(في الوقت الذي فشل فيه الكيان الصهوني من تفيت الامة العربية تمكن النظام الايراني من ذلك بسهولة).
لقد بلغت التخرصات الإيرانية المصحوبة بالوقاحة والعنجهية شأوا خطيرا لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه. حتى الخوف والضعف العربي إتجاهها أمسى بلا مبرر مقبول على المستوى الحكومي على أقل تقدير. من المفروض ان لا يشكل الموقف الرسمي عائقا أمام صون الكرامة والأستقلال والسيادة الوطنية أو ما يسمى بحفظ ماء الوجه. فمنذ ان جرع الخميني كأس السمً الزعاف على أيدي العراقيين النشامى، تصاعد منحنى التهديدات الإيرانية والتدخلات في الشؤون الداخلية العربية بشكل تجاوز كل أسوار السيادة والإستقلال والإحترام في ظل عدم وجود نظام عربي قوي- كعراق ما قبل الغزو- يمكن أن يتصدى لهذه النزعة العدوانية، ويجبر الخامنئي على أن يجرع من نفس الكأس التي جرع منها سلفه الخميني. ويبدو إن العراق، والعراق فقط كان البوابة الشرقية الحديدية التي صدت الريح الصفراء القادمة من الشرق. وعندما حطم الغزو الأمريكي هذه البوابة عجز العرب عن تصليحها أو بناء بوابة جديدة تحفظ كيانهم المهزوز. لقد طغى الذل والمهانة والعار على الأمة العربية، بحيث أمست هناك ضرورة لإعادة النظر في تركيبة النظام العربي بجملته الذي يعاني من الوهن والشلل.
بداية الأمر كانت جملة من التهديدات والإهانات الإيرانية للعرب تمر من خلال مصادر غير رسمية تحت حجة المناورة أو التقية السياسية أو من خلال شخصيات مستقلة أو متقاعدة من الوظيفة. بعدها أسفر النظام عن وجهه القبيح من خلال التهديدات المباشرة والتجاوزات الصريحة عبر شخصيات رسمية رفيعة المستوى وبعضها صانعة للقرار السياسي في إيران. لننظرمثلا إلى هذه النماذج من التصريحات العدائية، لندرك أي حضيض من الذل نعوم فيه بفضل أنظمتنا الحاكمة.
ذكر موقع (تابناك) الإخباري المقرّب من محسن رضائي أمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام” أنه في حال نشوب حرب بين السعودية وإيران فإن طهران قادرة على تدمير 80% من البنى التحتية في السعودية خلال أيام”، بمعنى أن نظام الملالي سيبقي للسعوديين 20% فقط من بناهم التحتية تمشيا مع مبدأ الاخاء الإسلامي الذي يتشدق به الخامنئي. وبصلافة لا مثيل لها محاولا إشراك عملائهم في العراق بالعدوان على المملكة العربية السعودية الشقيقة يصرح” يجب على إيران والعراق توجيه إنذار للرياض لسحب قواتها العاملة ضمن درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي من البحرين”. بالطبع لم يعلق أي مسئول عراقي سلبا أو إيجابا على هذه الشراكة الآثمة.
وفي البيان الختامي لرفسنجاني خلال زيارته لدمشق في نيسان 1991 أكد بأن” أمن الخليج هي مسئولية دول الخليج فقط ولا يحق للعرب بما فيهم مصر وسوريا ان تحشرا أنفيهما في هذا الموضوع”. تصوروا هذا المسخ الأسد في دمشق الذي وقف نظامه الدموي ضد العراق وشعبه بكل قوة أبان الحرب العراقية الايرانية، مع هذا يهين رفسنجاني النظام السوري بهذا الشكل الغريب، فهل هناك صلافة كهذه؟ بالطبع لم يعلق أي مسئول سوري سلبا أو إيجابا على تلك الإهانة في عقر دارهم. ربما من منطلق الضيافة وحق الضيف، والله أعلم!
