العراق أشبه بحصان يجر عربة فوقها وحولها الف حوذي كل منهم يروم الوصول بها إلى جهة حددها بدقة مع اختلاف طرقهم في التعامل معه فمنهم من يجلد ظهره بالسوط من دون رحمة ومنهم من يربت على مؤخرته ومنهم من يسرق علفه وتحت ضغط هؤلاء وثقل الحمل لا يستطيع هذا العراق ان يتوقف للحظات طلبا للراحة أو التقاط أنفاسه وهم يدفعون به نحو الهاوية ويختلف الحوذيون في مشاربهم وفيهم الأجير والسارق وبائع الذمم وميت الضمير ومغتنم الفرص ومنهم ومنهم وهؤلاء جميعا لا يهمهم الحصان وإنما يتصارعون على مافي العربة واذا ترك أحدهم ظهر العربة لسبب ما فإن هناك العشرات يتنافسون على مكانة وقد ينتمي أغلب من يتنافسون على مافي العربة وموت الحصان إلى جهات شتى أهمها المشتغلين في الدين والعاملين في السياسة وتجار الحروب واتباع الجهات الأجنبية وكل مجموعة مرجعا ولا يهم إن كان في الداخل أو خارج الحدود وقبل أن نغادر هذا دعونا نتوقف عند من يجلدون ظهر العراق بقسوة من المشتغلين في الدين ونتسائل عن المرجع الذي يرجعون إليه وهل يبيح لهم جلد ظهر العراق بسوط الدين ؟ لكن من هو المرجع في الدين ؟ المرجع رجل تدرج في دراسة العلوم الدينية وبمرور الزمن والعمر انهى المراحل الدراسية وأصبح مؤهلا لاستلام الوظيفة العليا لكن هذا لا يتم مالم تكن هناك علاقة متعددة ومصالح متشابكة وأغراض ونوايا وتقسيم مغانم واتفاقيات تعقد في الخفاء وطبول تقرع واتباع واعلام يمهد وأطراف تشترك وقائمة أوامر يبصم عليها قبل التنصيب وبعد كل هذا ترسم اللوائح وضوابط العمل ومجموعات الأوامر التي يتعهد بتنفيذها ثم يقاد إلى الكرسي المحاط بهالة من التقديس ويوضع فوقه ليصدر أحكاما كلها ظنية وتطلق يده في جني الأموال والاستحواذ على الأملاك والاستعانة بالاعوان والأنصار وابواق الإعلام وتصبح قاعدة : ( هو على صواب حتى اذا كان مخطئا ) ويمنع التشكيك بقداسته ومن يشك يتهم بالالحاد أو يخرس صوته بكاتم وتلقى التهمة على السلاح المنفلت . لذا يصبح ليس من الضروري أن نسأل من يقف خلف من يجلدون ظهر العراق من المشتغلين في الدين ؟ كما ليس من الضروري أن نعرف كيف ولماذا ؟ ومن أجل معرفة ذلك علينا فقط معرفة من يقف خلف القرار بالجلد ولمن تذهب الأموال؟ ومن هو المتصرف بها ؟ وأي الأبواب يتزاحم على دخولها كل الأطراف التي تتسابق على جلد ظهر العراق وسرقة ما في عربته من أموال ومغانم ؟