لي شخص اعرفه كان يعمل بائع أجبان في منطقة الخضارة في البصرة وبرغم كونه خريج كلية الإدارة والاقتصاد فإن انعدام فرص العمل في مجال تخصصه دفعة للعمل المذكور والعمل ليس عيبا مادام شريفا , تطورت الاحداث ولأن احدى القوى السياسية لا تملك كفاءات لترشحهم نوابا عنها في البرلمان فقد ارسلوا بطلب صديقي الذي ما اسرع ما لبى الدعوة , المهم وبسبب الزخم الشعبي لتلك القوة السياسية التي مثلها صديقي فقد نجح في الفوز في الانتخابات وصار نائبا عراقيا , المهم ان صديقي منذ تلك اللحظة لا يغادر شاشات التلفاز فهو يتحدث في الشؤون السياسية وفي الشؤون القانونية وفي الشؤون الاقتصادية وأيضا في علم الفلك والطاقة والتنجيم وفي مجال الطب والصحة العامة وهو خبير في مجال صناعة السيارات وفي شركات صناعة الهواتف والحواسيب وفي كل شاشه يتحدث بلغة الخبير بكل شيء إلا الاجبان فهو لا يتحدث بها لعدم وجود معلومات لديه , صديقي واحد من 328 نموذج لدينا ممن القت بهم المحاصصة وسذاجة الشعب في طريق العملية السياسية ومع كل هؤلاء الخبراء فقد وصل البلد بفضل خبرائه الى الحضيض وما زال النزول والانحدار مستمرا , وإن استغرب البعض ممن يقرأ مقالي من كثرة الخبراء الشموليين في بلدي ونحن في ذيل ترتيب الأمم في كل شيء فإن الخبراء الحقيقيين تم تجاهلهم عمدا لان الخبير الحقيقي لا يعتمد في اثبات وجوده الا على خبرته وكفائته وهذه الأمور لا تنفع في بلد يعد الجهل والتبعية السياسية ومنطق المحاصصة هو سيد المشهد ومن نتائج تسيد الخبراء الشموليين ان حدود العراق ضاعت وصرنا بلد ضعيف تابع لا حول له ولا قوة وإلا بم يمكن تفسير أن يكون عامر عبد الجبار خلف أسوار الكابينه الحكومية وهو المعروف بنزاهته وخبرته ومن مهازل العملية السياسية أن يكون الخبير جبار اللعيبي وهو القطب في صناعة النفط والغاز بعيدا عن تلك الحكومة المترهلة والمليئة بكل شيء الا الخبرة والكفاءة والقدرة على النهوض بالبلد , لا أعلم المقاييس التي تشكلت بموجبها حكومة السيد الكاظمي فبعد ان مات ميناء الفاو سريريا بحكم تفعيل خبرة الخبراء الجهابذة في بلدي ها هم يتبجحون عما يسمى الربط السككي الذي لا يعلمه الا الله , وبعد ان قتلت حكومة عادل عبد المهدي مشروع شركة النفط الوطنية لا لسبب إلا لأقصاء الخبير جبار اللعيبي الذي تمكن بفترة قياسية من النهوض بقطاع النفط والغاز وبشهادة الوزير الحالي ها هم يتحدثون عن اصلاح اقتصادي , سؤالي للسيد الكاظمي الم يكن استيزار جبار اللعيبي او عامر عبد الجبار أقدر على النهوض بالبلد من مستنقع الوحل الذي القت الحكومات السابقة البلد فيه ام انك حالك حال من سبقوك محكوم بتوافقات ومحاصصة وان شعاراتك في الكفاءة والتكنوقراط هي للاستهلاك الإعلامي , وحتى مع ذلك فالباب مفتوح امامك لانتداب الشخصين المذكورين واعني بهم جبار اللعيبي وعامر عبد الجبار فبهم وبمثلهم من الكفاءات يكون بأمكانك ان تصحح اتجاه بوصلة البلد وإلا فان الركون للخبراء الشموليين الذين لا تخفى عنهم خافية شركاء الله في كل شيء لن يحقق إلا مزيدا من الانحدار نحو الهاوية , وللطرفة فأني سالت أحدهم إن كان قد قرأ كتاب الامير فأجاب نعم قرأته ولما سألته لمن هو قال للأمام علي عليه السلام ومع ملاحظة أن هذا الشمولي يتحدث في السياسة بكثرة وقد سمعت مؤخرا ان احدى الفضائيات اقامت عليه دعوة قضائية تطالبه بدفع اجور المقابلات التي كانت تجريها له بمعنى ان الخبراء الشموليين يدفعون لتلك الفضائيات من اجل الظهور والتحدث والى الله المشتكى