المسخ الآخر كان رئيس أركان الجيش الإيراني ( حسن فيروزآبادي) وهو عضو في المجلس الأعلى للامن القومي في ايران، فقد أطلق تسمية “جبهة الدكتاتوريات العربية” على دول الخليج العربي، متخيلا إن نظامه الدموي يتربع على عرش الديمقرطية! والشعب الإيراني يصحو وينام على أنغام ديمقرطية الملالي! ربما لا يعرف المختل بإن بلده أحتل عالميا المرتبة الثانية في إعدام مواطنيه بعد الصين وتلته ولاية العراق؟ وان ايران مصنفة الدولة الاولى في العالم الراعية للإرهاب. وتصل به الغطرسة الساسانية المتجذرة في عقولهم المتحجرة ليصرح بأن منطقة الخليج العربي”كانت دائما ملكا لايران، وإن الخليج الفارسي إنتمى وينتمي وسينتمي لأبد الآبدين إلى إيران”. ثم يدين ما سماها “مؤامرة الدول الخليجية لتشكيل هوية لها على حساب الهوية الإيرانية”. متناسيا بإن الهوية العربية عريقة كحضارة العرب. وأن بلده يتآمر على الهوية العربية منذ الفتح الإسلامي ولحد الآن، كرد فعل لهدايتهم الى رحاب الإيمان وتنظيف أردانهم من المجوسية.
المسخان الآخران من وزارة الخارجية الإيرانية وهما (محمد رضائي) و(مهدي صفري) فقد أعلنا بكل عنجهية بأن” العرب همج بلا حضارة. ونحن نحلم بتحقيق هدف الثورة الخمينية بأن تصبح إيران قائدة العالم الإسلامي”. علما ان ما يسمى بالحضارة الفارسية لا وجود لها، ان تأريخ حروب، والحروب لا تعني الحضارة، حضارة الفرس هي حضارة اسلامية، ولدت مع فتح بلاد فارس، جميع علمائهم عاشوا في كنف الإسلام، وليس عندهم علماء في العهد المجوسي.
كما أن رئيس غرفة العمليات في الأرکان العامة للقوات المسلحة الإيرانية (العميد علي شامداني) هدد دول الخليج العربي بأن ” أية دولة تقدم قواعد وإمكانيات للعمل العسکري ضد ايران نعتبرها عدوا لنا”. لكنه يتجاهل حقيقة دعم نظامه لقوات الاستكبار العالمي اثناء غزوهم لافغانستان والعراق؟ اليس وفق منطقه إعتبار ايران أيضا عدوة للعراق وافغاستان لتعاونها مع الغزاة الأمريكان؟ أم يحق لإيران فقط ما لا يحق لغيرها؟
وهذه صحيفة (جمهوري إسلامي) الناطقة بإسم اليمين المعتدل التي تمثل تجمع (هاشمي رافسنجاني) هددت الكويت باسلوب مفرط من الإبتذال “إن في السلوك الحالي لدولة الكويت مؤشر إلى أنها لا تستحق كل هذه المسامحة، وربـما من الضروري أن تفهم عبر الأسلوب المناسب مقدار حجمها وحدودها، وإفهامها أنها تعيش في بيت العنكبوت وأن بعثرة الخيوط التي تحيط بها تعد أمرا يسيرا”، وأضافت بوقاحة أشد” لقد ذاقت الكويت سابقا طعم دودة القز الإيرانية ( أي الصواريخ) كما أنها خبرت ضرباتنا الماحقة في أوج الحرب المفروضة علينا. واليوم بالإمكان تكرار تلك التجارب، لكننا نوصيها (أي الكويت) بعدم اختبار غضبنا، لأنها سوف لن تكون بمأمن من عواقبه السيئة”. ولكن هذه الصحيفة لم تتذكر كيف كانت ردة فعل العراق على جريمتهم النكراء حيث أمضوا ليلة ليلاء، مما جعل دودة القز تفر مفزوعة إلى جحرها خشية من هجمة دبابيرالحسين والعباس. في تصريح غير مسبوق، كشف النائب في مجلس الشورى الإيراني (محمود نبويان) أن بلاده دربت عسكريا 150 ألف سوري على أراضيها و150 ألفا في سوريا إلى تدريب 50 ألفا من عناصر “حزب الله” اللبناني، مستشهدا بذلك كإثبات لـ”هزيمة أميركا” في سوريا، مؤكدا أن سوريا هي التي تدفع ثمن ما تريده إيران وليس