22 نوفمبر، 2024 11:30 م
Search
Close this search box.

الحل هو في القضاء على ثقافة الفساد

الحل هو في القضاء على ثقافة الفساد

الفساد في العراق اصبح ثقافة مجتمعية تربى عليها الشعب لمئات السنين الى ان جاء حكم البعث قكرسها لماربه المافيوية ورسخها في المجتمع وزاد عليها بتربيته المنحرفة الفاسدة التي تشجع المواطن على الانتهازية والمصلحة الشخصية لعقود بدلا من اعادة تربية الشعب على القيم الاخلاقية والانسانية الصحيحة العالية..فشرعن للكثير من مظاهر الفساد وروض الشعب على تقبلها وكانها شىء لا بد منه الى ان اصبحت عرف سائد في المجتمع كالرشوة بحجة الاكرامية وتوزيع المكرمات واستغلال النفوذ للمصلحة الشخصية والحزبية والترفيع بدون استحقاق خاصة للمراتب الامنية والجيش وخرق القانون والنظام من قبل اعوان النظام والبعثيين بحجة مصلحة الحزب والثورة وغيرها الكثير الكثير مما يجري لحد الان ولم يكن موجودا في حكم العراق والمجتمع قبل حكم البعث. فهذه التربية والثقافة اثرت حتى في من كانوا بالضد من حكم البعث ومعارضين لفكر البعث وثقافته وممارساته فاصبحوا يقلدونه بعد سقوطه. بحيث صار العراق الجديد يلطف وجه البعث وحكمه الجائر الظالم من دون ادنى حياء.
تغيير ثقافة المجتمع تتطلب من الكل اعادة النظر بانفسهم ومعالجة الخلل في ثقافتهم وتفكيرهم والعمل على تغليب هويتهم الوطنية على كل هوياتهم الفرعية ان كانت دينية او مذهبية او قومية اوعشائرية او مناطقية.وربط مصلحتهم الشخصية بمصلحة وطنهم وشعبهم العليا. بناء الانسان على القيم الوطنية والاخلاقية له الاولوية لازدهار البلد..المسؤولية الاساسية تقع على عاتق الاحزاب والمنظمات والنخب المثقفة بالاضافة الى مؤسسات الدولة والحكومة وخاصة تربية النشا في البيت والمدرسة بادخال درس التربية الاخلاقية والوطنية بدلا من التربية الدينية ولا باس من تعريف الطالب بجميع الاديان والمعتقدات بموضوعية. اما الدروس الدينية فيمكن تلقيها بالجوامع والكنائس وغيرها على شرط ان تكون مبنية على ثقافة حقوق الانسان وقبول الاخر والمنافسة السلمية ونبذ العنف والاخلاص في الواجب وتقديسه . يحضرني قول الشاعر (الامم الاخلاق ما بقيت فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا)اي ان الاخلاق هي الاساس في بناء وازدهار البلد والفساد هو الاساس في خراب ودمار البلد.وعندما يعم الفساد يصبح الفاسد مقدر ومحترم ويشجع على الاستمرار في فساده والنزيه هو الذي يصبح نشاز ومهمش وربما ممبوذ.
كل الاحزاب التي عارضت نظام البعث وصدام وناضلت وكافحت وقدمت اغلى التضحبات في مقارعة الظلم والجور والطغيان تنكرت لتضحياتها ولمصلحة الشعب والوطن لقاء مصالح شخصية وضيقة وباعت كل تضحياتها ومبادئها لاجل المال والتسلط وخلافا لمصلحة احزابها بحيث تراجعت شعبيتها للحد الادنى وفشلت فشلا ذريعا بكل اداراتها ومهامها واهدافها.عدا الحزب الشيوعي وانا لست شيوعيا ولكن الحق يقال بانه نظيف اليد ومخلص لمصلحة الشعب والوطن .كل ماسي العراق سابقا ولاحقا هي بسبب ثقافة الفساد بكل اشكاله .فالفساد في حكم البعث جلب الاحتلال الامريكي وفساد الاحتلال وسياسيينا جلب الارهاب وداعش .وفساد السلطة وما سببته للشعب والوطن ولد انتفاظة تشرين التي تطالب باسترداد الوطن واكرام المواطن.ولا بد ان تنجح في وضع العراق على السكة الصحيحة لاسترجاع الشعب اصالته الثقافية الصحيحة لبناء وطن مزدهر بما رزقه الله.
اهم عامل لتغيير ثقافة المجتمع هو التركيز على استعادة كرامة المواطن واعطاءه اعلى قيمة وقدر بعد ان كان ارخص انسان في العالم منذ نظام البعث ولحد الان علينا بتقديس المواطن وجهده ووقته وحريته التي لا تتعارض مع حرية الاخرين.تغيير ثقافة المجتمع تتطلب سنين وسنين لكن رحلة الالف ميل تبدا بخطوة واحدة وهي كرامة المواطن.ما معنى الانتخابات الديمقراطية ولم نتعلم المنافسة السلمية في السياسة وتقديس الواجب؟ اللذين يحلان كل مشاكل العراق بسلاسة.ومن دونهما لا يمكن بناء الديمقراطية الحقة.لا معنى للوطن ان لم يكن المواطن معززا مكرما في وطنه. وفي هذه المناسبة انصح الشباب الثائر من المتظاهرين والمعتصمين وقادة انتفاظة تشرين من خلال خبرتي المتراكمة وتجاربي البليغة القاسية في السياسة والحياة انصحهم بنبذ العنف وبالعقلانية والاساليب الدبلوماسية مع الاحتفاض بالثورية الرصينة لعدم اعطاء الذرائع والحجج للاعداء وللصيادين بالماء العكر من اصحاب الاغراض السيئة والدنيئة ومن حملة ثقافة البعث.والعمل على كسب الجميع حتى مرتزقة الاعداء في هذه المرحلة .وانصح الجميع بدعم حكومة مصطفى الكاضمي وتشجيعها على الاستناد على الشعب وانتفاضته.وتامين قنوات اتصال معه باستمرار وعدم الاتيان بتصرفات لا يرغبها والتروي باعطاءه الفرصة الكافية للاصلاح لان مهمته صعبة جدا وهو اهل لها لانه بنية حسنة صادقة للاصلاح.وانصح المنتفضبن بالدخول في الانتخابات بجبهة موحدة الخطاب والبرنامج قدر الامكان وان كانوا بعدة قوائم وبعدة احزاب .والتفاهم مع القوى الوطنية المدنية والحزب الشيوعي والمستقلين النظيفين للتحالف بجبهة وطنية عريضة تكون مركز ثقل في الانتخابات لكسح الاحزاب الدينية والقومية العنصرية الطائفية الفاسدة.

أحدث المقالات