ما زالت الموازنة مقيدة بسلاسل الأحزاب ورهينة الاتفاقات وستدخل مرحلة المعاناة خلال مسيرتها بدءاً من مجلس الوزراء الى مجلس النواب وتتلقى وابلاً من الشتائم هي والبلد وتتسبب بوابل من اللكمات والمشاجرات واخيرا وبعد ان يتم نقاشها بشكل مجتر وقراءات متلكئة وخطابات محرضة ولعنات مصفوفة اما ان تخرج واما ان تؤجل.. الموازنة تخرج من رحم مجلس النواب هزيلة زرقاء الوجه نحيلة الارجل مستدقة الرأس!! ..وستكون قريبة من طريقة سلق البيض ولعق الماء، فأي موازنة تتعارك عليها الالسن وتنسحب منها الارجل لتعود كاملة على نمط الخلافات ذاتها لاننا لا نحب الزعل وكسر الخواطر ونخاف الانسحابات حتى ولو كانت انسحابات لأناس لا حجم لهم!!,, او حتى ان كان لهم ذات الحجم لكنهم يطالبون باشياء ومكاسب لأجل حملاتهم الانتخابية، فمتى بكى اتحاد القوى على اهله ليطالب اليوم بنسبة لترميم مدنه؟ ومتى قدمت تلك الجهات تضحيات برغم قربهم من فحوى المصيبة واهاليهم يسكنون شعاب الجبال؟ هل الآن اصبحت للرجال ألسن واذرع؟ لكن من اعطيناهم اصواتنا خذلونا شر خذلان وباعوا بعض اعضائنا الجسدية للآخرين فليزعل اتحاد الدمى او بعض”الشراويل” الانفصالية، فتلك تضحيات اناس يستحقونها هم لا غيرهم، وليزعل ساسة الكرد ولينسحبوا الى غير رجعة، لماذا كنا نهتم للباقين وهم يلوكون بنا وبأموالنا وحتى يقتلونا ولم يكن مرَّحبا بنا بينهم فاي شيء سنحصل عليه من كردستان؟ هل صدقتم انهم سيسلمونكم مبالغ نفط الاقليم ومطاراتهم ومنافذهم ولا نرى احدا يعترض او يتحفظ وكأنهم اصابونا بغاز الخردل يتراكض بعض المتملقين وراءهم ليرضوهم بالبقاء والعدول عن الانسحاب لتعود المياه الآسنة لمجاريها ونضع مناديلنا حول انوفنا لرائحة التنازل المقيتة ويأخذون حقهم من دون معرفة… ساستنا يبذرون اموالنا ويهبون اكثرها لمن لا يستحقها فمتى ياخذ الشعب حقوقه دون ضغوط الاخرين وتنازلاتهم ومتى تبنى البصرة التي تعطينا كل شيء ومتى نرى من خلف اكوام القمامة ناطحة سحاب تتربع على شارع ابو نؤاس ومتى تصلنا الحصة التموينية كاملة؟؟..آلاف المنتجات التي لا يأتينا اي منها سوى قمل يدب ليملأ شعر رأس بغداد المنفوش