العكس. وهذا ما أكده الجنرال حسين همداني أحد قادة الحرس الثوري وقائد سابق لفيلق محمـد رسول الله في 6/5/2014 عبر العربية نت بقوله” أن بشار اﻷسد يقاتل نيابة عن إيران، وأن ايران تقاتل اليوم في سورية دفاعاً عن مصلحة ثورتها”، صرح مندوب مدينة طهران في البرلمان اﻹيراني (علي رضا زاكاني)، المقرب من المرشد اﻹيراني علي خامئني” إن ثلاث عواصم عربية أصبحت بيد إيران، وتابعة للثورة اﻹسلامية، وإن صنعاء أصبحت العاصمة الرابعة التي باتت في طريقها للالتحاق بالثورة اﻹيرانية، ولم يمض يوم على تصريحات الرجل حتى التحقت صنعاء بشقيقاتها الثلاث. قال الفريق (محمد علي عزيز جعفري) القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، إن بلاده أحيت ثورة البحرين، ونفخت روحاً جديدة في الثورة اليمنية ،وأن إيران استطاعت أن تظهر كقوة كبيرة مسيطرة في سوريا، والعراق، والبحرين، واليمن”. (موقع سباه نيوز/ الموقع الرسمي للحرس الثوري الإيراني). كما صرح محمد كريم عابدي عضو اللجنة البرلمانية لشئون اﻷمن القومي والسياسة الخارجية” أن بإمكان ايران احتلال السعودية بكل يسر، لو أرادت ذلك”. صرح العميد مرتضى قرباني، رئيس مؤسسة متاحف الثورة الإيرانية في 1/10/2015 بإن” ألفي صاروخ جاهزة لضرب السعودية إذا أصدر مرشد الثورة أوامره بالتنفيذ. وعلى الإيرانيين اليوم أن لا يخافوا من التهديدات التي تطلق من قبل الأعداء لأننا في الحرب مع العراق صمدنا بأقل التجهيزات العسكرية، ولكن اليوم إذا أصدر المرشد خامنئي الأوامر بضرب السعودية فلدينا 2000 صاروخ جاهزة لإطلاقها باتجاه السعودية من أصفهان، الحكومة الإسلامية في إيران ببركة الخامنئي وببركة دماء وتضحيات الإيرانيين أصبحت صامدة.
صرح العميد مرتضى قرباني، رئيس مؤسسة متاحف الثورة الإيرانية في 1/10/2015 بإن ” خطوط دفاع الثورة الإيرانية باتت اليوم في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، ونحن على أهبة الاستعداد لتطبيق أوامر المرشد الإيراني خامنئي، للتحرك في أي مكان لأنه هو من يقود هذه البلاد والثورة. ولأنه ممثل الإمام المهدي المنتظر في العالم
هذا عرض مبسط من التصريحات الأيرانية المعادية وما أكثرها! والتي تدخل ضمن مفهوم العدوان حسب ميثاق الأمم المتحدة ( نأمل ان يقوم أحد مراكز البحوث بتوثيقها وأرشفتها لأهميتها) لذا نرى من الضروري أن يكون لهذه الوقاحة ردةً فعل مناسبة من قبل الأنظمة العربية، وخصوصا دول الخليج العربي بإعتبارها الوجبة الرئيسية التي يأمل نظام الملالي أن يتغدى بها بعد فطوره على العراق. ومن الغريب إن الأنطمة الحاكمة في الخليج العربي أبت إن تخلع عنها جلباب المهانة الذي يغطيها من الرأس حتى القدمين، إنها لا تخجل من نفسها ولا من شعوبها ولا من العالم أجمع، فالسكوت هو ديدنها الثابت وهذا ما يشجع بالتأكيد الطرف الإيراني على التمادي في غطرسته وإهانته لهم. فالكلام يمكن ان يجابه بالكلام، والباديء أظلم، وزعماء ايران يطلقون بالونات دعائية فقط، وهم غير قادرين على تحويل اقوالهم الى أفعال والدليل تصريحتهم ضد اسرائيل وازالتها من الخارطة خلال دقائق، مع هذا يتلقون منها صفعات اسبوعية في سوريا ولا يجرأون على الرد، لذا يمكن للإعلام الخليجي الرسمي وغير الرسمي ان يقابل تصريحات المسؤولين الايرانيين بتصريحات شرسة.
