شارك حياتك العائلية الاخرين واربح الملايين, انشر تفاصيل يومك ,كل شئ, لاتخبئ شئ, حتى شجارك مع المدام , حتى وانتم ترمون الصحون على بعض وتتبادلان الشتائم وكلما كانت الاحداث واقعية وتلقائية كلما ارتفعت نسبة المشاهدات على يوتوب وهي مشاهدات لم تحصل عليها حتى الافلام التي رصدت لها ملايين الدولارات واخرجها كبار مخرجي السينما وصورت باحدث تقنيات الكاميرات الرقمية وغير الرقمية. ثمة هوس بالدخول والتلصص على حياة الاخرين, مشاهدة مايجري وراء الجدران الأربعه لبشر مثلنا يعيشون على هذه الارض وليس لقادمين من كوكب زحل.
اصبت بالغثيان وانا ارى الدقائق الاولى من فيديو نشر على يوتوب , يعرض فيه بطل الفيلم وبطلة الفيلم زوجة البطل تفاصيل حياتهما ويومهم بكاميرات رخيصة وبتفاصيل تافهة جدا يعيشها كل واحد فينا . مالذي يحرك غرائزكم في هكذا فيديوهات , هل ترون مالاتستطيعون تحقيقه؟ هل المشكلة انكم لاتجدون الجرأة ان تفعلوا نفس الشئ؟ هل تريدون ان تتعلموا كيف تنتجون مثل هذه الفيديوهات وتقلدونها؟ اريد ان اجد اجابة ولاأجد, ايها الناس نحن لانتحدث هنا عن كم الف مواطن يتابعون حدثا يشكل اهمية لحياتهم, بل نتحدث عن زوجين لايملكان الحد الادنى من الثقافة ويقتاتان على نشر غسيلهما امام العامة ولايجدان حرجا في ذلك ويتابعهما اكثر من ثمانية مليون متابع. هل تظنون اني كتبت الرقم من باب التهويل ام اني اخطأت الرقم. لا الرقم صحيح ثمانية مليون متابع! هل تجد الباقون على الحياد والمنعزلون في غرفهم المظلمة وعالمهم الكلاسيكي التقليدي سيواكب تطور الزمن فينضم للمتابعين الثمانية مليون فربما يتعلم من قناة الزوجين كيف يشارك همومه الاخرين وكيف يجلس في مطعم فخم ويصور اطباق المأكولات الشهية ويرسلها على يوتوب او انستغرام حتى قبل ان يتذوق طعمها. سيتعلم كثيرا من الزوجين كيف يجعل متابعيه المفترضين يشاركونه رحلة علاج في احدى المستشفيات او تفاصيل رحلة سياحية في دبي. بل الانكى لايجد بعضهم حرجا في نشر تفاصيل عزاء ويعرض على متابعيه حجم مافيه من اسى وهو يذرف الدموع. الفقراء يحققون احلام الفقراء الذين صاروا اغنياء بدعم الفقراء. جنوا الثروات ولم يردوا دينهم لمن جعلهم يتربعون على عرش الثروة لم يحصلوا منهم سوى الشكر, شكرا لانكم جعلتمونا اغنياء, سنطور انفسنا من اجلكم كي تعيشوا احلامكم وانتم تشاهدوننا نلبس اخر صرعات الموضة في نيويورك ولندن وباريس وروما وننام في فنادق ستة نجوم وليس خمسة. سننشر فيديوهات جديدة مصورة باحدث التقنيات وابشراف اخصائيين, لاتنسوا ايها الأحباء المتابعين بالشير والايكات ولاتنسوا تفعيل الجرس حتى يصلكم كل جديد.
يمكن اليوم لاي وزارة تخطيط أو اي مؤسسة مهتمة بالاحصاء او جهة امنية او مخابراتية في اي بلد عربي الاستفادة من خدمات الزوجين فرقم ثمانية مليون ليس بالرقم الصغير فمن واجهة التحكم في قناة الزوجين ممكن ان نعرف ماهي اهتمامات الثمانية مليون؟ ماهي همومهم واهتماماتهم؟, ماذا يتابعون؟ ماهي اعمارهم؟ ماهي نسبة الذكور الى الاناث في المشاهدة, في اي الاوقات يزورون القناة, من اي البلدان هم؟ و كم طول وقت المشاهدة.حتي الشركات التجارية التي تلهث وراء ايجاد زبائن وعملاء جدد ستكون مستفيدة من واجهة التحكم هذه ومن خدمات الزوجين. اصبح هم كل مواطن ان تكون له قناة يجني من وراءها ربحا رغم ان مشوار الثروة والربح طويل وشائك, ولكن حين تنسد كل الطرق يصبح الحلم امر مشروع فمن يدري قد تفتح ابواب الخلاص فاليوتوب هو رب العمل الجديد.