24 ديسمبر، 2024 5:20 ص

فشل تبريرات الرسالة الاعلامية للحرب

فشل تبريرات الرسالة الاعلامية للحرب

من المعروف ان سلاح الاعلام اكثر تأثيرا من اي وقت مضى لما يضم تحت عنوانه من وسائل اتصال عديدة رسمت وجه التطور التقني في العالم اجمع ، ونعلم من يملك ناصية الاعلام يمتلك التأثير  وفرض الفكر وتوجيه الرأي وصناعة الاحداث وتحريكها ،ولكن الجمهور المتلقي او المستهدف لتلك الرسائل الاعلامية امتلك الحصانة امام تمرير او تسويق الافتراءات او الفبركات الاعلامية التضليلية لتحقيق اغراض او اهداف محددة بعينها ، وتأتي تلك الحصانة من زيادة وعي المتلقي بفنون الفبركات الاعلامية التي طالما انطلت عليه ردحا طويلا من الزمن واستغلت لتحشيد التأييد والمناصرة في اغلب الحروب التي شنتها الدول العظمى وعلى وجه الخصوص استغلال عنوان محاربة الارهاب كما في افغانستان  او التخلص من اسلحة التدمير الشامل في العراق ، لكن استبيانات الرأي بينت بما لا يقبل الشك فشل للحملة الاعلامية المكثفة للبيت الابيض وحلفائه من كسب الرأي العام ، حيث اجرى الرئيس الامريكي( اوباما ) في يوم واحد ستة مقابلات تلفزيونية مع اشهر مقدمي البرامج المعروفة بتأثيرها في صناعة القرار السياسي وصداها في تفعيل الراي العام على رأسها (إن. بي. سي) و( إي بي. سي) و (سي. ان. ان)  بغية ايصال دفوعاته من منطلقات انسانية لضحايا السلاح الكيمياوي في الحرب الدائرة في سوريا ، وكذلك تعكس الصعوبة في استمالة اعضاء مجلس الشيوخ واعضاء الكونغرس وكسب تأييدهما  للضربة العسكرية ، حيث تبرهن ان  تبريرات  العمل العسكري لم يكن لها نصيب كافي في اقناع الشارع الامريكي او كسب تعاطفه بعد طرح الادلة او القرائن والاثباتات التي روجت لها وسائل الاعلام العالمية بوتيرة متصاعدة متناغمة وخصوصا العربية منها وفي مقدمتها الجزيرة القطرية والعربية والقنوات الفضائية الاخرى التي اخذت تدق طبول الحرب وانتظار ساعة الصفر لإعلانها، مما تجلى الدليل على تفهم المواطن وادراكه العميق في كل دول العالم لحقيقة مضامين الرسائل الاعلامية المزيفة وفشلها الواضح لتسويقها بعد تجارب الحروب السابقة الفاشلة في الشرق الاوسط  وادعاءات اسبابها الكاذبة ، وذات الشيء يعكس اخفاق (كاميرون) في كسب تأييد المشاركة في الضربة العسكرية المزمع توجيهها الى سوريا من قبل مجلس العموم البريطاني، ذلك يعطي مؤشرات ايجابية ان سطوة الماكنة الاعلامية الضخمة لم تستطيع ان تنتج قناعات كما عهدناها سابقا في صناعة الحدث ورسم سيناريوهاته  ومراحل تسلسله وصولا الى النهايات المرسومة وفق  مصالح القوى الدولية الكبرى .