مجلس الوزراء العراقي الموقر يوافق على انشاء مشاريع عملاقة لاستثمار الغاز في البصرة ولدي على هذا الخبر تعليقان
الأول يتعلق بتوقيت الخبر حيث يبدو ان التوقيت مقصود من اجل منح حكومة الكاظمي دفعة ولو وهمية في هذا التوقيت الذي يتحدث الجميع عن فشل هذه الحكومة حتى الان في تحقيق أي من وعودها التي اطلقتها قبيل تشكيلها, ولان كان انجاز حكومة عادل عبد المهدي هو رفع الصبات التي تملأ شوارع العاصمة فان إنجازات حكومة الكاظمي هو اطلاق مئات المشاريع التي لم ولن ترا النور لأسباب اما سياسية واما فنية وكل ما يرد منها هو ان تظهر هذه الحكومة بمظهر المنقذ لشعب يغرق , فالقتل والاختطاف مستمر في البلد والتظاهرات مستمرة لعدم القناعة بما تقوم به الحكومة وخصوصا ان كمثير من السياسيين لا يرون في حكومة الكاظمي الا بؤرة من بؤر الفساد حيث صرح بهاء الاعرجي نائب رئيس الوزراء السابق ان في هذه الحكومة (خيسة) في إشارة الى ملفات الفساد التي تلاحق اغلب الوزراء فيها . برغم تحفظنا على هذا الوصف
والملاحظة الثانية اننا نعرف جميعا ان العراق يهدر مئات الملايين من الدولارات يوميا في حرق الغاز ولكن لا يجب مصادرة جهود شخصيات سابقة عملت بجد وبصمت على وضع حد لهذه المحرقة حيث ان الوزير الحالي اعترف في لقائه في قناة الحرة عراق قبل اسبوعين او اكثر بقليل ان الرائد في هذا المجال هو جبار اللعيبي الخبير والوزير السابق لوزارة النفط وان هذا المشروع عمل عليه جبار اللعيبي على قدم وساق من اجل إيقاف الهدر الذي تجاوز الحد المعقول عبر دراسات ومذكرات تفاهم وقعها اللعيبي في حينها مع شركة شل وان اعلان الحكومة عن إقامة مشاريع عملاقة لاستثمار الغاز انما هو مصادرة لجهود جبار اللعيبي حتى ان الخطط التي تنوي الحكومة السير عليها هي ذاتها الخطط التي وضعها وعمل عليها جبار اللعيبي , وباعتقادي ان استقطاب اللعيبي لصف الحكومة والاستفادة من خبراته واكمال ما عمل عليه سابقا افضل من سرقة الإنجاز او تجييره لحساب الاخرين , لاسيما مع توفر خبرة متراكمة عملية ونظرية لدى الرجل تراكمت عبر سنوات عمله في الحقول النفطية وما القاه من محاضرات في عدد من الجامعات العالمية في هذا الشأن , ان اكمال المشروع من صاحب المشروع لهو افضل بلا شك من بداية جديدة مع كل حكومة تحول ان تظهر للناس بمظهر المكتشف او صاحب الفكرة والتي نتيجة توالي الوزراء لم يرا النور حتى الان فكل يوم لدينا وزير وكل وزير يبدأ من تحت الصفر والنتيجة اننا لازلنا بعد 16 سنه في نعلن فقط دون أي خطوات عملية على ارض الواقع ان ان عمليات السرقة في بلدي وصلت حتى للانجازات والأفكار.