مع تزايد مشاعر رفض وکراهية النظام الايراني من جانب الشعب الايراني والذي يتبلور ويتجسد في تصاعد التحرکات الاحتجاجية الشعبية من جانب مختلف الاوساط والشرائح والطبقات الاجتماعية للشعب الايراني، والذي لم يعد بوسع القادة والمسٶولين في النظام تحاشيه وتجاهله خصوصا بعد أن صار يعم سائر أرجاء إيران، ومن هنا جاء تحذيرات مسؤولون وسياسيون في النظام الى جانب وسائل إعلام في إيران من تجدد الاحتجاجات الشعبية بسبب الغلاء وتفشي الفساد وتصاعد الصراع بين أجنحة النظام الحاكم.
تأکيد مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، حسين ذو الفقاري، خلال مٶتمر صحفي له من أن”دعوات الاحتجاج تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالعام الماضي” مضيفا بأن”519 دعوة للاحتجاج انطلقت خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي، لكن خلال نفس الفترة من هذا العام بلغت 1702 حالة أي أنها زادت بنسبة 227%” وجريا على عادة النظام الايراني في ربط کل معارضة مناهضة له بنظرية المٶامرة، فإنه وبنفس الاتجاه يسعى للربط بين تصاعد الاحتجاجات ومٶامرة خارجية ضده عندما أشار ذوالفقاري إلى أن ” تقارير استخباراتية وسيبرانية رصدت الهاشتاغات الداعية للاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي الموجهة من خارج البلاد وهناك من يعيد نشرها داخل البلاد”، وهو يقصد بذلك المقاومة الايراني ومجاهدي خلق تحديدا ولاسيما وإنها قد قادت الانتفاضتين الاخيرتين بوجه النظام، بل وإن الهدف المبيت للنظام الايراني من وراء ربط هذه الاحتجاجات بمٶامرة خارجية مزعومة وعزلها عن کونها تحرك شعبي لابد منه ضد النظام، يأتي عندما يصف هذا المسٶول الامني تغطية الإضرابات والتجمعات العمالية في وسائل الإعلام الأجنبية، بأنها تهدف إلى “سورنة إيران”، حيث يسعى النظام من خلال مزاعم”سورنة إيران” إشاعة الخوف والقلق في بلدان المنطقة والعالم حتى لايتم تإييد ودعم الحراك الشعبي الايراني ضد النظام کما أکدت وتٶکد المقاومة الايرانية على ذلك لمرات عديدة خلال العامين الاخيرين بشکل خاص.
والى جانب هذا المسٶول، فقد حذر حسين بيادي، أمين عام جمعية “البناؤون الشباب” وهي من جماعات الضغط المتشددة الموالية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، من تجدد الاحتجاجات الشعبية بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وتفشي الفساد والانسداد السياسي” وقال بدوره بأن”هناك احتمالا لوقوع أحداث اجتماعية سياسية غير متوقعة بنهاية كانون الأول / ديسمبر المقبل” وأضاف أن “الاحتجاجات متوقعة بسبب فشل السياسات الداخلية، وتجاوز مطالب الشعب لخطاب الأجنحة السياسية وعدم وجود حلول لمشاكل الناس”، ومن جهتها، حذرت صحيفة “مردم سالاري” في افتتاحيتها، أمس الاثنين، من زيادة الفوارق الطبقية وخطر اندلاع انتفاضة جديدة، وكتبت أن “نتيجة هكذا مأزق تكون عادة بأساليب عنيفة” وأشارت الصحيفة وهي تلمح الى الآثار والتداعيات السلبية للمارسات القمعية التعسفية للنظام ضد التحرکات الرافضة للنظام إلى أن “حركات الاحتجاج خلال السنوات الثلاث الماضية والرد عليها بشكل غير متناسب أظهرت أن العنف له عواقب سلبية للغاية”، وهنا لابد من التذکير هنا الى أن إنتفاضتي أواخر عامي 2017و2019، اللتان أرعبتا النظام وهزتاه بقوة، قد سبقتاه تحذيرات للمقاومة الايرانية ومجاهدي خلق من أن الاوضاع تسير بإتجاه المواجهة بين الشعب والنظام بعد أن بات الاخير يقف عاجزا عن إصلاح الاوضاع والذي يلفت النظر أکثر إن المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق تٶکد وتشدد حاليا على إن الاحتجاجات الشعبية مستمرة في التصاعد وإن کل شروط وعوامل إندلاع إنتفاضة عارمة ضد النظام قائمة وإنها على الابواب.