وقعت الامارات العربية والبحرين اتفاق التطبيع مع دولة الاحتلال، وذلك في البيت الأبيض برعاية الرئيس الامريكي دونالد ترامب. ووصف ترامب هذا الحدث بأنه “يوم غير عادي للعالم، سيضع التاريخ في مسار جديد”، وأشاد بما سماه “فجر شرق أوسط جديد”.
ولا ريب أن ما تم توقيعه من أوراق في واشنطن، ليس بأي شكل من الأشكال هو “اتفاق سلام”، بين اسرائيل وبين الامارات والبحرين. فمن قام بالتوقيع على هذه الوريقات عديم الإرادة ولا حول ولا قوة له، فقد قام بذلك وفق أوامر جاءته من واشنطن بالتوقيع. وهي توقيعات بين أنظمة فاسدة مهترئة متساوقة مع مشاريع ومخططات أمريكا والغرب الاستعماري، وليس شعوب هذين البلدين.
لقد أعلنها الشعب البحريني بصوت عالٍ ومسموع وبصوت قواه الوطنية والتقدمية والقومية أن هذا الاتفاق التطبيعي يعكس ويعبر عن الانحطاط الساسي للنظام النفطي الرجعي الحاكم، وليس عن إرادة البحريين الذين يرفضون هذا الاتفاق التطبيعي الأسود.
لن يتحقق أي سلام بدون تحقيق أحلام وطموحات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال والعودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
لقد جرى توقيع اتفاق اوسلو المشؤوم قبل أكثر من 27 عامًا بين قيادة الشعب الفلسطيني وبين المؤسسة الاسرائيلية، فلم يجلب سوى الخيبات والأضرار والويلات على الشعب الفلسطيني، وتعميق التناقضات بين القوى والفصائل الفلسطينية والتشرذم في الشارع الفلسطيني، وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية، ولم يتحقق أي شيء لغاية اليوم، لا سلام ولا ما يحزنون، بل تكريسًا للاحتلال.
لن تتأخر السلطة الفلسطينية تأكيد رفضها لتطبيع العلاقات بين الامارات والبحرين واسرائيل، واعتبرت ذلك “خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية” واعترافًا بالسيادة الاسرائيلية الكاملة على القدس. ويظهر الصف الوطني الفلسطيني موحدًا في رفض هذه الخطوات التطبيعية التي تأتي لخدمة ينيامين نتنياهو وترامب، لإبقائهما على سدة الحكم.
إننا نقف ونؤيد وندعم جميع المطالب الفلسطينية الداعية إلى مقاطعة جميع الأنظمة التي تحاول مصادرة القرار الفلسطينية وبيع الحقوق الفلسطينية، والعربية عمومًا بالمزاد العلني الرخيص في حظيرة الكاوبوي الأمريكي، والخروج من جامعة الدول العربية التي لم تعد وعاءً جامعًا للأقطار العربية، وإنما جامعة لخدمة وتمرير المشاريع الأمريكية العدوانية، التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية المقدسة.