كمواطن عراقي اثارت لدي زيارتك للمرجع الديني الشيعي الايراني علي السيستاني والتي أعلنت عن تفاصيلها في المؤتمر الصحفي الذي أجريتيه بعد انتهاء اللقاء أسئلة عديدة ومن حقي نشر هذه الاسئله بوسائل الاعلام المتاحة ، لان من الصعوبة أيصالها إليك ، وكذلك من المحتمل أن كثيرا من العراقيين لديهم نفس الأسئلة لكن تقف أمامهم المحضورات الكثيرة والمتنوعة التي يلمسها العراقيون يوميا” ، فتحول عليهم طرحها بالعلن أو حتى الأسرار بها .
لماذا أولا أقحام الدين بالسياسة ولماذا اللقاء والتباحث في قضية سياسية مصيرية تهم العراقيين جميعا” وهي قضية الانتخابات القادمة ، وهي قضية مهمة ومصيرية تضع العراق على مفترق طرق ، بمرجع ديني دون سواه من الشخصيات الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والعراق فيه الكثير من الشخصيات الكبيرة والمؤثرة في الرأي العام . ثم لماذا أختزال المجتمع العراقي بفئة طائفية محددة ، والعراق متعدد الطوائف والأديان . فلماذا لاتكون هنالك لقاءات وحوارات مع زعماء دين من السنه مثلا، وهم الأغلبية وقاعدتهم واسعة ومتوزعة بين العرب والأكراد والتركمان ، أو مع رجال الدين من المسيحيين أو الايزيديين وغيرهم . والاهم كذلك لماذا لاتكون لك لقاءات دائمة وحوارات معمقة وليست أعلامية شكلية بالثوار الشباب أصحاب الشأن الرئيسي في الحراك الحراك الشعبي الواسع المطالبين بالتغيير السياسي الشامل والذين بتضحياتهم أزيحت حكومة عادل عبد المهدي وجيء بالكاظمي الذي وعد بالانتخابات المبكرة . وهم ( الثوار الشباب ) لديهم تنسيقات وممثلين في ساحات التظاهر والاعتصام . لماذا الحوارات واللقاءات مع السيد السيستاني الذي كان مع العملية السياسية وشخوصها منذ بداية الاحتلال عام ٢٠٠٣ ، وتتجاهلهم الشباب الذين يطالبون بالتغيير منذ تشرين العام المنصرم .
ثم لماذا رجل الدين علي السيستاني بالذات وهو أحد الرعايا لدولة أجنبية ( أيراني الاصل والجنسية ) يقيم في العراق ، وهو ليس بخبير دستوري أو سياسي ، ولايقلده جميع الشيعة العراقيين . . . وهنالك مراجع دين شيعة آخرين ولهم أتباع كثر أيضا ، وأذا كان جوابك أنه مرجع للشيعة .. فأقول أذن . لماذا لايبدي السيستاني رأي ولايصدر فتوى عن ما يجري في بلده أيران التي تمر بظروف سياسية وأجتماعية معقده وشعبها يعاني من ظروف أقتصادية صعبة وتسلط وفساد وقمع وتنكيل تمارسه الحكومة الايرانية منذ عقود ، والامر ينسحب كذلك على عدد من البلدان التي فيها طائفة شيعية .
ثم ألا تعلمين ياسعادة السفيرة ، أنه منذ العام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا وعند كل انتخابات أو كل مشكلة سياسية أو أمنية أو أجتماعية ، يمر بها العراق يذهب السياسيون والإعلاميون وزملاءك بعض السفراء الغربيين ومن سبقك بممثلية الامم المتحدة وغيرهم ، وحدانا وزرافات الى النجف ويقفون طوابير أمام بيت السيستاني ويعقدون معه الاجتماعات السرية من أجل الحصول على الحلول ، الا أن الامور تزداد تعقيدا والمشاكل تتعاظم والعراق في أنحدار لان كل الحلول والمعالجات كانت منتهية الصلاحية ( اكسباير ) .
أما في جانب ما أعلنت عنه في المؤتمر من توافق الرؤى بنيك وبين السيستاني عن ضرورة التصدي ومكافحة الفساد الممنهج والواسع الذي نخر البلاد ، وفتح الملفات وملاحقة الفاسدين ، وهذه خطوة كبيرة ومهمة لاستقرار العراق ، ومطلب شعبي يتفق عليه العراقيون جميعا ، لكن هل سيتم فتح ملفات وزير النفط السابق حسين الشهرستاني شقيق صهر السيستاني جواد الشهرستاني المتهم ايضا بالفساد لهيمنته على وزارة النفط مع نجل السيستاني محمد رضا ، وهذا امر يثار دائما في وسائل الاعلام من قبل المتابعين والمختصين بقضايا الفساد ، والامر الثاني هل ستفتح ملفات الفساد المتعلقة بممثلي المرجعية أحمد الصافي وَعَبَد المهدي الكربلائي وأبنائهم وإصهارهم وحاشيتهم الذي أزكم فسادهم أنوف عمال الشركة البرازيلية المصدرة لدجاج الكفيل والراقدين في مقبرة وادي السلام .
واخيرا أقول لسعادتك ، أن المنظمة التي تمثيلها هي السبب المباشر في معاناة العراقيين طيلة عقد التسعينيات ولا ينسى الشعب العراقي الدور القذر الذي لعبته منظمتك في أطالة أمد الحصار ، أما الإجابة عن الأسئلة فأن العراقيين ينتظروها من ثوار ساحة التحرير التي ستكون لهم كلمة الفصل في خلاص العراق من الفساد والفاسدين وهيمنة رجال الدين والأحزاب الثيوقراطية . وختاما”Dank ..doei