قد اودع الباري عز وجل في بعض النباتات وخاصة الأعشاب فوائد علاجية لشفاء العديد من الأمراض وتفنن بعض المختصين في هذا المجال في اختيار بعض النباتات او الأعشاب ومعرفة منافعها ومضارها وخصائصها التركيبة وطرق خلطها مع بعضها البعض ونسبة الجرعات التي يمكن للمريض ان يستخدمها فمن نعم الله وفضله خلق الانسان وخلق معه النبات ليكون غذاء ودواء فلا يوجد داء دون دواء وقد سعى الانسان للبحث عن النباتات التي تقلل من الامه وذلك منذ العهود القديمة اذ تنقل لنا المصادر التاريخية ان طب الأعشاب في بلاد الرافدين قديم جداً يرجع الى الحضارة السومرية وورث البابليون والاشورين هذا العلم منها كما ان قدماء المصريين مارسوا هذه المهنة اذ وجدت بقايا الاعشاب في اهراماتهم ثم جاء نبينا الكريم محمد ((صل الله عليه وعلى آله وسلم)) فقد كان يصف للصحابة بعض الأعشاب ويبين لهم فوائدها ومضارها.
وفي مجتمعنا العربي يعتبر استخدام طب الأعشاب شيء حتمي وضروري نظراً لغنى منطقتنا بها وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) أن 80 ٪ من سكان العالم يستخدمون حالياً الأعشاب كعلاج طبي أولي.
لذلك فإن العلاج بالنباتات والأعشاب بحد ذاته هو نداء للعودة الى عظمة الخالق والابتعاد عن المركبات الكيمياوية والسموم بكافة أشكالها وصورها وهذا ماتنادي اليه منظمة الصحة العالمية نظراً لظهور الأمراض الحديثة والتي لم تكن موجودة من قبل والتي يعتقد العلماء والأطباء انها جاءت من تأثير المواد الكيميائية التي يتناولها المرضى والاصحاء دون التفكير بتركيبتها ومدى خطورتها و حوالي 25 ٪ من الأدوية الحديثة المستخدمة في الولايات المتحدة تحوي بالفعل على الأعشاب.
والمعالجة بالأعشاب لايتم الا بالدراسة المستفيضة لكل نبات اما من يأخذ علاجه من الدجالين والكتب المنتشرة في المكتبات التي لاغاية لها غير الربح المادي فهو جهل كبير فقد قال الرسول ((صل الله عليه وعلى آله وسلم)) ((من تطبب ولم يعرف منه طب قبل ذلك فهو ضامن)).
لذا فإن المريض هو كالغريق يحتاج إلى القشة ليمسك بها فيلجأ إلى الطب الشعبي بعد أن يكون قد مل من تناول الدواء وكثيراً ما يقع في فخ الدجالين والمشعوذين الذي يستغلون حالته الصحية ورغبته بالشفاء ويعطونه من الوصفات العشبية الغالية الثمن في أغلب الأحيان وليس من الغريب ان يرفضوا من يمتهنون طب الأعشاب من غير اهل العلم ان يوصفوا بالدجالين ويستندون الى ذلك بانه طب نبوي وشعبي معروف كما يعترفون ان بعض هذه الأعشاب تشفي علي ولاكنها لاتنفع عمر في شفائه لذلك لابد من التحذير من استعمال الأدوية العشبية من غير اهل الأختصاص وذلك للأسباب التالية:
١- يقوم المشعوذون بتحضير خلطاتهم العشبية بطرق عشوائية غير مدروسة من حيث نسب الأعشاب الموجودة في الخلطة بسبب جهلهم بالمواد الفعالة مما يجعل تلك الخلطات خطراً على المستهلك.
٢- مصطلح “اعشاب طبيعية” الذي يتسعملة الدجالين للترويج عن خلطاتهم لايعني انها امنة وليس لها تأثير جانبي على الصحة عند الاستعمال وكما يقال ان لم تنفع لاتضر فالعديد من الأعشاب قد تكون سامة وتسبب امراض خطيرة كالفشل الكلوي والعقم والسرطان وغيرها.
٣- جهل الدجالين في تحديد فترة الصلاحية التي تعتمد على معايير كثيرة كدرجة الحرارة والرطوبة وشدة الضوء ونوعية العبوة مما قد تؤثر مجتمعة على المواد الفعالة في أجزاء النبات.
٤- جهل الدجالين بالحالة الصحية للمستهلك كوجود حساسية لنوع معين من الأعشاب قد تسبب مضاعفات من جراء استخدام هذه الخلطات.
٥- الأدوية العشبية يمكن ان تصبح ملوثة خلال الجمع والنقل و التخزين ومما يزيد من نسبة تلوثها انها تباع في الأسواق الشعبية التي لاتحظى بالنظافة الكافية.
٦- يلجأ الدجالين الى اسلوب الغش بخلط الأعشاب بادوية كيمياوية وتباع على انها طبيعية.
٧- بعض الخلطات العشبية لايذكر فيها المعلومات الأساسية اللازمة عن التركيبة كاسم الأعشاب الداخلة في الخلطة ونسبتها فهي تعتبر مجهولة المصدر.
لذلك من اهم النصائح التي يجب اتباعها عند استعمال النباتات والأعشاب الطبية :
١- عدم شراء اي منتج عشبي الا بعد التأكد من ترخيصه من الجهات الصحية الرقابية.
٢- عدم شراء المنتجات والأدوية العشبية عن طريق الإنترنت او التلفزيون او الوسائل الإعلامية الأخرى لانها تكون رديئة وغير مرخصة او تحتوي على مكونات دوائة محظورة والأعشاب الضارة والهدف منها التجارة والربح المادي.
٣- الحذر من اتباع اي اقتراح او النصائح من قبل موردي المنتجات العشبية او في النشرات المرفقة كايقاف استخدام اوتغيير جرعة دواء موصوف دون استشارة الطبيب.
٤-عدم استعمال اي دواء عشبي بناءً على تجارب الآخرين لانها تختلف في طرق علاجها من شخص لأخر.
٥- عدم الانسياق وراء الادعاءات بأن المستحضرات العشبية تمنع او تقي او تقضي على الأمراض ان لم يثبت ذلك علمياً.
٦- التعامل بحذر مع الادعاءات التي تذكر دائماً بأن العلاج بالأعشاب امن لكونها طبيعية وخالية من المواد الكيميائية وليس لها اضرار جانبية.
وفي الختام هناك ملاحظة مهمة جداً تجنب تناول الأدوية الصيدلانية مع الأعشاب الطبية لانها تتفاعل مع بعض وتسبب كارثة حقيقية للمريض لأن النباتات الطبية كأي دواء تستلزم مشورة المختصين في مجال الطب والصيدلة.