صرح مطرب عراقي معروف بجمال وقوة صوته: “لو عندي صوت كاظم الساهر؛ جا كسرت الدنيا” فرد السامعون: “اولا صوتك اجمل من صوت الساهر، وثانيا كاظم مكسر الدنيا بالفعل”.
ما ينسجم مع القصة التراثية، الكامنة في بطون امهات الكتب التي تحبل بها ارحام مكتبات اوربا القديمة، والقائلة بان شخصا يسعى الى اتجاه ما، مر بقوم على قمة جبل، مجتمعون حول ما لذ وطاب من مأكل ومشرب وقيان وجوار وعبيد، يخدمون غرائزهم.. سأل ما شأنكم؛ قالوا: “نتدبر امور شعبنا” واصل طريقه؛ فوجد الشعب الذي يتدبر المجتمعون على قمة (الاولمب) امره، راكس في الجوع ناكص في العناء، ملعونة اسلاف اسلافه، فقرا وفاقة!
تلكما الواقعتان، تردان على قول رئيس الوزراء نوري المالكي، في لقاء تلفزيوني: “لو لا دولة القانون لهلك العراق” انسياقا مع كلكامش: ” هو الذي رأى” و صدام حسين الذي اذا قال قال العراق، فيما يدعي لويس السادس عشر: “انا الدولة”.
اي هلاك هذا الذي انتشلت قائمة (دولة القانون) العراقيين منه، وهم يرتعون في جو ملبد بالمفخخات الماطرة، تقصف الليالي والشعب مجلل بظلام خيمتها من دون صباح!؟
لطشوا ذواتهم بالدولة، يقدمون انفسهم، بصورة المنقذ، مسوقين اخطاءهم السياسية، على انها منجزات لصالح الشعب، ولا صالح فيها الا منفعتهم الشخصية.
يتخذون ممن يخالفهم الرأي، خائنا، باعتبارهم هم الدولة، والتناوئ معهم، خروج على بيضة الدين ووحدة الصف الوطني، يشق اجماع الصالحين.
يبدو ان هذا المنطق، هو لسان حال كرسي الحكم، ووجهة نظر الطغاة، الذين لا يتخيلون انفسهم الا حكماء وفلاسفة في ادارة الدولة، بقدرات الهية فائقة، تخترق الفيزياء التقليدية، الى الميتافيزيقيا.
يدركون الغيب، بينما جهاز السونار الذي ابهظوا ميزانية الدولة بشرائه، يعجز عن اكتشاف عبوة تحت بطانة باب سيارة (كيا بيضاء) تمر من عشرات السيطرات، نحو المكان المخطط لها، لتنفجر في التوقيت المراد، قاهرة ادعاءهم التفويض الالهي.
ما داموا قادرين على تحقيق المعجزات، بالهام الهي، فمن ذا المسؤول عن سبعة وثلاثين مليار دولار انفقت على الكهرباء، ولم تأتِ، لشعب يتلظى بالمفخخات، تتفجر بالجملة، وليست فرادى.