اسطوانة مشروخة تحاول مؤسسات وشخصيات عزفها لتجميل الوجه الكالح لحقبة حزب البعث وقائده الجرذ صدام.
تأتي أشكال التجميل للزمن البائس ورجاله السيئين بطرق مختلفة, فتارة تأتي على شكل صور تحرك الحنين “الفطري” للماضي, وتارة على شكل مقالات, ومرة على شكل برامج وثائقية, واخرى على شكل منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي, واخرى وهي الاهم على شكل “مقارنات موهومة” لتزرع فكرة ان ما كنا نعيشه في حقبة حكم الجرذ صدام كان عالم ورديا.
للأسف هذا التجميل انطلى على كثير من الشباب من مواليد ما بعد ال 2000 كونهم لم يعاصروا ما عشناه من جور وحرمان وتعسف.
انبرت بعض الاقلام والوجوه الثقافية لتوضيح الحقائق وتبيان ما حصل للعراق في حقبة البعث, لكن صداها لم يكن كبيرا بسبب الصخب الاعلامي المعادي.
في مسيرة تبيان الحقائق للحقبة السابقة, برزت وبشكل ملفت للنظر رسوم كاريكاتيرية توضح حقيقة ما كنا نمر به, وكانت هذه الرسوم ذات فعل مؤثر, ولا اخفيكم فانا كفرد عاش تلك الحقبة وجدت ان هذه الرسوم تمثل معاناتي.
الفنان عودة الفهداوي الرسام الكاريكاتوري الشهير والمعروف, اختط منهجا ثقافيا مميزا للدفاع عن قضيته في توضيح معاناة العراقيين ابان حكم البعث وجرذه صدام, من خلال سلسلة رسوماته المعنونة “الزمن القبيح”.
الحقيقة أن الفهداوي عوده قد اتقن تصوير المأساة بريشته الجميلة, وجعل من لوحاته الكاريكاتيرية عبارة عن قصة متقنة تروي تفاصيل ما جرى.
اعتقد أن على كل مثقف خصوصا, وكل عراقي عموما ان يحذو حذو الفنان عوة الفهداوي, وان يكتب او يرسم او يدون الواقع المرير الذي كنا نعيشه في تلك الفترة لكي لا يتم تزييف التاريخ وتزوير الحقائق.