والذي ابدع الفنان الراحل (سليم البصري) في اداء دوره بنجاح و التي لا تزال عالقةً في عقول الكثيرين وغيرها من الاعمال منها مسلسل (النسر و عيون المدينة ) و الذي جسد وجود رد فعل قوي من الشارع العراقي لما لها من جودة في اختيار الشخصيات لاسيما الفنان الراحل (خليل شوقي) والراحل (طعمة التميمي) وتارة تجد الاعمال المصرية التي اخذت دوراً واسعاً في جميع بقاع العالم .و هنا الامثلة كثيرة على ذكر هذه المسلسلات منها اعمال الفنان الراحل (نور الشريف) في عدة اعمال منها المسلسلات التلفزيونية منها (لن اعيش في جلباب ابي) و (عائلة الحاج متولي) و غيرها الكثير و الذي حملت عدت تجارب اجتماعية ناجحة للمجتمع العربي و الدولي في تحقيق اساليب التعاون المجتمعي . و اما الدراما الخليجية فعملت هي الاخرى على ادخال عامل السعادة الى جميع شعوب العالم من خلال بث البرامج التعليمية و لا سيما في فترة الثمانينات .حيث تجد برنامج (افتح يا سمسم ) متصدر سلسلة البرامج التعليمية والتي كانت الصدى الفعال لمؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي .والذي مثل صدى واسع في عالم الطفولة من بث برامج التوعية و التعليم للأطفال .و ادت الى خلق صدى واسع في الساحة الفنية سواء كانت على المستوى العربي او العالمي .و بالعودة الى الدراما التلفزيونية تجد هناك وجود حالة جميلة و هي اعادة بث تلك الاعمال بين الحين و الاخر .فتجد عمل الفنان حاضراً في نفوس المشاهدين .حيث تجد المتعة في المشاهدة رغم تكرار الاحداث في الاعمال الفنية ولا سيما المسلسلات التلفزيونية و الاعمال الدرامية المتنوعة من افلام و مسرحيات .فنجدها تمثل اطلالة ممتعة على المشاهد في كل الاوقات . و ننوه هنا وجود فئة من المذيعين العراقيين لهم بصمة واضحة في الاعلام العراقي . فمن منا لم يعرف شيخ الاعلاميين الاستاذ (نهاد نجيب) و الذي كان ومازالَ يمثل تاريخا حافل بالإنجازات التي تميز الاعلام العراقي .فقد بدأ منذ عام 1964 و الى يومنا هذا و عمل على الصعيدين المحلي والعربي من حضور مؤتمرات في عدة دول منها جمهورية مصر العربية .واستمرَ عطائه الى يومنا هذا .ومن منا لم يذكر الاعلامي الراحل (كامل الدباغ) مقدم برنامج (العلمُ للجميع) والذي كان يعرض على شاشة تلفزيون العراق .والذي كان يعرض على شكل حلقات اسبوعية من عام 1960 الى عام 1994 و كان برنامجاً مولع بالمعلومات و الثقافة العامة .حتى رحليه في عام 2000 .و لعل صدى برنامج (الرياضة في اسبوع) لا يزال على كل مسمع من الجماهير الرياضية منذ عدة سنين .و كان شيخ المعلقين (مؤيد البدري) صاحب حنجرة ذهبية في الشاشة .بحيث يشد الملايين من الجمهور الى متابعة تعليقه للمباريات و البرامج التلفزيونية .ونأمل اليوم على اعادة هذه الذكريات الى الاجيال الحالية من اجل تدوين كل هذه السلسلة من الافكار و العمل على اعادة تلك الاعمال لتبقى خالدة على مر العصور .بعيدا عن الافكار الالكترونية الحالية لا سيما عند الاطفال متمثلة بالألعاب الالكترونية كالعاب الحرب و لعبة البوبجي التي اصبحت شائعة حتى عند الكبار .فلنبقى محافظين على مبادئنا الاصيلة وتراثنا الجميل خدمة للصالح العام .