لقد أثبت العلم بأنه لكل فعل ردة فعل في هذا الكون ما عدا انظمتنا العربية فلا ردة فعل لها مطلقا! كما إن للشجاع فلسفته فإن للجبان كما يبدو فلسفته وزبدة فلسفته، الهروب في المواقف التي تتطلب المواجهة والصمود، ونحن لا نعذر الجبان، ولكن نعذر الضعيف، لكن ليس الذي يستمر في ضعفه، ولا يطور نفسه وقابليته. فلكل إمكاناته وطاقاته ولا يكلف الله نفسا أكثر من طاقتها، ولكن على الشعوب ان تنهض وتسعى، والله تعالى لا يخيب من يسعى. يقول المنطق أن تكن غنيا جدا وضعيفا جدا في الوقت نفسه فهذا حمق وغباء. وأن تكون ضعيفا وغنيا وفي نفس الحين ذليلا فذلك هو قمة الجبن. أما أن تكون ضعيفا وغنيا وذليلا وعاجزا عن حماية نفسك ومعيتك فأنت لا تستحق الحياة، فموتك أثمن بكثير من حياتك، وملك الموت أحق بك من غيره. أما أن تكون ضعيفا وغنيا وذليلا وعاجزا عن حماية نفسك ومعيتك وشرفك فأنت تستحق بكل جدارة الدرك الأسفل من الجحيم.
بالطبع ليس المقصد من كلامنا دعوة مفتوحة للحرب أو تحريض على الإيرانيين. فالشعب الإيراني شعب جار مسلم ولا نرغب بخسارة أي مسلم. ونحن على ثقة تامة بأن نظام الملالي لا يمكن أن يعبر عن حقيقة تطلعات الشعب الايراني. ونحن كعراقيين نعيش نفس مأساة الشعب الإيراني من هذه الزاوية فالحكام الحاليين لا يمثلون الشعب العراقي ولا شيعتة وسنته و أكراده وبقية الأقليات، وإنما يمثلون أنفسهم المريضة فقط! ونحن ندرك إن فاتورة الحروب يسددها المواطنون وليس الحكام. وغالبا ما يكون وقودها الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة. لكن هناك وسائل أخرى يمكن ان تسلكها الدول العربية لمواجة الأطماع والتهديدات والغطرسة الإيرانية وهي وسائل تتشابه إلى حد ما مع الوسائل التي يتبعها النظام الإيراني نفسه. طالما إنها- دول الخليج حصرا- تقف على حافة الهاوية التي سقط فيها العراق. وكما قيل “البادئ أظلم” وإيران هي الباديء. لذلك يمكن أن نصف الإستعدادات بمحاولة خلق مناخ جبهوي لمواجهة التحديات الإيرانية عبر وسائل كثيرة من بينها.
القضاء على الخلايا النائمة
تفكيك الأحزاب الموالية للنظام الإيراني كحزب الله
تحديد زيارات عملاء إيران من العرب
مكافحة سموم الفضائيات الإيرانية أو العربية الموالية لأيران
التشبث بعروبة الخليج ودحض محاولات تفريسه
مراقبة حركة الأموال المتدفقة إلى إيران والمراجع الفرس
مراقبة انشطة المساجد والحسينيات والمدارس الإيرانية
فضح الموقف الإيراني المتاجر بالقضية الفلسطينية
مساندة العقوبات الدولية ضد النظام الإيراني
تقليص وانهاء العمالة الإيرانية في دول الخليج العربي
حظر معارض الكتب الايرانية
دعم حركات المعارضة الإيرانية داخل وخارج ايران
العقوبات الاقتصادية وحظر الاستيراد من ايران
علاوة على طريق اخرى سنفصلها في بقية المباحث القادمة.