في البدء لست متعصبا لقومي ولا متشددا في ديني وفي جانب الرأي لا اتبع أحدا ولا ادعو لنفسي ولا اخذ كل ما وصلني من التاريخ والروايات الإسلامية على محمل الجد والشيء الذي لا اختلف عليه هو كتاب الله ( القرآن ) وفي القرآن آية مباركة تقول : ( فإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) وفي وقت نزول هذه الآية الكريمة لم يكن للنبي والإسلام عدو غير كفار مكة ويهود المدينة وجاء خطاب الآية عاما من غير تخصيص لطرف ولم تنسخ الآية والنبي . ص . عقد صلحا مع كفار مكة في ( الحديبية ) وقبله صالح يهود المدينة وعقد اتفاقا معهم وحتى مع نقض اليهود العهود فيما بعد ومحاربته لهم في خيبر وفتحها فإن الصلح كان هو المقدم على الحرب وحتى مع اشتداد اوراها فإن الله سبحانه يأمر بالجنوح إلى السلم لو جنح العدو حتى لو كان في ساحة معركة معك . هذا الإسلام وهذا كلام الله وهذا ماسار عليه النبي في تعامله مع الكفار في مكة واليهود في المدينة وأمرنا الله كذلك ان يكون لنا في رسول الله ( أسوة حسنة ) فلماذا نرفض الجنوح للسلم مع اليهود وهو أمر جاء من الله وعمل به الرسول ونصت عليه أية في القرآن؟ هل نحن أدرى من الله ؟ وهل كان لنا الرسول أسوة حسنة حقا ؟ . ان عدائنا لليهود لاعلاقة له بالدين ولا بالاسلام ولا بالرسول ولا بالله سبحانه انما هو عداء سياسي محض وطاعة لكبراؤنا الذين نطيعهم ليس طاعة لله ورسوله والدليل على ذلك هو ما حصل يوم قام رئيس مصر ( السادات ) بزيارة إسرائيل وإلقاء خطاب نبذ فيه الحرب مع اليهود ودعى للجنوح للسلم والموادعة معهم لم يرفض شعب مصر وازهرها وكنيستها وهاج وماج كبراؤنا الآخرون واجتمعوا في بغداد وأطلقوا على زيارة كبير مصر ( زيارة العار ) وقاطعوا الشعب المصري ودفعوا بشعوبهم للتظاهر استنكارا وشجبا وإدانة وما ان مرت العاصفة وأصبح الجنوح للسلم في مصر امر واقعا حتى تبدد غيم غضب كبراؤنا بل ذهب بعضهم أبعد من ذلك وخلال سنوات كان لليهود في الأردن سفارة وفي المغرب مكتب علاقات وفي عمان والبحرين وقطر مثله وغزل بين اليهود والكبراء في السعودية وموريتانيا وتونس والسودان وغيرها ولم تعترض الشعوب وقبل أن يفوتني ذلك علي ان اذكركم ان ما بين الفلسطينيين واليهود ليس خلاف عقائد أو أديان انما خلاف مصالح وزعامات ورغبات كبراء فهم يعيشون معا في نفس المكان ويحملون نفس جوازات السفر ويطيرون من نفس المطارات على طائرات شركة العال. اذا لماذا نشذ نحن هنا عن الآخرين وشذوذنا الذي يجلب لنا الدمار والخراب كل يوم ليس فيه طاعة لله ولا أسوة برسوله ولا اتباعا للاسلام انما تنفيذا لرغبة كبراؤنا الذين يزورون دولة اليهود سرا ويرفضون الجنوح للسلم معها علنا بسبب مرضا في نفوسهم أو غايات لا ندركها ؟ .