ان غياب الدولة عن المواطن و تاركة إياه في مهب كدر العيش يدفع ضريبة الفساد وضريبة الاهمال وضريبة الفقر . والباقون منشغلون فقط لمصلحتهم.. من يهدم ليشيد قصره.. من يسرق ليضاعف ثروته.. من يطحن من حوله لتزداد سطوته.. من يقتل ليصنع مجده تروي الأسطورة من وحي الكابوس قصة مساكين في أرض الغنى ويتلاشى الحلم الأفلاطوني ليبقى باحثا عن صحة من كابوس يجثم على واقعنا الحالي .مساكين نحن الضعفاء الذين لا توجد لديهم معارف او قرابة من المسؤولين في التعيينات والاجور اليومية والتعاقدات مع البسطاء وصف يبدو كأسطورة أصابها واقع اقتصادي منهار وذو وجهين احدهما ذو تجاعيد معقدة والاخر مليء بالممرات التي تكون نهاياتها مبهمة فيؤدي باغتيال حلم العوائل بصغارها وكبارها يصدّر الأمر من على منصة العرض على كرسي مدولب، ليشمت الذين انتظروا ان يأتي يوم ويدخلون في صلب الدولة يتذوقون رائحة معيشتهم دون هم ،مسكين ذلك المتعاقد الراكض عابرا سنوات العمر ليعود فتلقاه يقف على ابواب المسؤولين يستنجد ويطالب بانصافه والسادة المسؤولين ياتون بغيره من معارفهم ومن الذين يجيدون الدفع بالعملات الصعبة كي ياخذو مكان هذا البسيط الذي قضى دهرا وهو ينتظر اليوم الذي يكون فيه ضمن الملاك خصوصا من يعملون بالكهرباء والنفط والتعليم , فكيف نراها بصورتها الحقيقية عن بعد وهؤلاء كانوا يعملون منذ سنين بنصف الاجر وبالتالي يطردونهم وتحل محلهم التعيينات السرية المزركشة من دون الرجوع حتى للمالية ولاتؤثر عليها حتى الموازنة فالمواطن يراها في سياسات الحكومة والفساد الذي ينخر أركان الدولة، ويراها في غياب الرؤى وإهمال الفرص والحكومة تراها في العقوبات والحروب والانقسام والخلافات السياسية وهيمنة الاحزاب التي لاتترك شيئا الا وعبثت به واخذته لصالحها وهنا تشير الأصابع العشرة بان العراق ليس بعراق الجميع بل عراق السراق والفاسدين. وموازنة 2021 تحمل على صفحاتها “تعيين الخريجين “ويقدر العدد بحوالي 240 الف درجة وظيفية , موازنة تنتظرها فيالق العاطلين …احذروا الحليم إذا غضب والعاطلون إذا ثاروا سيحصل ما لا يحمد عقباه لا سمح الله ..حمى الله العراق والعراقيين من كل سوء ومكروه.